بعد الثورة المصرية المباركة بدأ الناس يقبلون علي المشاركة في الحياة السياسية بعد ان كانوا في عزوف عنها وبمعزل منها سواء أكان هذا العزوف لعدم اهتمامهم بالسياسة أو بسبب تخوفهم من الدخول فيها والانخراط في احزاب أو حركات مما يترتب علي انخراطهم هذا ملاحقات امنية أو بسبب الاحباط الذي أصابهم وقد تكونت تلك الصورة لديهم لما شاهدوه من تفرد حزب واحد وهو الحزب الوطني بكافة جوانب المشهد السياسي في مصر وشاهدوا تداخله في الحكومة وسيطرته علي مؤسسات الدولة وتفشيه في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاعلامية وسيطرة أمن الدولة وتدخله في شئون الوطن العادية وليست توجهاته السياسية فحسب مما أضعف الاحزاب والحركات والتيارات السياسية بشكل متعمد لكي يحلق الحزب الوطني بمفرده تحليق البوم والغربان ومنفردا بالحياة السياسية المصرية إلي ان اسقطته سهام الثورة فخر صريعا علي الأرض لا يحرك ساكنا تاركا المجال الجوي السياسي في مصر مفتوحا وصافيا ينتظر من سيحلق به ولكن هذه المرة ستكون التحليق جماعيا ومتعدداً وليس انفراداً تاما ولما كان الحزب في معناه الحقيقي هو تجمع شريحة أو مجموعة من المجتمع حول مجموعة من الافكار تتبلور في برنامج سياسي يشرح للمجتمع كيف سيكون ادارة هذه المجموعة للبلاد في حالة توليهم الحكومة نجد ان الاقبال علي الاحزاب هو لمجرد الاقبال والانفتاح علي الحياة السياسية فقد يجمع الحزب الواحد اشخاصا مختلفين في الافكار مما قد يتسبب في عدم توافقهم والدخول في صراعات داخلية بالحزب الناشيء حديثا. لكن هذه الحالة لن تستمر لفترة كبيرة إلي ان يصل الوعي السياسي لكل الناس ويقومون بتنظيم صفوفهم في احزاب مختلفة والتي تتناسب وخطوطهم السياسية هذا الحراك والاقبال علي الاحزاب الجديدة بعد الثورة سوف يؤثر علي الاحزاب القديمة قبل الثورة حيث انها لن تجد الاقبال الجماهيري المتوقع والتي تستهدفه لزيادة القاعدة الحزبية لديها بسبب ما ترسخ في الاذهان من انها أحزاب ضعيفة وغير قادرة علي تلبية طموحاتهم خاصة بعد الانفتاح السياسي وهذا ليس عيبا في الاحزاب القديمة نفسها بقدر ما كان العيب في النظام الفاسد الذي قام باضعافها متعمدا لذلك ستواجه تلك الاحزاب شبح الفشل مجددا في ظل النظام السياسي الجديد مالم تتخذ ما يلزم لمحو تلك الصورة التي الصقها النظام السابق في اذهان الناس واعتقد انه يجب علي البعض منها بدلا من ان تهدر الوقت والمجهود في محو هذه الصورة أن تحل نفسها وتعيد تكوينها من جديد تحت اسماء جديدة وبرامج متطورة بدلا من اهدار الطاقات علي تغيير صورة قد يكون من الصعب محوها من اذهان الناس.