أوضح ان تمكين الشباب هو كلام علي الورق حالياً. مطالبا حكومة محلب بتحويل هذا الشعار وهذا الكلام إلي إنجازات علي أرض الواقع. طالب مجلس الدولة بالبحث عن مخرج دستوري لإنقاذ بركة السبع وقويسنا و12 حالة مماثلة من مخاطر كبيرة بعد دمج الدوائر. وفيما يلي نص الحوار: * ما رأيك في مبادرة بعض الأحزاب بإعداد مشروع قانون جديد للانتخابات البرلمانية؟ ** محاولات يائسة وتحصيل حاصل.. ما كان قد حدث وليس من المعقول ان تجتمع كل 5 أو 7 أحزاب لإعداد مشروع قانون للانتخابات.. فما هو الحال ونحن لدينا حوالي مائة حزب.. علينا التركيز علي الانتهاء من مشروع القانون الذي أعدته الحكومة ومراجعته حتي لا يكون به أي عوار دستوري. وخوض الانتخابات علي أساس هذا القانون مع ضرورة الوضع في الاعتبار ان مسألة وجود برلمان لدينا لم تعد مسألة رفاهية أو ترف يستحق الجدال حوله.. وجود برلمان أمر ضروري للغاية سواء علي مستوي الداخل أو مستوي الخارج.. هذه القضية لم يعد هناك مجالاً فيها للمجاملات أو المسكنات.. نحن بحاجة إلي الانتهاء من الاستحقاق الثالث في خارطة المستقبل لاكتمال مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية وحتي يمكن أن يساهم البرلمان القادم في حل مشاكل المواطنين وتحويل الدستور إلي تشريعات علي أرض الواقع بالإضافة إلي جذب الاستثمارات الأجنبية وتفعيل اتفاقيات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الدولي.. ولا يهم إذا جاء هذا البرلمان ممثلاً للعديد من الاتجاهات والصراعات الحزبية والسياسية وظهور بعض هواة فرض الرأي والشهرة والشو الاعلامي والأغراض الخاصة.. في النهاية سيجد الجميع ان مصلحة الوطن تحتم عليه التغاضي عن كل ذلك وعلم الأحزاب ان نتعلم الدرس والتجربة فمنذ أكتوبر الماضي وهي عاجزة عن الاتفاق علي قوائم لخوض الانتخابات البرلمانية التي كان من المفترض أن تجري في مارس وإبريل وعليها أن تعلم جيدًا ان الشعب سيلقن الأحزاب درساً قاسياً خلال الانتخابات البرلمانية القادمة وسيلفظ بعضها من ذاكرته ولن يسمع أحد عنها شيئاً ولن يتحدث عنها بعد أن تكون محصلتها صفرًا في هذه الانتخابات ونتائجها ستكون مخزية وتكون الأولوية للمستقلين وهذا هو ما يجب أن تضعه في اعتبارها. * ولكن العديد من الأحزاب تشهد صراعات وأزمات حالياً؟ ** نعم ولكن في تحليلي فهذا تفريغ سلبي للطاقات بسبب عدم وجود برلمان.. بعض قيادات الأحزاب كانت منشغلة في الانتخابات البرلمانية والبعض الآخر كان يمني نفسه بطموح أكبر سواء داخل الحزب أو البرلمان بعد تصعيد قيادات أخري والبعض الآخر كان يخطط لإثارة قضايا ومشاكل في البرلمان.. كل هذا ذهب أدراج الرياح بعد التأجيل فكان الانفجار للصراعات والأزمات. * تشهد الفترة الحالية هجومًا علي حكومة محلب ما تقييمكم لأداء هذه الحكومة؟ ** منذ ثورة 25 يناير يتم الهجوم علي أي حكومة واتهام رئيس الوزراء بالفشل.. عشنا هذا الأمر مع حوالي 7 حكومات ولكن يجب أن يكون لدينا معايير للحكم علي أي حكومة وأن تكون هناك نسبة مئوية للنجاح مثلما الأمر في البلاد المتحضرة.. نعم الأداء ليس مثالياً وليس حسب المأمول. ولكن بالنظر إلي الظروف يعتبر مقبولاً ولا يمكن تغيير حكومة أو محافظين كل أسابيع أو شهور.. الهجوم علي الحكومة يعد أيضاً تفريغ للطاقات السلبية بعد تأجيل الانتخابات فكل من كان يريد أن يمارس دوراً من خلال البرلمان يمارسه الآن من خلال الفضائيات أو من الشارع أو من مقر الحزب.. ولكي أكون منصفاً فإنني أقول ان حكومة محلب ينقصها تمكين الشباب حقاً طبقاً لما يطالب به الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل المحافل الداخلية والدولية.. فحتي الآن -من وجهة نظري- حكومة محلب لا تنفذ علي أرض الواقع تمكين الشباب مما ينشر حالة من الاحباط لديهم.. إذا جاءت الحكومة ب30 أو 40% من الوزراء والمحافظين والقيادات المعاونة من الشباب سيكون هذا الأمر دفعة كبيرة ومثال للشعب لانتخاب الشباب في البرلمان المقبل بعد إثبات وجودهم في المواقع التنفيذية. * أخيرا ما هي رسالتك إلي مجلس الدولة الذي يناقش حاليا مشرع تعديل القوانين المنظمة للانتخابات؟ ** أتمني أن يجد مجلس الدولة مخرجاً دستوريًا ينقذ بركة السبع وقويسنا بالمنوفية و12 حالة مماثلة في الجمهورية بعد قيام لجنة التعديلات بإعداد مشروع تقسيم الدوائر الذي ضم بعض الدوائر علي بعضها مثل بركة السبع وقويسنا وتجاهل القائمون علي إعداد التقسيم ان الدائرة أصبحت الآن مساحتها كبيرة جدًا وتضم 700 ألف نسمة وهو الوضع المكرر في 12 دائرة كبيرة وتجاهل القائمون علي إعداد هذا التقسيم ان هناك من عمل علي أرض الواقع شيئين اعتمادا علي ان الدائرة لها حدود معينة فيجد الأمر اختلف في يوم وليلة مع الوضع في الاعتبار ان اتساع الدوائر بهذا الشكل لا يخدم إلا الحزب الوطني والنفوذ المالي والتيارات الإخوانية الملفوظة من الشعب أجمع.. ناهيك عن ان هذا الوضع يشكل مخاطر جمة علي المواطنين والمرشحين معاً وسيشكل عبئا ثقيلاً علي الأجهزة الأمنية في وقت لا تحتاج فيه إلي أي أحمال أخري. فعلي سبيل المثال كيف سيتمكن مرشح من القيام بحملته في بلد ودائرة أخري وكيف ستكون جولاته أوليس من الممكن أن يتعرض لهجوم. خاصة مع اشتداد الحملات وشراستها .. هذه واحدة أما الثانية فماذا لو استأثرت دائرة معينة بالأربعة نواب بحكم الكثافة السكانية والتصويت.. ما هو الوضع للمواطنين في الدائرة الصغيرة التي أصبحت بلا نواب نتيجة دمجها مع الدائرة الكبيرة.. كيف سيحصل الناخب علي حقوق ويصل بصوته إلي نائب في دائرة أخري.. وماذا سيكون موقف هذا النائب إذا حصل علي خدمات ووظائف.. هل سيعطيها لأهالي دائرته الذين أعطوه أصواتهم أم سيعطيها لدائرة أخري كان له فيها منافسين.. ناهيك عن التعصب والقبليات في الدوائر كلها وأنا هنا لا أتحدث عن بركة السبع وقويسنا فقط بل أتحدث عن 12 حالة مماثلة والوضع خطير سواء في بحري أو قبلي وأتحدث لمصلحة أهالينا المحترمين في قويسنا وبركة السبع وبقية محافظات الجمهورية معه احترامنا للجميع.