تظاهر آلاف اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل الليلة الماضية في وسط تل أبيب احتجاجا علي عنف الشرطة المفرط الذي يتعرض له أبناء الطائفة. انطلقت المسيرة الاحتجاجية الثانية التي ينظمها اليهود من أصول اثيوبية "الفلاشا" من قرب برج "عزرائيل" الشهير وسط تل ابيب. واندلعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في منطقة ايالون. ورفع المحتجون يافطات تندد بالتمييز العنصري وعنف الشرطة ضدهم. مطالبين بمساواتهم ببقية اليهود في إسرائيل وشعارات من قبيل "كلنا متساوون". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن المتظاهرين أغلقوا عددا من مفترقات الطرق الرئيسية في المنطقة فيما انتشر في محيط المظاهرة رجال شرطة من الدوريات الخاصة وأفراد حرس الحدود حفاظا علي النظام العام. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحاق اهارونوفيتش انه لا يمكن إلقاء اللوم علي الشرطة فقط فيما يتعلق بطريقة تعامل المجتمع الإسرائيلي مع أبناء طائفة اليهود الإثيوبيين. وتأتي هذه المظاهرات في أعقاب تعرض أحد الجنود الإسرائيليين من ذوي الأصول الإثيوبية لاعتداء مفرط من رجلي شرطة. وأظهر مقطع فيديو الأسبوع الماضي اثنين من رجال الشرطة الإسرائيليين ينهالان بالضرب علي الجندي ويطرحانه أرضاً في واحدة من سلسلة حوادث تعرض لها يهود إثيوبيون في إسرائيل. ورفض منظمو الاحتجاج مقارنتهم ومساواتهم بما يجري من احتجاجات في مدينة "بالتيمور" الأمريكية قائلين: انهم يمثلون احتجاج طائفة وجالية كاملة وأن هذه الاحتجاجات ستتوقف فور شعورهم بأن رسالتهم قد وصلت. ويستعد شبان لتنظيم مظاهرة ضخمة اليوم "الاثنين" في ساحة "رابين" وسط تل أبيب التي شهدت تعزيزات كبيرة من الشرطة التي تخشي أن تتحول هذه التظاهرة إلي أعمال عنف كما حدث قبل أيام في القدس. وذكرت صحيفة "هآرتس¢ الإسرائيلية ان تلك الاحتجاجات الحاشدة ليهود الفلاشا تعكس مدي الغضب الذي في صدورهم والإحباط الكبير الذي يعانونه نتيجة سياسات التمييز وانعدام الفرص التي يعيشها أبناء الجيل الثاني من يهود إثيوبيا. كما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن الشرطة الإسرائيلية قالت للمتظاهرين من أصل إثيوبي المناهضين للعنصرية في إسرائيل انه ينبغي عليهم مغادرة الطريق السريع أو سيتم ابعادهم. وقالت الصحيفة إنه في ساعة الذروة احتشد مئات المتظاهرين للمشاركة في مظاهرة ضد عنصرية ووحشية الشرطة تجاه الإثيوبيين الذين كانوا يغلقون طريق ايالون السريع في تل أبيب. وفي وقت سابق أغلق احتشاد المتظاهرين تقاطع "هاشالوم" المركزي. وأشارت الصحيفة إلي أنه بعد ساعة من إغلاق الطريق السريع. أبلغت الشرطة المتظاهرين بأنه ينبغي عليهم مغادرة أيالون أو سيتم إزاحتهم. مضيفة أنه كان هناك تواجد مكثف للشرطة في المنطقة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. إن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشرطة الإسرائيلية والمحتجين أسفرت عن إصابة العشرات من الطرفين. مشيرة إلي أن الشرطة استخدمت القوة لتفريق المحتجين بالهراوات وباطلاقها لقنابل الغاز ورذاذ الفلفل الحار. وأوضحت الصحيفة أن المحتجين طالبوا باقرار العدل والمساوة بين الجميع. وهتفوا بشعاراتي تدعوا لذلك. وهتفوا: "لا أسود ولا أبيض.. كلنا بشر". من جهته. يترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين اجتماعا لبحث أوضاع اليهود الإثيوبيين بمشاركة مفتش الشرطة العام الجنرال يوحنان دانينو وممثلين عن وزارات الأمن الداخلي والرفاه الاجتماعي والاستيعاب والداخلية. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلي أن نتنياهو سيلتقي أيضا الجندي من أصل إثيوبي الذي تعرض للضرب من قبل رجال شرطة. وفي سياق الخوف من تحول المظاهرة إلي أعمال عنف أصدرت السفارة الأمريكية في تل أبيب بيانا دعت فيه المواطنين الأمريكيين المقيمين في تل أبيب الي عدم الاقتراب من مكان الاحتجاجات والامتناع عن زيارة برج "عزرائيل" وشارع "كابلان" ومنطقة مكاتب الحكومة في تل أبيب. واستذكرت السفارة في تحذيرها الأمني ما شهدته مظاهرة اليهود الإثيوبيين التي جرت الخميس الماضي بالقدس من أعمال عنف بعد أن تحولت وبسرعة كبيرة من مظاهرة هادئة إلي مواجهات عنيفة مع رجال الشرطة.