فرحة عارمة اختطلت فيها الدموع بحرارة لقاء العودة بين الصيادين العائدين من غياهب السجون في السودان وذويهم في مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية بعد غياب دام أكثر من أربعة أشهر. الصيادون العائدون وجهوا الشكر إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي وأكدوا انه لولا تدخله للإفراج عنهم لأصبح مصيرهم مجهولاً. طالبوا بانتقال الكراكات التي تولت حفر قناة السويس الجديدة إلي بحيرة المنزلة لتطهيرها من الفساد والتلوث لتعود إلي سابق عهدها وتغني الصيادين عن المجازفة بالخروج للصيد في أعالي البحار. روي الصيادون قصة احتجازهم بالقرب من المياه الاقليمية السودانية واحتجازهم هناك حتي رحلة الإفراج عنهم. اتهموا سماسرة المراكب وأباطرة بحيرة المنزلة بالتسبب فيما حدث لهم. عبدالله السيد الحوت صياد قال: إن الصيادين يقعون غالباً ضحايا لأصحاب المراكب ومستأجريها الذين يزعمون انهم حاصلون علي تصاريح صيد رسمية لكنهم يكتشفون بعد الخروج إلي عرض البحر بانها تصاريح مزيفة أو لا يوجد تصاريح من الأساس. علي أحمد الخياط 22 سنة أعزب: يشير إلي ان هذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها بهذه الرحلة التي تستغرق 25 يوماً قائلا رغم عدم جنوح المراكب داخل مياه السودان إلا انه قد حدث ما حدث ومن هذا المنطلق فاننا مصممين علي المطالبة بحقوقنا من صاحب المركب الذي تخلي عنا في أحلك اللحظات وكان كل همه الافراج عن المركب أولا وبعد ذلك يأتي الإفراج عنا. منصور إبراهيم سليم العشماوي 52 سنة قال انه يعمل بمهنة الصيد منذ ربع قرن ولأول مرة يتعرض لمثل هذا الموقف في حياته مؤكداً ان ما آلت إليه بحيرة المنزلة من سلب ونهب وسيطرة أصحاب النفوذ علي مسطحها المائي وتقسيمة إلي مزارع سمكية كل ذلك أفسد علي الصيادون حياتهم وأغلق عليهم باب رزقهم فلم يعد أمام "200" ألف صياد من أبناء المطرية سوي مواجهة الموت والمخاطر في البحر الأحمر والمتوسط. يضيف ان نجله السيد 25 سنة كان بصحبته في رحلة الصيد وهو محجوزاً الآن بمطار القاهرة حيث وجدنا ان هناك محضراً بنفس اسمه ونحن نحاول تبرئة موقفه ليعود إلي أحضان أسرته في أسرع وقت. محمد السيد النجار 23 سنة كان علي متن مركب الأميرة مريم يقول: ان المركب كان خالياً تماماً من أية أسماك مما يدل علي أننا لم نبدأ العمل بعد ورغم ذلك تم تثبيتنا باطلاق الأعيرة النارية وتم استدراجنا إلي الداخل واتخذت ضدنا إجراءات سريعة وفي الحقيقة أقدم خالص شكري وتقديري للزعيم السيسي الذي انقذنا من المعاناة التي كنا نعانيها وأضاف انه مضطر للعمل في هذا المجال الذي يجيده نظرا لانه مرتبط بفتاة أحلامه ويسعي جاهداً من أجل تأثيث عش الزوجية والاستقرار في حياته بصفة عامة. عبدالله محمد فهمي حمودة 25 سنة اعزب يعمل في مجال الصيد منذ 8 سنوات يقول: شاركت في هذه الرحلة المشئومة يوم 4 ابريل الماضي من برانيس بالقرب من حلايب ووصلنا في الثانية عشر ظهرا بالقرب من السودان ففوجئنا بلنش سوداني يطلق علينا الرصاص ثم استدرجونا بحجة الإدلاء ببعض البيانات وتم سجننا بشكل سريع وترحيلنا إلي سجن الاتحاد ببورسودان لنقضي هناك أياما صعبة فالمعاملة كانت سيئة والطعام المتواضع والزحام شديد داخل غرف السجن وفي الحقيقة فقدت الأمل في العودة ثانية إلي أحضان أسرتي لولا حرص القيادة المصرية وتدخل الرئيس السيسي