كان الله في عون المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد.. فهو يواجه ضعوطا من كل صوب وحدب.. من الداخل ومن الخارج.. وحين يعجز عن إرضاء الجميع يقابل بسلسلة من الاتهامات بدأت بالتباطؤ ثم انتهت بالتواطؤ والتخوين!. المجلس العسكري في الواقع حائر بين حسابات الثورة.. وحسابات السياسة.. فالثورة لها مطالبها التي تعهد بتنفيذها ولم تتحقق بعد.. أما السياسة فهي لعبة قذرة لم يعتد علي ممارستها خاصة انه يدير دولة بحجم مصر لها تأثيرها ووزنها ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع!. إن الوافدين الي ميدان التحرير ومعظم ميادين محافظات الجمهورية كل ما يهمهم هو تحقيق مطالب الثورة دون إبطاء من محاكمة عاجلة لقيادات النظام السابق ورموز فساده والقبض علي ضباط وأفراد الشرطة المتهمين بقتل شهداء الثورة وتطهير أجهزة الدولة من رجال النظام السابق وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وكلها مطالب مشروعة لكنها ليست نهاية المطاف.. فهذا هو الشق الداخلي للثورة.. ولكن ماذا عن الشق الخارجي.. أقصد هنا دور مصر خارجيا بعد ثورة 25 يناير!. إن الثورة مثلما لها مطالب داخلية عادلة عليها أيضا ضغوط خارجية لا حصر لها.. إما لإجهاضها ووقف مسيرتها.. أو لإضعافها وجعلها تنحرف عن مسارها وهناك دول وحكومات صديقة وشقيقة تخشي الثورة المصرية ولا تريد لها النجاح أو علي الأقل تحاول التأثير عليها واخضاعها لحساباتها ومصالحها وأزعم أن المجلس العسكري يدرك هذه الأمور جيدا ويعلم مدي خطورتها علي مستقبل البلاد. لقد ظلت مصر علي مدي 30 عاما طوال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك تقوم بدور "الخادم المطيع" للولايات المتحدة واسرائيل وبمجرد سقوط هذا النظام استشعرت هاتان الدولتان الخطر ويسعيان حاليا ومعهما حلفاؤهما وهم كثر لإفشال ثورة مصر العظيمة التي باتت تشكل خطرا علي أطماعهم ومصالحهم!. إن مصر تمر حاليا بمرحلة فارقة في تاريخها.. تختاج الي وحدة أبنائها لا انقسامهم بين مطالب لا تنتهي.. فياليت المرابضين في ميدان التحرير يفهمون!. كلا وبس: * لست مع عودة وزارة الاعلام.. من حيث المبدأ وليس من حيث الأسماء مع احترامي الكامل للزميل أسامة هيكل.. فهو ليس تقليلا من كفاءته ومهنيته.. ولكن لا يليق لمصر بعد ثورة 25 يناير أن تحتفظ بهذا المسمي الوزاري الذي لا يوجد الا في الدول التي تحكمها أنظمة شمولية وديكتاتورية.. ويكفي أن هناك دولا عربية تخلت منذ سنوات عن تلك الحقيبة فقط من أجل تحسين صورتها أمام العالم.. واسألوا قطر؟!