قطار الحياة يحمل في رحلته كثيرا من الأحداث والوقائع وتتصدر هذه الأحداث مفاجآت وأقدار لأي إنسان ولعل أكثر هذه المفاجآت ما يتعرض له الزملاء من العاملين في بلاط صاحبة الجلالة كما يحلو للبعض أن يشير إلي العمل في الصحافة. هؤلاء من أكثر الناس الذين يحملون علي أكتافهم هموم الناس. في كل يوم تدور المناقشات والحوارات حول ما يهم هذا المواطن البسيط بالاضافة إلي ما يساهم في خدمة الأمة والوطن لكنهم للأسف عندما يتعرضون لأي من المصادفات خلال هذه المرحلة المضنية والشاقة فإن المعاناة تحيط بهم من كل جانب خاصة بعد أن يتقدم بهم العمر ويصلون إلي رحلة المعاش لا يجدون من يقف بجوارهم إلا قليلاً من المسئولين وأصحاب القلوب الرحيمة ولعل ما تعرض له الزميل والصديق عبدالله نصار في مرضه الأخير يؤكد هذه الحقيقة مما يفرض علي نقابة الصحفيين والمؤسسات المسئولة عن رعاية العاملين في مهنة البحث عن المتاعب. في رحلة المرض معاناة ومناشدات تنطلق من المؤسسة التي ينتمي إليها الصحفي لكي يتقدم أي مسئول يتكفل بالعلاج.. مواقف كثيرة يتعرض لها أبناء وأسرة الصحفي مما يتطلب وقفة جادة للبحث عن اسلوب يتضمن توفير الرعاية الصحية لأي زميل يتعرض للإصابة بأي مرض. التكاليف باهظة وتثقل كاهل أي أسرة خاصة أن الصحفيين من الفئات ذات البريق لكن بلا أي وسائل للرعاية عندما يصيبهم المرض. لأن العمل في هذا المجال يقصف العمر نتيجة الجهد والعرق الذي يبذله لخدمة الوطن ورفعة شأنه وخدمة المهنة والمؤسسة التي يعمل بها.. جميع العاملين في مجال البحث عن المتاعب يقع علي كاهلهم البحث عن اسلوب ولو باشتراك شهري بحيث إذا تعرض لأي مرض مفاجئ يجد من يقف بجواره وتقديم كل الرعاية الصحية والاجتماعية.. الأنظمة كثيرة ومتعددة كل ما في الأمر نريد تحركاً وعملاً جاداً لكي نقدم عملاً يضمن لكل منا حماية في حدود الإمكانيات وهي كثيرة ومتعددة نريد وقفة توفر الحماية والرعاية للصحفي وأسرته. الزميل عبدالله نصار.. عرفته منذ أكثر من 40 عاما. يتميز بالأخلاق الكريمة يبذل الجهد والعرق من أجل إجادة العمل.. وقد اشتغل في بداية حياته الصحفية بالجمهورية الشقيقة الكبري لإصدارات مؤسسة دار التحرير بقسم القضايا والحوادث.. وعرف عبدالله بالنشاط والحركة الدائمة مما دفع المرحوم الأستاذ محسن محمد لترشيحه لرئاسة القسم الاقتصادي بالجمهورية وقد استطاع أن يقود القسم بكفاءة واقتدار ومعه فريق من الزملاء الصحفيين استطاعوا تغطية كل الجوانب الاقتصادية التي تنهض بهذا المجال الهام وسيرته في التنمية ورفع مستوي الوطن والمواطن ولعل تلك الأعمال والجهود تؤكد مدي نجاح عبدالله وزملائه في رفعة العمل بهذا القطاع الهام. كما أن المقال اليومي الذي كان يقدمه عبدالله "تساؤلات" قد ساهم في رفع الأداء الاقتصادي وتقديم الكثير من الجوانب التي تؤدي إلي انطلاق الاقتصاد الوطني وإنعاش الحياة بحيث نري وطنا يعتمد علي اقتصاد قوي وتنمية شاملة في كل المجالات.. ولاشك أن وقفة الزملاء في المؤسسة بجواره قد خفف الكثير عن كاهل الأسرة.. رحم عبدالله نصار ونسأل الله أن يجزيه خيراً عن كل ما قدم لخدمة المهنة والوطن.. وخالص العزاء لأسرته!!