لحسم أمرنا ومن هنا ننتهز الفرصة لتهنئة الرئيس بافتتاح المشروع العملاق لقناة السويس الجديدة ونشكره علي موقفه الداعم لأبناء وطنه. السيد السيد مسعد 22 سنة كان ضمن الصيادين العاملين علي متن المركب "الأميرة ملك" يشير إلي انه يعيش ميلاداً جديداً منذ وصوله إلي المطرية ظهر أمس لان كل الطرق والإجراءات التي تمت منذ القبض علينا أصابتنا بحالة من اليأس في عودتنا إلي وطننا ثانية والاغرب من ذلك اننا لم نكن نعلم ما هي الجريمة التي ارتكبناها لنلقي المعاملة القاسية من جانب اشقاء لنا في العروبة والدين وأكد علي انه قد عادت روحه إلي جسده ثانية حينما أخبرهم اللواء المسئول عنهم بعفو الرئيس البشير عنهم. العربي عبدالرحمن 20 سنة بدأ العمل في مهنة الصيد وعمره أحد عشر عاماً من منطلق رغبته في مساعدة أسرته وبالتالي بنذهب إلي السويس سعياً إلي الرزق ثم نقوم بتسليم الريس الخاص بالرحلة كارينهات النقابة ليعطينا مائتي جنيه حافز وبعد ذلك لا ندري شيئا عن الإجراءات الرسمية التي تتخذها إدارة المركب والتي أوصلتنا هذه المرة إلي السجن ونحن نتقدم بخالص الشكر للرئيس السيسي علي وقفته مع الصيادين ونطالب سيادته بان تتوجه كراكات قناة السويس إلي بحيرة المنزلة كما وعد لاستئصال جذور الأباطرة ومافيا الاعتداءات علي البحيرة أملاً في العودة للعمل بداخلها كما كان يحدث في الماضي. محمد عبده الحضري 34 سنة نذهب إلي السويس للعمل خلال شهر سبتمبر حتي مايو العام التالي ونظرا لأننا لا نتعرض إلي طبيعة تصاريح الصيد فقد سبق وتم القبض علينا في المياه السعودية بسبب سمسار التصاريح الذي نتبعه ولا يعنيه سوي نفسه وتحقيق أعلي عائد ممكن من الرحلة ولابد من التحقيق مع سمسار هذه الرحلة حتي لا يتكرر هذا الأمر مستقبلا ونعرض أرواحنا للخطر. الطفلة بسملة التي يتحدث عنها أهالي المطرية ابنة الأربعة سنوات والتي خطت لوالدها خطاب حنين وحب وشوق إلي رؤياه فانها ترفض الحديث حتي وصول الوالد العربي الحوت بعد عدة أيام مستقلا للمركب المسئول عن قيادته. حسن الشواشيخ ونقيب الصيادين قال: سنقيم احتفالية مساء اليوم بدار النقابة ابتهاجاً بوصول الصيادين سالمين إلي أرض الوطن علي أنغام السمسمية والفنون الشعبية ومن جانبه أكد علي الدور الهام الذي لعبته وزارة الزراعة والخارجية المصرية والذي اكتمل بالتدخل المباشر للرئيس السيسي لحسم الأمر والافراج عنهم. هانم طوبار المحامية قالت: كان هناك تواصل مستمر مع السيد المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة الذي اتصل بنائب الرئيس السوداني فور القبض ثانية علي الصيادين وواصل اتصالاته وعرض الأمر علي الرئيس السيسي الذي حسمه بالافراج عنهم. السيد الجميل ريس إحدي المراكب قال: ان المشكلة التي تواجهنا في عمليات الصيد هو عدم تحديد بعض الدول مثل السعودية والسودان واريتريا حدودها الدولية داخل مياه البحر بشكل واضح حتي لا يتجاوزها أحد وحتي لا تدعي البحرية بتجاوز الصيادين الحدود المسموحة. أحمد فاضل يشير إلي ان الاتحاد التعاوني كان موقفه غير واضح في موضوع سجن الصيادين ولم يحرك ساكنا وبالتالي ما فائدة انضمام الصيادين إليه. الأباصيري شتا وعرفة الغريب وناصر أبوجريشة جميعهم صيادين طاعنين في السن عملوا سنوات عديدة ببحيرة المنزلة وبالتالي فانهم يطالبون بضرورة عودة هيبة الدولة لإعادة البحيرة لأصحابها الحقيقيين.