من ضربات ومفاجآت القدر أن يكون حفل افتتاح منشآت نادي الزمالك هو آخر حضور للمرحوم الكابتن حسن الشاذلي لأماكن عامة حيث جاءت جلستي في صالة التكريم الكبري بالنادي بجوار الكابتن ومعه زميل عمره مصطفي رياض أطال الله عمره واللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة الاسبق وكذلك الكابتن علي أبوجريشة فاكهة الكرة المصرية وشكا لي المرحوم من ابعاده عن التحليل الكروي في قناة النيل للرياضة ومعه مجموع من زملائه في ستديو التحليل في ذات القناة مثل الكابتن جمال عبدالحميد والكابتن أحمد عبدالحليم والمقدمة هناء حمزة بعد أن تولي فقرة نقل المباريات إلي راع آخر جاء بطاقمه. طلب مني المرحوم الشاذلي مناشدة المسئولين في قناة النيل بإعادة طاقم التحليل حيث كان يضم مجموعة من نجوم اللعبة أصحاب أشهر الاسماء.. وقال سوف أتصل بك لابلاغك بكل أسماء طاقم التحليل وكان موعدنا مساء الاثنين لا تلقي من الحاج أحمد جبر رئيس نادي الترسانة نبأ وفاة هداف الكرة المصرية قبل أن يبلغني عن شكواه. الحقيقة كانت صدمة صمت خلالها لدقائق ولازمني حزن شديد علي شخصية رياضية نادرة وأحد أصدقاء جيلنا.. جيل الستينيات الذي كان يتمتع بخلق عظيم ودود لأقصي درجة لاعباً صبورا جادا في تدريباته حتي حافظ علي لقب هداف الدوري الذي لم يكسره لاعب بعده حتي الآن. لن أتحدث كثيرا عن أهداف الشاذلي ولكن عن مواقفه مع الإدارات المتعاقبة لنادي الترسانة والتي كان منها من يعتمد علي تولي الكابتن تدريب الفريق الأول ولعل أفضل أيامه كانت مع الكابتن حسن فريد طوال رئاسته للنادي حتي بعد أن هبط الفريق للدرجة الأولي عينه مديرا لقطاع الناشئين ومع زميل عمره مصطفي رياض واستمر الوضع مع رئيس النادي الحالي المهندس أحمد جبر. ولصلتي بالترسانة لم أسمع أن الشاذلي غضب عندما كان يتم استبداله بمدرب آخر.. ولم يحزن عندما تولي قطاع الناشئين ولكن صابر وكافح وأخرج أكثر من لاعب للفريق الأول ولم يسمع أحد أنه أثار أي مشكلة في ظل أي إدارة منذ اعتزاله مع مجموعة الاعتزالات التي طالت نجوما أفذاذاً في الكرة المصرية اثناء توقف الكرة بعد حرب 67 إلي أن قرر نهائيا الابتعاد وعام .1977 لم يترك الشاذلي الذهاب للترسانة يوماً حتي بعد أن تعاقد مع أكثر من قناة للتحليل الكروي كانت كل تحليلاته صادقة بارعة في كشف فريقي المباراة ومنح كل ذي حق حقه بعيدا عن انتمائه للزمالك الذي يحمل بطاقة عضويته العاملة منذ أكثر من ثلاثين سنة وعشقه للترسانة من الخمسينيات وكانت له كلمة مشهورة يعبر بها عن حزنه بخفة دم أنه وجيله جاءوا قبل الاحتراف والاغتراف ومع ذلك كنت تراه مبتسماً رياضيا بما حققه ويكفي أن أحدا من نجوم اليوم لم يصل لشهرته في أيامه مع توأمه مصطفي رياض مثلما كان رضا وشحتة في الإسماعيلي رحمهما الله. جمعتني بالكابتن الشاذلي لقاءات إذاعية وتليفزيونية كثيرة كانت تخرج غنية بتحليله الراقي الذي كان يستفيد منه المستمع والمشاهد مع تعليقاتي الممزوجة بالأخبار. رحم الله الشاذلي وصواريخه.. وطيب عشرته وصداقته ودماثة خلقه الذي فقدنا برحيله واحدا من معلمي الأجيال ومصدري النجوم ويكفي ما قاله ابنه أبوتريكة عندما قال فقدت معلماً لن يجود الزمان بمثله.. إلي جنة الخلد.