منذ فترة طويلة والزميل الكبير عبدالفضيل طه يعاني من الطواف علي المستشفيات ابتداء من الهلال إلي القصر العيني ثم الإصلاح إلي غير ذلك من دور العلاج.. رغم هذه المرارة التي يعيشها هذا الصحفي الذي أفني عمره في خدمة صاحبة الجلالة إلا أن أحدا لم يتحرك للوقوف بجانبه أو توفير العلاج له بصورة إنسانية تمنع ذل التردد علي المؤسسة التي يعمل بها أو نقابة الصحفيين أو حتي تخفيف المعاناة عن شيخ كبير انهكه المرض.. والمؤسف ان يبحث عن تدبير الأموال للعلاج شباب من فاعلي الخير وقد حفيت أقدامهم من التردد علي الجهات المسئولة عن صرف المبالغ اللازمة. حقيقة لقد تحركت الدماء في العروق حينما كنت أتابع الخبر الذي تم نشره بالمساء في الصفحة الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي المتمثل في تحرك الضمير الإنساني في قلب الوزير الشاب طاهر أبوزيد وزير الرياضة.. وقام مشكوراً بزيارة عبدالفضيل طه معترفا بجميله في الوقوف بجانبه في الحقل الرياضي ومقدراً دور هذا الرجل في خدمة الرياضة والرياضيين.. مشيراً إلي خبرته في هذا المجال ومما طوق اعناقنا بالجميل لطاهر أبوزيد حين أعلن انه مستعد لتحمل نفقات علاج الزميل شكراً.. وألف شكر لوزير الرياضة.. وهذه الزيارة تضاف إلي رصيده الإنساني والحضاري. المؤلم أن عبدالفضيل يعيش هذه المأساة دون أن يجد من يقف بجانبه ويخفف معاناته وذل المرض.. كما أن الزميل ضياء رشوان نقيب الصحفيين قد تجاهل زميلا أقعده المرض عن الحركة رغم ان النقابة كانت تمن عليه حين كان يتم صرف شيك بأي مبلغ بشق الأنفس. أليست هذه مأساة. كنا نأمل أن تكون المبادرة من نقيب الصحفيين. خاصة أننا كنا نتوسم فيه خيراً حين جاء إلي هذا الموقع فأين السيد النقيب من هذه المأساة المؤلمة لزميل يتمتع بمكانة في قلوب زملائه من الصحفيين وتلاميذه في الإعلام الرياضي.. لأن عبدالفضيل طاهر القلب واليد. ورغم شدة المرض إلا أن البسمة لا تفارقه. السؤال الذي يدق الرءوس أين السيد نقيب الصحفيين من هذه المأساة التي يتعرض لها كثير من الزملاء وليس عبدالفضيل وحده. دون ان نجد وقفة بجانب هؤلاء المرضي. وتلبية حق كفله لهم الدستور. أو التحرك نحو أجهزة الدولة لتحقيق هذا المطلب العاجل. ومن المؤسف أننا لم نجد كلمة من أي زميل صحفي يطالب بمشروع يكفل علاج أي زميل يتعرض للمرض بصورة تصون له حقاً أصيلا من حقوقه وتحول بينه وبين المعاناة التي عاشها ويعيشها عبدالفضيل طه. أعتقد أن هذه المهمة في مقدمة الأولويات للنقابة.. التي يقع علي عاتقها توفير الخدمات الاجتماعية وغيرها للاعضاء خاصة العلاج عندما يتقدم العمر ويدب الوهن في الجسم. لكن يبدو أن الصحفي حين يصل لسن المعاش يخسر كل الخدمات. تصوروا أن العضو محروم من صرف المعاش طالما انه يحصل علي مكافأة أيا كان قدرها من المؤسسة التي يعمل بها. وإذا صرف المعاش يحرم من الادلاء بصوته في الانتخابات الصحفية. كثير وكثير من هذه الهموم تطارد الزملاء وتنفرد بها نقابة الصحفيين دون سائر النقابات. نريد من نقيب الصحفيين مشروعاً متكاملا لعلاج الصحفيين بتكفل برعايتهم بعيداً عن الروتين المعوقات وسرعة التحرك لتعديل قانون نقابة الصحفيين بحيث تعود لهؤلاء الزملاء حقوقهم في الخدمات والمعاش وتحقيق مستوي يتواءم مع الجهود التي يبذلونها في خدمة الوطن والمواطنين. ومن المأساة أن الصحفي يبحث عن حقوق الأخرين وتوفير الخدمات لهم دون ان يجد من يقف بجانبه حين يتعرض لمأساة. إلي متي تستمر هذه المعاناة بلا تحرك يتسم بالفاعلية.. والله حرام أن يتسول صحفي العلاج وهو من أبسط الحقوق!! إن مأساة الزميل عبدالفضيل طه تتطلب تحركاً تعيد إليه البسمة وتكفل علاجه دون معاناة. نريد مبادرة تحقق آمال رجل أقعده المرض وطغت عليه الشيخوخة.. نريد عملا إيجابيا من نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة فما جري لعبد الفضيل يمكن أن يحدث لأي زميل.. فليس أحد ببعيد عن تدهور صحته حينما تداهمه الأمراض. حفظ الله الجميع ومتعهم بالصحة نريد عملاً إيجابيا يحقق الخدمات الإنسانية والعلاجية دون مَنْ أو أذي ونحن في انتظار تحرك سريع يحقق الآمال. لعل وعسي؟!