ليس من مصلحة أحد تشويه ثورة 25 يناير أو تشويه الثوار ولا داعي لعودة نبرة من الذي ينفق علي ثوار التحرير وأساليب الغمز واللمز التي انتهي عهدها وأثبتت الأيام كذبها وافترائها علي "ورد الجناين" الذي فتح في أرض مصر وأزاح نظاماً لم يكن يحلم أحد بإزاحته وليس من مصلحة شباب الثوار أيضاً أن يلصق بهم أحد الاتهام كما ليس في مصلحة الوطن من يحاول أن ينحرف بأهداف الثورة إلي أزقة ومنحنيات معتمة غير واضحة المعالم والسمات. الثورة قامت وهي ثورة بكل المقاييس مهما حاول البعض التقليل من شأنها أو استثمارها لمصالحه الضيقة والثورة قامت ولولاها ما كنا استطعنا أن نكتب كلمة حق واحدة بعدما استمر آخرون ولسنوات طوال حديث الأفق والنفاق والتطبيل. الثورة قامت وعلي الكل أن يفهم أن الحرية لها تبعاتها وأن مفجري الثورة وآباءها الروحيين عليهم مسئوليات والثورة قامت لمصلحة هذا الشعب ومن أجل مستقبل هذه الأمة وعليه يجب علي الثوار أن يجمعوا طوائف الشعب المختلفة حولهم. لا أن ينفروهم منهم. علي الثوار أن يكونوا أكثر الناس حرصاً علي مصالح جميع فئات الشعب. لا أن يروعوهم أو يعطلوا مصالحهم خاصة أن هناك من يترقب أقل خطأ للثوار لتجسيده وإفهام الشعب أن ما يحدث يضر بهم وبمصالحهم وأن الثوار قد استحلوا التظاهر في التحرير. وهناك من ينفق عليهم وهناك من يحاول أن يعيد الكرة ويشوه الثورة والثوار وعلي الثوار الذين نثق في وعيهم وإدراكهم السياسي أن يفوتوا هذه الفرصة. نعم هناك مطالب مشروعة لا يختلف عليها أحد منها علي سبيل المثال محاكمة الرئيس المخلوع ورموز حكمه محاكمة عادلة ناجزة لا تباطؤ فيها ومحاكمة قتلة الشهداء وتطهير كافة مؤسسات الدولة من فلول الحزب الوطني وصبيان لجنة السياسات الذين تم زرعهم خلال الثلاثين عاماً في كافة ربوع الوطن. الثورة مستمرة إلي أن يصبح الوطن بطهارة هذه الثورة وأن يختفي كل رموز الفساد بعد محاسبتهم علي ما اقترفت أياديهم طوال العهد البائد. والثورة وأي ثورة في الدنيا لا تعرف الصبر وعليه فإن الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عصام شرف قد أدركت أن التريث في الاستجابة للمطالب المشروعة من الممكن أن يؤدي إلي نتائج معكوسة ومن هنا كانت الخطة الزمنية في التغيير التي أعلنها رئيس الوزراء وعلي الثوار أن يظلوا كما هم إلي أن تتحقق مطالب هذا الشعب في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.