وتستمر التبعية فقواعد عسكرية في كل مكان، رؤساء وحكام يتمنون أن تمتلئ أراضيهم بالقواعد العسكرية الغربية، تبعية يتفاخرون بها، وشعوب حُكم عليها بأن تعيش تحت وطأة الاحتلال.. إنها البلدان العربية التي تحوَّلت إلى معسكرٍ كبيرٍ، لخدمة القواعد العسكرية الغربية. ولم يكتفِ الغرب بسيطرتهم علي صناعة القرار العربي، بل حرص كل الحرص على بناء قواعد عسكرية له بالمنطقة، وفرض التبعية لإكمال السيطرة الكاملة على المنطقة. فبروز جماعات إرهابية بالمنطقة العربية، ليس السبب الأساسي كما ادعى البعض لتعزيز التواجد العسكري الغربي، لكن هي رغبة حكام العرب في حماية أنفسهم، والحفاظ علي وجودهم في سدة الحكم. القواعد العسكرية الغربية، ملأت غالبية البلدان العربية، إما بالوجود الفعلي المعلن، أو الخفي، معظمها تواجد أمريكي، ورغبة بريطانية في العودة للشرق الأوسط، بعد انسحاب قارب ال 43 عامًا من الخليج العربي. تبعية الحكام الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء: عبد الحميد السيد، قال: "إنَّ القواعد العسكرية في البلدان العربية، تعبير عن مدي التقارب التبعية التي يقوم بها الرؤساء والملوك تجاه الغرب، مضيفًا أن هناك من يريد إذلال الشعوب العربية". وأوضح الخبير العسكري ل"مصر العربية" أن التواجد العسكري الغربي في منطقة الشرق الأوسط، لحماية المصالح، وليس لمساعدة الدول العربية كما يردد الرؤساء والحكام العرب، قائلًا إنَّ التعزيزات العسكرية للغرب تأكيد لاحتلال الدول العربية وتابع: "إن القواعد العسكرية، تمثل نقطة انطلاق للجنود الغرب، على أن يتم استخدام تلك الدول لحفظ المصالح الغربية، متوقعًا بتوسيع القواعد العسكرية في المنطقة العربية مستقبلًا" القضاء علي الإرهاب وأعلنت لندن مرة أخرى رجوعها إلى الخليج لحفظ أمنها وأمن الخليج والقضاء على الإرهاب، كما تدعي، ولكن الآن بشكل مختلف، إذا أعلنت بريطانيا أنها وقعت اتفاقًا مع البحرين لإقامة قاعدة بحرية لها، حيث توجد هناك سلفًا قاعدة للأسطول الخامس الأمريكي في المملكة الخليجية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية: "إن هذه القاعدة الجديدة لتوسيع دائم لوجود البحرية الملكية، وبالتالي ستمكن بريطانيا من إرسال سفن أكثر وأكبر لتعزيز الاستقرار في الخليج”، ويعزز وجود القوات البريطانية في البحرين من قدرتها على القيام بمناورات وتدريبات مع دول المنطقة". وفي شهر ديسمبر من العام الماضي، قال رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال سير ديفيد ريتشاردز: "بعد أفغانستان، سيصبح الخليج الجهد العسكري الرئيسي لنا" ومن هذا المنطلق يؤكد على أن فكرة النشر المسبق للقوات والمعدات البريطانية في منطقة الخليج جاءت قبل أن تكون هناك حاجة إليها، فضلًا عن أنه جاء لإظهار الدعم الفوري للدول التي تعد حليفة للملكة المتحدة. نقطة انطلاق ويوضح مراقبون أن القواعد العسكرية، تمثل نقطة انطلاق للجنود الغرب، على أن يتم استخدام تلك الدول لحفظ المصالح الغربية، متوقعًا بتوسيع القواعد العسكرية في المنطقة العربية مستقبلًا القواعد العسكرية الغربية في المنطقة العربية، بدت وكأنها شيء عادي، فغالبية الدول العربية لم تخلوا أراضيها من وجود قواعد وجنود لعسكريين أجانب. ففي1971 وقعت البحرين اتفاقية مع الولاياتالمتحدة تقوم بتوفير تسهيلات للبحرية الأمريكية، وفي 1991 وقع البلدان اتفاقية أشمل للتعاون الدفاعي مدته عشر سنوات نصت على تقديم تسهيلات أكبر للقوات الأمريكية ومنحها الحق في التموضع المسبق لمعداتها وعتادها، ويتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي في “قاعدة الجفير العسكرية” القريبة من المنامة ومنذ أيام، وقعت البحرين أيضًا، اتفاقًا مع البحرين لإقامة قاعدة بحرية لها. مواقع عسكرية وفي الكويت، فالوجود الغربي لم يختلف كثيرًا، حيث تتمركز عناصر مختلفة من القوات الأميركية في كل المواقع العسكرية الكويتية الرئيسية، في قاعدة أحمد الجابر الجوية ومعسكر الدوحة وجزيرة فيليكا ومطار الكويت الجوي وميناء الأحمدي. لكن أهم المواقع العسكرية الأميركية توجد في قاعدة علي السالم ومعسكر أريفجان، حيث تتمركز قوة جوية وبرية رئيسية، وعناصر تابعة لقيادة الجيش الأميركي. ويبلغ عدد القوات الأميركية في الكويت حوالي 10 آلاف عسكري، مع مئات الدبابات، والمعدات الثقيلة، وقرابة 52 مقاتلة و75 هليوكبتر مسلحة أباتشي ووحدات باتريوت. علاقات عسكرية وفي الأردن، توجد أيضًا، علاقات عسكرية مفتوحة بين الأردنوالولاياتالمتحدة تتيح وجودًا عسكريًا أميركيًا قويًا وقت الضرورة. لكن في الوقت الحالي توجد تسهيلات عسكرية أميركية في قاعدة الشهيد موفق الجوية بالزرقاء، يوجد فيها حوالي 1200 عسكري تابعين للقوات الجوية، وميناء العقبة الذي تقدم فيه خدمات مختلفة للقوات البحرية. وكذلك الحال مع قطر، فأصبح الوجود العسكرى الأميركي في قطر يتسم بالقوة في الفترة الأخيرة، في وجود مخازن أسلحة ومعدات لتشكيل عسكري بحجم لواء، وتسهيلات مختلفة في معسكر السيلية ومطار الدوحة الدولي ومنطقة أم سعيد. لكن قاعدة العديد العسكرية تحولت إلى واحدة من أهم القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، خاصة بعد نقل مقر القيادة المركزية من فلوريدا إليها. ويبلغ حجم القوات الأميركية في قطر 3000 جندي ومئات الدبابات. تسهيلات عسكرية المملكة العربية السعودية، هي الأخرى لم تخلو أراضيها من القواعد العسكرية الغربية، وتمثل المملكة أقوى مواقع لتواجد القوات الأميركية في الخليج منذ العام 1990، فهناك تسهيلات عسكرية مختلفة لعناصر متعددة من القوات الأميركية في الدمام والهفوف والخبر وتبوك وينبع وقاعدة الملك عبد العزيز بالظهران وقاعدة الملك فهد البحرية بجدة وقاعدة الملك خالد الجوية بأبها، وقاعدة الرياض العسكرية، وقاعدة الطائف العسكرية، لكن قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب الرياض هي أقوى مواقع التواجد العسكري الأميركي في السعودية، حيث يوجد بها حوالي 5100 جندي أميركي، وعشرات الطائرات والمعدات الثقيلة. "عمان".. أصبحت عمان واحدة من أكثر مواقع الوجود العسكري في المنطقة فعالية، خاصة بعد مشاركة القوات الأميركية والبريطانية المتواجدة بها في حرب أفغانستان. وتتركز التسهيلات العسكرية الممنوحة للولايات المتحدة في ميناء قابوس بمسقط وميناء صلالة ومطار السيب الدولي. وتتعدد المواقع العسكرية الرئيسية التي تتواجد بها القوات الأميركية في عمان، ويتمركز في عمان حوالي 3000 عسكري أميركي، وعناصر مختلفة تابعة للقوات الجوية والبحرية. "الإمارات العربية".. وتتمتع القوات الأميركية هناك، بعناصر مختلفة من التسهيلات العسكرية في عدد من المواقع الإماراتية، كقاعدة الظافرة الجوية بأبو ظبي ومطار الفجيرة الدولي، وعدد من الموانئ البحرية كميناء زايد ومينائي رشيد وجبل علي بدبي وميناء الفجيرة. ويتواجد في الإمارات حوالي 500 عسكري أميركي وبعض طائرات الاستطلاع. انتشار عسكري وكانت فرنسا أيضًا، افتتحت لها قاعدة عسكرية في أبو ظبي عاصمة الإمارات، في 2009، ضمن خطة لم تكتمل للانتشار العسكري في الخليج، وتعتبر تلك القاعدة هي الأولى لفرنسا خارج أفريقيا التي يوجد لباريس فيها وجود عسكري ضخم وقواعد عسكرية منتشرة في كثير من البلدان. "اليمن".. تتمتع الوحدات العسكرية الأميركية بتسهيلات مختلفة في اليمن، اتسع نطاقها في إطار الحملة الأميركية ضد الإرهاب لتشمل عناصر مختلفة للدعم والتدريب خاصة بالساحة اليمنية نفسها، لكن التسهيلات العسكرية التقليدية في اليمن كانت تتركز عادة في ميناء عدن ذي الموقع الاستراتيجي، الذي يعتبر محطة رئيسية لخدمات الوقود والصيانة الخاصة بالوحدات البحرية الأميركية. "جيبوتي".. كانت جيبوتي تقع دائمًا ضمن "دائرة فرنسا"، حيث تتمركز بقاعدة جيبوتي العسكرية قوة فرنسية كبيرة العدد يصل عددها إلى 3900 جندي، تتألف من قوات تابعة لمشاة البحرية والفرقة الأجنبية، تدعمها مقاتلات ميراج وهليوكبتر مسلح، وتوجد بها مخازن أسلحة ومعدات للطوارئ. لكن القوات البحرية والجوية الأميركية تتمتع بتسهيلات في الموانئ والمطارات بجيبوتي. وجود أمريكي ويعتبر الوجود العسكري الأمريكي في الخليج هو الأكبر من حيث الانتشار والعدد والعتاد، حيث يوجد قواعد عسكرية وقوات أمريكية في كل دول مجلس التعاون الخليجي، تقريبًا، والتي بدأت بالتوسع مع حرب الخليج الثانية بعد الاحتلال العراقي للكويت، ثم توسعت بشكل مضاعف إبان الاحتلال الأمريكي للعراق بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. "العراق".. يوجد بالعراق، عدد من القواعد العسكرية الأميركية قدرها بعض الخبراء العسكريين بحوالي 75 قاعدة، معظمها يعود للمواقع العسكرية العراقية التابعة للنظام السابق التي احتلتها القوات الأميركية أثناء عملية الغزو. "المغرب".. وصلت الولاياتالمتحدة الأمريكية إلى موافقة مراكش على استخدام القوات المسلحة الأمريكية لعدد من قواعد ومنشآت هذا البلد العسكرية. فالمعاهدة الموقعة مع مراكش، عام 1982 سمحت لأمريكا نقل قوات الانتشار السريع عبر هذا البلد والقيام بتزويد الطائرات الأمريكية بالوقود واستخدام القواعد والمنشآت المحلية لإجراء التدريبات والمناورات. "جزر القمر".. تم وضع الخطط لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة على جزيرة مورون التي تدخل في مجموعة جزر القمر. ورسم البنتاغون خطة لبناء منشآت خاصة بالموانئ عليها، قادرة على استقبال وخدمة جميع أنواع السفن الأمريكية الحربية وكذلك لبناء مستودعات للمعدات العسكرية، الاسلحة، الذخائر، الوقود، ومخازن للسلاح النووي