في جوف الليل.. تشتد المعاناة.. تبدأ وصلة الألم.. وترتفع الآهات.. وتنهمر الدموع.. يقلب المرض ناموس الكون .. ويجافي النوم العيون.. يتلوي محيي ألما وهو مازال شابا في العشرين.. وتسهر بجانبه أمه باكية علي حظ ابنها الوحيد الذي أكل الورم ظهره وانهي شبابه.. حتي بات شبحا واصبحت حياته مهددة في كل لحظة.. والحل الوحيد هو جراحة عاجلة لاستئصال الورم المتشعب ولكن تكلفة الجراحة الكبيرة تقف عائقا.. ففقر الأسرة يسابق المرض أيهما يقضي عليه أولا.. بصوت ضعيف يصاحبه أنين المرض يروي محيي محمود "سلمت امري لله.. قضيت 5 سنوات من الالم اتمني ان تنتهي بالسلامة.. بدأ الورم في الظهور تدريجيا ليسيطر علي ظهري.. واتلف اعصابي.. فيبدأ عذاب ّالتنميل "ليلا فاشعر وكان جبلا من النمل لايهدأ يسير علي ظهري ولا املك غير الصراخ وتناول المسكنات .. فالاطباء اكدوا انه لا علاج لدي ولا دواء ينفعني.. تعبت من اللف علي المستشفيات.. واضطرت لاجراء جراحة لازالة جزء من فقرات الظهر بالمنطقة القطنية والعصعصية التي يسيطر عليها الورم وتم تركيب مسامير عمودية لتثبيت الفقرات القطنية الثالة حتي العصعصية الاول كما يؤكد تقرير الهيئة العامة للتأمين الصحي فرع شمال غرب الدلتا.. ولكن للاسف لم تساعدني الجراحة بل عانيت بعدها من حدوث صديد مستمر لتزيد المعاناة خاصة مع توحش الورم وزحفه الي باقي الفقرات.. تركت تعليمي في الصف الثاني الثانوي في مدرسة الزراعة الثانوية بسبب دوامة المرض.. انشغلت حتي عن تقديم اوراقي الرسمية للتأجيل وذلك اضاع فرصتي في استكمال التعليم ولا اعلم هل يرق قلب وزير التربية والتعليم ويسمح باستكمال تعليمي مرة اخري.. فانا في حالة تحد حاليا ولا اريد للمرض ان يغلبني ويدمر حياتي.. اريد ان انتصر علي الورم وان اعمل لاصرف علي اسرتي الصغيرة فانا عائلها الوحيد بعد هجر ابي لنا.. واكد لنا الدكتور بهاء الدين جابر الاستاذ بكلية الطب جامعة الاسكندرية قسم المخ والاعصاب والمشرف علي الحالة خطورة حالة محيي وتهديدها لحياته واحتمالات اصابته بشلل تام وانتشار الورم الخبيث في حالة عدم اجراء الجراحة سريعا.. واضاف ان الفحوصات الطبية اوضحت ان الورم السرطاني وزنه نص كيلو تقريبا ومتركز في الفقرات القطنية الثلاث الاخير باسفل الظهر.. وقد تم وضع خطة للجراحة خلال فريق طبي متكامل لازالة الفقرات عن طريق فتح البن وليس الظهر فتح البطن لازالة الفقرات القطنية من الامام .. واستبدالها بشريحة عظمية من منطقة الفخد تساندها شرائح معدنية وذلك علي 3 مراحل تقريبا. وسيحتاج بعد ذلك المريض للبقاء فترة في العناية المركزة ثم المرور بمرحلة اعادة تأهيل ليتمكمن من استعمال قدمه بصورة طبيعية .