اشتباكات عنيفة بين الشرطة ويهود «الفلاشا» في احتجاجات على العنصرية الإسرائيلية

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية وآلاف المحتجين من اليهود السود من أصول إثيوبية، الأحد، في وسط تل أبيب، احتجاجا على عنف وعنصرية الشرطة المفرط الذي يتعرض له أبناء الطائفة، وأسفرت المواجهات عن إصابة 20 شرطيا إسرائيليا واعتقال 6 من يهود «الفلاشا».
وأغلق المحتجون من يهود «الفلاشا» طرقا رئيسية في تل أبيب في تصعيد الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي بدأت بعد نشر مقطع فيديو يظهر رجال شرطة وهم يدفعون ويلكمون جنديا أسود. وردد المتظاهرون هتاف «لا أبيض. لا أسود. بشر وحسب»، فيما انتشر في محيط المظاهرة رجال شرطة من الدوريات الخاصة وأفراد حرس الحدود حفاظا على النظام العام وأمرت الشرطة المحتجين بالرحيل.
وأغلق المتظاهرون طريق «أيالون» السريع لفترة طويلة خلال فترة النشاط المروري ما تسبب بازدحامات مرورية كبيرة على الطريق الذي يعد من الطرق السريعة الرئيسية خلال ساعات الازدحام، قبل أن تخرجهم منه الشرطة بالقوة. واستخدمت الشرطة وسائل تفريق التظاهرات لمنع مجموعات من المتظاهرين من اقتحام بلدية تل أبيب.
وانضم عشرات الإسرائيليين إلى تظاهرة الأحد، ورددوا شعارات وحملوا لافتات كتب عليها «الشرطي العنيف يجب أن يوضع في السجن» ونطالب بحقوق كاملة متساوية.
وقبيل الاشتباكات قال إيدي ماكونين (34 عاما) «لأنني أسود فإنني أتظاهر اليوم». وأضاف «أنا لم أتعرض لعنف الشرطة شخصيا، ولكن العنف يستهدف مجتمعي الذي يجب أن أدعمه». وقال ماكونين الذي جاء إلى إسرائيل وعمره ثلاث سنوات، إن المحتجين يريدون محاكمة رجال الشرطة العنيفين ومعالجة مشاكل عدم المساواة الاجتماعية.
وقال صهيون كوهن المشارك في التظاهرة إن الإثيوبيين «على حق 100%» في احتجاجهم. وأضاف «هذا بلد عنصري ونحن لا نقبل ذلك».
وازدادت حدة التوتر بعد أن سجلت كاميرا مراقبة مشاجرة بين شرطي وجندي بالجيش من أصل إثيوبي، يدعى داماس باكادا. وتم إيقاف اثنين من رجال الشرطة عن العمل للاشتباه في استخدامهما القوة المفرطة. وسارع ساسة إسرائيليون لنزع فتيل التوتر بعد أن ساورتهم مخاوف من قيام شخصيات بارزة في المجتمع بمقارنة الواقعة بعنف الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه سيجتمع مع نشطاء اثيوبيين والجندي اليوم الاثنين.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إسحاق اهارونوفيتش أنه لا يمكن إلقاء اللوم على الشرطة فقط فيما يتعلق بطريقة تعامل المجتمع الإسرائيلي مع أبناء طائفة اليهود الإثيوبيين.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في احتجاجات الأحد، بنحو 3000 شخص، فيما نقلت وسائل الإعلام عن منظمي الاحتجاجات إن عدد المتظاهرين بلغ عشرة آلاف.
وتجني الأسر الأثيوبية دخلا أقل بنسبة 35% من المتوسط على مستوى البلاد ولا يحصل سوى نصف الشباب أصل إثيوبي على شهادة إتمام التعليم الثانوي مقابل 63 % لبقية السكان.
وأشارت صحف إسرائيلية إلى أن المجتمع الإسرائيلي، اشتكى من المعاملة غير العادلة والعنف من جانب الشرطة، وحظي الفيديو بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي مظاهرة ليهود «الفلاشا» في القدس الخميس الماضي، استخدمت الشرطة مدافع المياه لإبعاد المحتجين عن مقر إقامة نتنياهو، وأصيب 13 شخصا على الأقل.