علي الرغم من أن دول الخليج أكثر الدول إنفاقا علي المجال العسكري إلا أن تلك الدول لا تستطيع الدفاع عن انفسها دون مساعدات من قوات خارجية أجنبية برغم أن تقرير مركز الخليج لسياسات التنمية أكد أن الإنفاق العسكري من قبل دول مجلس التعاون الخليجي قد تجاوز إنفاق بريطانيا وإسرائيل معا. ووفقا لصحيفة وورلد تريبيون التابعة للمخابرات الأمريكيةCIA فقد أدي الإنفاق العسكري العالي في دول مجلس التعاون الخليجي إلي تصاعد الديون الوطنية والأجنبية التي وصلت إلي40% من الناتج المحلي الإجمالي, ورأي عمر الشهابي مدير المركز أن هذه المسألة تثير المزيد من الحيرة بالإضافة إلي البحث المتعمق لأنه برغم كم الإنفاق الرهيب إلا أن دول الخليج فشلت في بناء كيان عسكري ذاتي خاص بها واستشهد التقرير الذي يحمل عنوان الخليج2013 الثابت والمتغير بعروض الصفقات الكبري بين الولاياتالمتحدة وقطر, والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقال المركز إن زيادة الإنفاق علي التسلح لم تخفض الحاجة إلي قوات أجنبية. حيث إنه وفقا لتقرير لقناة العربية فإن صفقات الأسلحة الكبري بين الغرب ودول الخليج العربي وقعت في وقت مبكر من عام1960 وكانت المملكة العربية السعودية أولي دول الخليج في اللهث وراء شراء الأسلحة وخاصة من المملكة المتحدة خلال1950, حيث كانت غارقة في الحرب الأهلية اليمنية وعلي علاقة متقطعة مع مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر, وعندما بدأ الأمريكيون في تصنيع طائرات فانتوم المتطورة ولدت الصفقات السعودية وبداية اتصال الرياض بالأمريكيين, وتلتها الكويت في عام1966, وبعد ذلك أجريت صفقات هائلة جديدة بين دول الخليج والقوة العظمي العالمية في2007, والتي كانت قيد التفاوض بينها وبين إدارة بوش, وبعد ذلك إدارة أوباما. وذكر التقرير الأمني لمركز سياسات التنمية أن دول الخليج غير قادرة علي تأمين نفسها من أي عدوان أو تهديد عسكري خارجي وذلك لاعتمادها علي الدول الغربية وأبرزها الولاياتالمتحدة لتوفير الحماية العسكرية وأشار إلي إنه يوجد بالكويت معسكر يطلق عليه اسم معسكر الدوحة يتمركز فيه أفراد الفرقة الثالثة الأمريكية مشاة إضافة إلي عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو مع كامل معداتهم وأسلحتهم التي منها دبابات طراز(M-1A12) وعربات مدرعة طراز(M-2A2) بجانب الطائرات الهليكوبتر الهجومية وأكثر من80 مقاتلة, وأيضا بعض وحدات القوات الخاصة سريعة الانتشار وفي السعودية يوجد أحد مراكز قيادة القوات الجوية الأمريكية الإقليمية المهمة, داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض, وبواقع5000 جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأمريكي, وأكثر من80 مقاتلة أمريكية, وقد استخدمت هذه القاعدة في إدارة الطلعات الجوية لمراقبة حظر الطيران الذي كان مفروضا علي شمال العراق وجنوبه أثناء فترة العقوبات الدولية, كما كانت تعمل مركزا للتنسيق بين عمليات جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبارات الأميركية في المنطقة وفي منتصف عام2003 تقريبا, انتقل حوالي4500 جندي أمريكي إلي دولة قطر, واستمر بالسعودية حوالي500 جندي أمريكي ظلوا متمركزين في قرية الإسكان وقد انتقل إلي قطر أيضا حوالي600 فرد تابعين لمركز قيادة القوات المسلحة الأمريكية من تامبا بفلوريدا بهدف معلن وهو الاشتراك في مناورات عسكرية وتوجد في قطر العديد من القواعد الجوية التي تشتمل علي مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم واستعدادات لاستقبال أكثر من100 طائرة علي الأرض وتعتبر هذه القاعدة مقرا للمجموعة319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة, ما جعل بعض العسكريين يصنفونها كأكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة ويوجد مقر الأسطول البحري الأمريكي الخامس في المنامة عاصمة البحرين, الذي يخدم فيه4200 جندي أمريكي, ويضم حاملة طائرات أمريكية وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من70 مقاتلة, إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسي الجوية وتوجد في عمان قاعدة جوية تتمركز بها قاذفات طراز(B1) وطائرات التزود بالوقود وتوجد بالإمارات قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجستي. ومن جانبه كشف المعهد الملكي للخدمات في المملكة المتحدة أن بريطانيا تعتزم إقامة وجود عسكري دائم في دول الخليج هو الأكبر منذ عام1971, حيث تسعي إلي استعادة قواعد عسكرية في دول مجلس التعاون الخليجي وأضاف التقرير أن بريطانيا تعمل علي التوصل إلي اتفاقات خاصة بالجيش والقوات الجوية والمنشآت البحرية, حيث أشار التقرير الذي حمل عنوان العودة إلي السويس من الشرق إلي أن بريطانيا سيكون لديها الآلاف من قواتها عند الانسحاب من أفغانستان في عام2014, وفي هذا العام سيقوم سلاح الجو الملكي استخدام قاعدة المنهاد الجوية في الإمارات العربية كما تستعد البحرية الملكية لتوسيع نطاق عملياتها في البحرين وقطر, وتساءل مايكل كلارك المدير العام للمعهد هل ينوي الجيش البريطاني نشر قواته في الخليج بأي شكل من الأشكال؟ في حين رأي التقرير أن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلي بناء كيانات عسكرية إقليمية قوية بجانب المزيد من العمل نحو الإصلاح السياسي وعدم الاعتماد الكلي علي العمالة الأجنبية وعدم الركون علي الدول الغربية في حماية الأمن الوطني لها سواء علي المستوي الإقليمي أو القومي. رابط دائم :