أقل ما يمكن أن يطلق علي مستشفي نقادة المركزي بمحافظة قنا انه أصبح مستشفي "الإهمال" المركزي فلا أطباء ولا أدوية ولا خدمات علاجية.. فإذا داهمك المرض في الصباح الباكر واضطررت للذهاب للمستشفي عليك أن تنتظر حتي الساعة العاشرة صباحا إلي أن يصل الأطباء وإذا ما كانت زوجتك ستضع مولودا جديدا فابحث عن وساطة لكي تدخل إلي قسم النساء والتوليد ولتنجو من مجازر الأطباء في عياداتهم الخاصة الذين يلجأون للعمليات القيصرية لتحقيق مكاسب مادية أكبر. فالوساطة هي الحل الوحيد للتخلص من مافيا قسم النساء والتوليد حيث تجد الأطباء غير متواجدين بعد أن تفرغوا للعمل في عياداتهم الخاصة. بينما مبني الحميات لا يزال مغلقا بالضبة والمفتاح رغم قرار المحافظ بسحب عملية إحلال وتجديد المبني من المقاول المنفذ وإسنادها لمقاول آخر من أجل السرعة في إنجاز العمل.. وصور الإهمال داخل مستشفي نقادة لا تعد ولا تحصي. إلا انها مازالت تعيش علي أمل تحرك سريع من قبل وزير الصحة ومحافظ قنا لانتشالها من بحيرة الإهمال التي تغرق بداخلها. "المساء" كانت هناك وعايشت أهالي مركز نقادة آلامهم. يقول عاطف أحمد عبدالعليم أحد مواطني نقادة انه اصطحب زوجته في وقت سابق لمستشفي نقادة وكانت تعاني آلام الولادة وما أن وصلت للمستشفي طلب مني الطبيب النوبتجي تحليل صورة دم كاملة وبعد أن أحضرتها طلب مني أن أعود للمستشفي بعد ثلاثة أيام لأن طبيب التخدير غير موجود فانصرفت وزوجتي تتألم فذهبت لأحد الأطباء في عيادته الخاصة لينقذ زوجتي من التعرض لانفجار بالرحم كاد يودي بحياتها وحياة الجنين. مطالبا بتدخل المسئولين لوقف المهازل داخل قسم النساء والتوليد الذي تحول إلي عزبة خاصة ولا تستطيع أن تدخل إليه إلا بوساطة كما ان القسم يلجأ لتحويل معظم الحالات لمستشفي قنا العام بحجة عدم وجود طبيب تخدير من أجل إجبارك علي الذهاب للعيادات الخاصة التي تطلب مبالغ مالية باهظة. يقول حمادة محمد لابد ان مبني الحميات عاجز عن تقديم خدماته بعد أن صدر قرار إحلال وتجديد للمبني ورغم اسناد العملية لمقاول لم يفعل شيئا فتم سحب العملية من المقاول واسنادها لمقاول آخر بقرار من المحافظ إلا ان العمل لم يبدأ بعد ولا يزال المبني مغلقا والمتضرر من ذلك هو المواطن البسيط الذي لا يقوي علي المستشفيات الخاصة أو عيادات الأطباء في الوقت الذي تلجأ إدارة المستشفي لتحويل كافة الحالات لمستشفي قنا العام. أشار محمد معين إلي أن المستشفي يعاني من إهمال شديد. فالأطباء لا يحضرون إلا بعد الساعة العاشرة صباحا والحالة الوحيدة التي يحضرون فيها مبكراً إذا تم إبلاغهم بزيارة للأسف تسمي "مفاجئة" لمحافظ قنا أو وكيل وزارة الصحة. ففي هاتين الحالتين تجدهم جميعاً يتواجدون من الثامنة صباحا وكل واحد منهم يرتدي البالطو الأبيض علي غير عادتهم وبعد ذلك تعود ريمة لعادتها القديمة إلي جانب سوء حالة دورات المياه التي لا يتم فتحها للمواطنين والغريب انك تجد في الدور الثاني دورات مياه أبوابها منزوعة والدورات مليئة بالرمال. كما ان الأسرة متهالكة. هذا إلي جانب سوء المعاملة من جانب الممرضات دون حساب أو عقاب من قبل المسئولين. أكد محمد السيد علي ان أطباء الباطنة والحميات لا يتواجدون بالمستشفي ويتابعون المرضي من داخل عياداتهم الخاصة حيث تقوم الممرضة بالاتصال به ويصف لها العلاج اللازم دون أن يحضر للمستشفي وكذلك يفعل أطباء النساء والتوليد. مشيرا إلي أن شقيقته كانت تعاني آلام الولادة فقمنا بنقلها للمستشفي وهناك لم نجد طبيباً وكانت الكارثة ان الممرضة هي التي تشخص الحالة حيث أخبرتنا ان الجنين في وضع "مقلوب" ولابد من نقلها لمستشفي قنا العام لتوافر الإمكانيات هناك وفي النهاية قمنا بنقلها لعيادة خاصة ووضعت مولودها بشكل طبيعي ودون اللجوء لعملية قيصرية. قال محمد فهيم ان هناك قصورا في توفير الدم للمرضي حيث يطلب منا متبرعين لكي يتم إنقاذ الحالات الحرجة بقسم الولادة من بين اللاتي يعانين من الأنيميا أو نقوم بشراء الدم علي نفقتنا الخاصة وأيضاً لا يتم ذلك إلا بعد توفير متبرعين للحصول علي بديل للدم الذي يتم صرفه مؤكدا ان الخدمات الطبية بالمستشفي سيئة جداً ورغم التقدم بالعديد من الشكاوي لمحافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان إلا أن الوضع داخل المستشفي يزداد سوءا حتي حرمنا من الحصول علي حقنا في رعاية طبية مميزة. أشار محمد مصطفي إلي أن المستشفي يعاني من إهمال كبير حيث تجد مراتب الأسرة ممزقة والمفارش غير نظيفة. ناهيك عن عدم العناية بالأجهزة الطبية لدرجة ان أجهزة المحاليل تلقي إلي جانب المخلفات والقمامة وفي النهاية يستخدمها المرضي اضافة لسوء معاملة الممرضات للمرضي. قال عبدالرءوف فهمي ان المواطنين يعانون من عدم توافر العدد الكافي من حضانات الأطفال. فيعاني الجميع في البحث عن مكان داخل مستشفيات المحافظة ولا نجد فيكون البديل لنا هو مستشفي الأقصر الدولي. كما ان المستشفي يعاني من عجز صارخ في لبن الأطفال منذ أكثر من شهر وبعد تكرار شكوانا تم قبل عدة أيام توفير كمية محدودة من الألبان ولكنها لم تكف عدد المستهدفين من التوزيع. مطالباً بتوفير مزيد من الرعاية والدعم للمستشفي والعمل علي تطويرها حتي نشعر اننا في مكان صحي وليس داخل منفي يعيش فيه المريض انتظارا لدوره في الموت بسبب الإهمال الذي يسكن المستشفي.