رغم أن فرسان الكلمة وأساطين صاحبة الجلالة يتصدون للمشاكل الجماهيرية ويفيضون في طرح ومناقشة مختلف القضايا السياسية والاجتماعية وغيرهما لكنهم تناسوا أو تجاهلوا ما تعانيه نقابة الصحفيين وقانونها الذي هو في أشد الحاجة للتعديل الفوري في أقرب فرصة لأن نصوص هذا القانون قد عفا عليها الزمن وتجاوزها بمراحل كثيرة وربما ان البعض قد تغاضي عن كشف سوءات هذا القانون لانه قد ضمن بحكم المنصب الإداري الذي تولاه قبل وصوله لسن المعاش الاستمرار في الحصول علي أكبر قدر من مستحقاته ولم يتعرض لعمليات تجديد تعامله مع المؤسسة الصحفية التي ينتمي إليها بينما الأغلبية فلا تجد من يقف بجوارها في وقفة جماعية كما حدث ضد القانون الذي كان يجيز حبس الصحفيين وكانت وقفة مشهودة اتحدت فيها الكلمة واستجابت الدولة وستظل هذه الوقفة علامة بارزة في تاريخ الصحفيين ونقابتهم. القانون الحالي للنقابة حكم علي الصحفيين بالموت إذ ان الصحفي حين ترفض المؤسسة التي يعمل بهاالتجديد للإستعانة به يلجأ للنقابة للحصول علي هذا المعاش الضئيل وقدرة خمسمائة جنيه لاغير تصوروا ماذا يحدث؟ والاجابة علي هذا التساؤل تتضمن حقيقة مرة حيث يفاجأ الصحفي بحرمانه من الإدلاء بصوته في انتخابات النقابة وكذلك الخدمات التي يحصل عليها مع ان أبسط قواعد العمل النقابي توفر لاعضائها كافة الخدمات وبصورة أكبر عندما تتقدم بهم سنوات العمر ولم نر نقابة مهنية تحرم أي عضو بها من المشاركة في اختيار نقيب هذه المهنة وأعضاء مجلس إدارتها ولعل أكبر دليل علي ذلك نقابة الأطباء فهل الطبيب الذي يبلغ سن التقاعد بالهيئة أو المصلحة التي كان يعمل بها يحرم من التصويت في اختيار نقيب الأطباء وأعضاء مجلس الإدارة نقابة الصحفيين هي التي تحرم العضو من هذا الحق حيث انه في أشد الحاجة للمطالبة بتوفير الرعاية والخدمات بمعني أن يكون صوته مسموعا. وقد عشت فصلا من هذه المأساة في انتخابات نقابة الصحفيين فقد التقيت بزميلة عزيزة أفنت حياتها في خدمة العمل الصحفي لكنها فوجئت برفع اسمها من كشوف الناخبين وقد استغربنا هذا الإجراء لكن عند بحث الأمر مع المسئولين عن الإدارة اتضح ان الزميلة حصلت علي معاش النقابة وبالتالي تم رفع اسمهامن كشوف الناخبين وناهيك عما تعرضت له هذه الزميلة من احراج نتيجة هذا الموقف المؤسف وللأسف لم نجد أي نقيب أو أعضاء مجلس النقابة قد تصدي لذلك وكافح من أجل تعديل هذا القانون. الحقيقة انه قبل هذا القانون الجائر كان الصحفي يتمتع بالخدمات ومزاولة العمل الصحفي دون شرط السن الذي يعد بمثابة القيد الذي يحول بين الصحفي وبين العمل الذي أمضي فيه أجمل سنوات عمره وكل ما سمعناه المطالبة بمد العمل للصحفي في مؤسسته حتي سن الخامسة والستين بصفة اجبارية مع كل الاحترام لهذا الاقتراح فإن عودة حق التصويت في مقدمة الأولويات بالاضافة إلي مظلة الخدمات التي تشمل كبار السن خاصة ان المؤسسات الصحفية تعاني من الأزمات المالية وقد لا تستطيع الوفاء بالمد لكل من بلغ الخامسة والستين نريد حقا مكتسبا من نقابة تم انشاؤها لخدمة أصحاب هذه المهنة الشاقة مظلة الخدمات وحق التصويت لأصحاب المعاشات مهما تقدمت بهم السن حتي لو تجاوزوا المائة عام لا تطلقوا عليهم رصاصة الرحمة قبل الأوان ! لاشك ان العمل الجاد والسعي الدءوب يؤدي إلي تعديل هذا القانون الذي كان يقصد به تحويل النقابة إلي ناد اجتماعي وحرمان أصحاب القلم من أبسط حقوقهم حتي لا يتناولوا الآخرين في السلطة بالنقد مما يطرحونه من إجراءات وآراء تحد من حقوق الجماهير ورغم مضي سنوات علي العمل بهذا القانون إلا أن فرسان الكلمة انشغلوا بمناقشة القضايا الجماهيرية وما جري في الساحة من قضايا ومشكلات علي أرض الواقع خاصة بعد ثورة 25 يناير ولم نشاهد أي كاتب سوي الأستاذ محمد فودة يتصدي لهذا الواقع المرير ويظل متابعا له حتي يتم تحقيق المطلب العادل لجموع أصحاب الكلمة. اعتقد انه قد حان الوقت لوحدة الصف وتعديل هذا القانون وعودة الحقوق لأصحاب المعاشات الذين قضي هذا القانون عليهم بالموت قبل الأوان "يا فرحتي" الأولاد سوف يحصلون علي المعاش بعد الموت فماذا اكتسب الصحفي في هذا العمر المتأخر؟ نريد من نقيب الصحفيين ومجلس النقابة الذين يتمتعون بثقة زملائهم اتخاذ الإجراءات التي تكفل تعديل القانون وتوفير الموارد وما أكثرها لضمان معاش يكفل للأعضاء حياة كريمة وحمايتهم من المعاناة والحفاظ علي كرامتهم وكلنا ثقة في هؤلاء الذين اختارهم جموع الصحفيين ويتطلعون إلي خطوات ايجابية لإزالة أي قيود تضمنها هذا القانون وإعداد مشروع قانون يعيد لنقابة الصحفيين وأعضائها كافة الحقوق التي تتواءم مع عطائهم في خدمة الوطن وجماهير البسطاء من أبناء شعبنا.. ونحن في الانتظار عسي أن نري أملا يلوح في الأفق ويتم تعديل القانون ولائحته التنفيذية التي يجري تطبيقها وكلي أمل في النقيب وزملائه ومن هذا المنطلق أبعث إليهم بهذه الرسالة لعلها تجد استجابة من النقيب وأعضاء المجلس وللزملاء أعضاء الجمعية العمومية في أقرب إجتماع لهم لعلنا نري عملاً وخطوات جادة تعيد البسمة لجموع أعضاء النقابة الشباب منهم قبل كبار السن.. فشباب اليوم شيوخ الغد.. "وقل أعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون".