بعد 43 عامًا من انسحاب بريطانيا من الخليج العربي، أعلنت لندن مرة أخرى رجوعها إلى الخليج لحفظ أمنها وأمن الخليج والقضاء على الإرهاب، كما تدعي ولكن الآن بشكل مختلف، إذا أعلنت بريطانيا أنها وقعت اتفاقًا مع البحرين أمس لإقامة قاعدة بحرية لها، حيث توجد هناك سلفًا قاعدة للأسطول الخامس الأمريكي في المملكة الخليجية. خروج بريطانيا من أفغانستان وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن "هذه القاعدة الجديدة لتوسيع دائم لوجود البحرية الملكية، وبالتالي ستمكن بريطانيا من إرسال سفن أكثر وأكبر لتعزيز الاستقرار في الخليج"، ويعزز وجود القوات البريطانية في البحرين من قدرتها على القيام بمناورات وتدريبات مع دول المنطقة فضلُا عن أنه يعتبر تحرك يتزامن مع نهاية العمليات العسكرية في أفغانستان، وانسحاب القوات البريطانية من قواعد عسكرية دائمة في ألمانيا. ويوضح مراقبون أن بريطانيا تستخدم هذه القواعد كنقطة انطلاق لجنودها، على أن تستخدم ساحل البحرين لاستيعاب بوارج حربية وبحارة بريطانيين في مرحلة ما بعد أفغانستان، وسيتم توسيع تلك القاعدة كي تشمل قاعدة عمليات جديدة متقدمة ومكانا لتخزين المعدات للعمليات البحرية وأيواء أفراد البحرية الملكية البريطانية. وتستخدم هذه القاعدة أيضا لدعم المدمرات والفرقاطات البريطانية في الخليج، وسيتم توسيع هذه القاعدة لاحقاً لتصبح قاعدة عمليات جديدة متقدمة ومكاناً لتخزين المعدات للعمليات البحرية وايواء أفراد البحرية الملكية البريطانية. التواجد العسكري في الخليج بروز جماعات إرهابية بالمنطقة مثل داعش ليس السبب الأساسي كما ادعى البعض لتعزيز التواجد العسكري البريطاني فهذه التقارير نشرت قبل سنوات الأمر الذي يعطي مؤشرًا بأن التهديدات الإرهابية قد تكون حجة للتدخل أكثر بالمنطقة فضًلا عن الاحتياجات الاقتصادية لهذه الدول الاحتلالية القديمة. في شهر ديسمبر من العام الماضي ، قال رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال سير ديفيد ريتشاردز "بعد أفغانستان، سيصبح الخليج الجهد العسكري الرئيسي لنا" ومن هذا المنطلق يؤكد على أن فكرة النشر المسبق للقوات والمعدات البريطانية في منطقة الخليج جاءت قبل أن تكون هناك حاجة إليها، فضلا عن أنه جاء لإظهار الدعم الفوري للدول التي تعد حليفة للملكة المتحدة، ويرى البعض أن هذه الاتفاقية التي وقعتها حكومة البحرين، التي شهدت توترات إثر اندلاع اضطرابات عام 2011، جاءت أمام طموحات إيران الإقليمية المتنامية، لذلك تعتقد هذه الدول الخليجية أن هذه القواعد هو التزام عسكري متجدد يمنحها بعض التطمينات. والطريقة الأخرى التي ينظر بها البعض إلى تعزيز التواجد العسكري البريطاني مرة أخرى في الخليج، هي أن بريطانيا غارقة في الديون، بينما بعض الدول الخليجية لديها مبالغ فلكية من فائض الأموال، وبالنسبة لهذه الدول، فالأمر فائدة اقتصادية كبيرة بالنسبة للمملكة المتحدة لتكون اللاعب الأوروبي الرائد – بل والغربي أيضا- في الخليج". هذه القاعدة ليست الأولى في البحرين في1971 وقعت البحرين اتفاقية مع الولاياتالمتحدة تقوم بموجبها بتوفير تسهيلات للبحرية الأمريكية، وفي 1991 وقع البلدان اتفاقية أشمل للتعاون الدفاعي مدته عشر سنوات نصت على تقديم تسهيلات أكبر للقوات الأمريكية ومنحها الحق في التموضع المسبق لمعداتها وعتادها ، ويتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي في "قاعدة الجفير العسكرية" القريبة من المنامة التي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس وميناء سلمان و"قاعدة الشيخ عيسى الجوية" ومطار المحرق.