صدق أولا تصدق!! تحولت منطقة الشرق الأوسط إلي أكبر ثكنة عسكرية في العالم بعد أن ازدحمت بالقواعد العسكرية التابعة للقوي الكبري.. أهم هذه القواعد وأكبرها تابع لأمريكا.. حيث تمتلك عشرات القواعد في مختلف الدول العربية وغير العربية.. ولها في العراق وحده أكثر من 75 قاعدة بالإضافة إلي 6 قواعد في إسرائيل تستخدمها لتخزين الأسلحة والمعدات اللازمة للانتشار السريع في أي مكان. وتقع أكبر 10 قواعد عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط بالدول العربية وهي: قاعدة العيديد في قطر التي تضم مركز العمليات الجوية للقيادة المركزية في الشرق الأوسط منذ 2003 وبها 9 آلاف جندي وتعد أكبر مخزن استراتيجي للطائرات والأسلحة الأمريكية في المنطقة.. ثم قاعدة الشيخ عيسي بالبحرين وهي مقر الاسطول الخامس الأمريكي وبها 4200 جندي وحاملة طائرات وعدد من الغواصات والمدمرات البحرية.. ثم قاعدة علي سالم بالكويت.. ثم قاعدة معسكر الدوحة الذي يقع في شبه جزيرة صغيرة علي خليج الكويت يتمركز فيه أفراد الفرقة الثالثة الأمريكية مشاه مع كامل اسلحتهم.. ثم قاعدة الظفرة في دولة الإمارات التي تنطلق منها طائرات الهجوم علي داعش.. وهناك قاعدتان في الأردن هما الرويشد ووادي المربع.. ثم قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض في السعودية وبها خمسة آلاف جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأمريكي.. ثم قاعدة ثمريت في عمان.. ثم قاعدة معسكر أناكوندا أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العراق ويعرف باسم "المثلث السني". بريطانيا أيضا لها العديد من القواعد العسكرية في منطقة الخليج.. وتخطط حاليا لإقامة 3 قواعد عسكرية جديدة في البحرينوالإمارات وسلطنة عمان.. وتمتلك فرنسا قاعدة عسكرية ضخمة في أبوظبي.. أما روسيا فلها قاعدة شهيرة في سوريا هي قاعدة "طرطوس" ومؤخرا دعا بشار الأسد الروس لإقامة المزيد من القواعد العسكرية في بلاده.. وفي عام 2009 كانت روسيا قد أعلنت أنها بصدد إنشاء قواعد جديدة في ليبيا وسوريا واليمن.. وتمتلك إيران قاعدة عسكرية مهمة في اريتريا علي البحر الأحمر.. وبالقرب منها أقامت إسرائيل قاعدة لها في اريتريا أيضا. حزام القواعد العسكرية كما تري يحيط بعالمنا العربي ويكاد يخنق أنفاسه.. لكن المثير للسخرية أن هذه القواعد التي كان الهدف منها تأمين المصالح الغربيةالأمريكية تحديدا كانت محفزا رئيسيا لنمو التطرف وارتفاع نغمة معاداة أمريكا في المنطقة.. فبقاء الجنود الأمريكان في السعودية كان أحد الدوافع المعلنة لأسامة بن لادن لشن هجمات 11 سبتمبر.. وهذا الرفض للوجود الأمريكي كان المحرك لعدد من الهجمات التي استهدفت قواعد عسكرية في المنطقة من بينها التفجير الانتحاري الذي قتل فيه 241 من جنود المارينز في لبنان عام 1983 وهجمات مماثلة في السعودية عام 1996 وفي اليمن عام 2000 ضد المدمرة كول وغيرها من الهجمات خلال حربي أفغانستان والعراق. وأظهرت الدراسات علاقة قوية بين الوجود العسكري الأمريكي وعمليات التجنيد للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش.. بل إن الوجود الأمريكي في العراق كان أحد أبرز عوامل ظهور داعش.. كذلك فإن وجود هذه القواعد وانتشارها كان أحد العوامل التي سهلت علي واشنطن خوض الحروب المختلفة بما خلفته من قتل ودمار وخسائر مادية. وقد أكدت كتابات المتخصصين العسكريين الأمريكيين أن الانفاق الباهظ علي هذه القواعد لا يستهدف فقط الحفاظ علي المصالح الاقتصادية الأمريكية في الخليج الذي تستورد منه أمريكا 10% فقط من وارداتها من النفط والغاز وإنما يستهدف إيجاد قوة ردع قادرة علي تحقيق السيطرة الكاملة علي المنطقة الاستراتيجية. وهكذا تتداعي علينا الأمم كما يتداعي الأكلة إلي قصعتهم.