منذ سنوات عديدة ونحن نطالب بضرورة وضع سياسة ثابتة للتعليم لا تتغير بتغير الوزراء. ولا تتأثر بالتغييرات الحكومية. طالبنا بضرورة وضع مناهج خاصة لجميع المواد الدراسية.. وأن يجلس خبراء تعليميون علي أعلي مستوي لإقرار هذه المناهج.. ولا يمنع إطلاقاً أن نستعين ببعض خبراء أجانب من دول عدة للمشاركة مع المصريين المتخصصين للوصول إلي مناهج مستقرة ترتقي إلي المستوي العالمي. طالبنا أيضاً بأن ننبذ طريقة الحفظ والتلقين وأن يعتمد أبناؤنا في مختلف مراحل التعليم علي الفهم والإدراك.. وذلك لا يتأتي إلا بالممارسة في المدرسة والاهتمام بالمكتبات فيها. وتشجيع التلاميذ والطلاب علي البحث والتقصي من خلال قراءات خارجية. طالبنا كذلك بضرورة بناء مدارس نموذجية والتوسع فيها بشكل كبير لتستوعب الأعداد الهائلة في زيادة النسل عندنا وبحيث لا يزيد عدد طلاب الفصل الواحد علي 30 طالباً وطالبة حتي يتواصل الطلاب مع الأساتذة لتبادل المعلومات بما يخدم العملية التعليمية. لابد أن تشمل المدرسة إدارة واعية فاهمة لطبيعة التعليم. ولابد أن تشتمل علي أنشطة رياضية وفنية لخلق أجيال جديدة فكما يقولون "العقل السليم في الجسم السليم". من الضروريات التي طالبنا بها أن يخضع المعلمون والمعلمات لدورات تدريبية علي أعلي المستويات لرفع كفاءتهم العلمية. ولا مانع من استقدام خبراء أجانب للمشاركة في هذه الدورات إلي جانب الخبراء المصريين. طالبنا أيضاً بأن تخصص أكبر ميزانية للتعليم في الموازنات الجديدة للدولة فكما يقول الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق إن انفاق دولار واحد في التعليم يعطي مردوداً بثمانية أضعاف لنري طلاباً يتمتعون بثقافة عالية وتعليم متقن بعد انتهاء دراستهم. من العار أن تحتل مصر المرتبة 136 من خلال تقرير عالمي من بين 144 دولة حول العالم في جودة التعليم.. وقد سبقتها دول سبق أن تعلمت علي أيدي مدرسينا وكتبنا وكل المواد التي تساعد في العملية التعليمية ابتداء من المسطرة والأستيكة والبرجل وغيرها من هذه المواد. سبقتنا في هذا التقرير العالمي لبنان التي احتلت المرتبة 124 وأيضاً الأردن التي احتلت المرتبة .128 لن تنتهي ظاهرة الدروس الخصوصية في مصر إلا بإصلاح منظومة التعليم.. المعلم.. الكتاب.. المدارس التي تستوعب الأعداء الهائلة التي أصبحت في سن الالزام. يخجلني أن أقول إن طلاب الثانوية العامة خلال هذه السنوات هجروا فصولهم تماماً ولجأوا إلي مراكز الدروس الخصوصية.. وأصبحت هذه السنة عبئاً علي الأسرة حيث يتكلف الطالب أو الطالبة ما لا يقل عن خمسة أو سبعة آلاف جنيه شهرياً طوال مدة الدراسة.. بل إن هذه المراكز تبدأ عملها قبل بداية العام الدراسي. خبراء التربية - كما ذكرت صحيفة "المساء" - طالبوا بوضع استراتيجية شاملة ورؤية لتطوير التعليم.. بعد أن أصبح التعليم في محنة يلمسها غير المتخصص قبل المتخصص. من غير المعقول أن يتكلف الطلاب والطالبات هذه المصاريف الباهظة في الدروس الخصوصية.. ثم يأتي الامتحان وتتسرب أوراق الأسئلة ليستفيد منها الغشاشون ويتقدمون علي من بذلوا الجهد وارهقوا ميزانية الأسرة بتلك المصروفات!!