تذكرته سريعا بمجرد أن قال لي أنه والد أحمد ماهر الذي توفي منذ حوالي عامين "بمعهد ناصر" فقد عشت معه محنته لحظة بلحظة وبكيت لبكائه وزاد سخطي علي التأمين الصحي ومعه والذي كان سبباً في تدهور حالة ابنه بسبب بطء اجراءاته. كان أحمد يعاني من ورم دموي نازف بدأ بالفك العلوي وظل حقل تجارب للأطباء فانتظم فترة طويلة علي اجراء عمليات حقن وربط للشرايين فلم تنجح في وقف النزيف وانتهوا إلي ضرورة التدخل الجراحي لاستئصال الورم وبعد طول عذاب حصل الأب العامل علي قرار التأمين الصحي بتحمل نفقات العملية ولكن بعد أن وصل الورم إلي الفك السفلي والأنف وقاع الجمجمة وصار في حاجة لخبير أجنبي لاجراء هذه الجراحة المعقدة وبالطبع فشل الأب في الحصول علي موافقة التأمين الصحي أو مجلس الوزراء يتحمل تلك النفقات فظل المسكين ينزف حتي مات ووالده يردد حسبي الله ونعم الوكيل استراح أحمد واحتسبه والده عندالله ولن يترك الله من أهمل في حقه" المشكلة الآن ظهور نفس الورم عند شقيقه الوحيد معاذ فوقع الخبر علي والده كالصاعقة ودخل نفس الدوامة ووجد نفس الشيء في التعامل من التأمين الصحي الذي إكتفي بتحمل نفقات ثلاث عمليات حقن للشرايين ثم رفض تجديد القرار بإستكمال علاجه. جاءني والده في محاولة يائسه لانقاذ حياة ابنه الوحيد والمطلوب سرعه حجزه بمستشفي مصر للعلوم والتكنولوجيا حيث الدكتور حاتم مكاوي الوحيد الذي يمكن علاج حالته بعد ان نجح في علاج حالات مشابهه فهل يصل صوته إلي رئيس هيئة التأمين الصحي قبل أن تتدهور حالته ويصل لمرحلة اللاعودة مثل شقيقه!!