عاصرت أجيالا كروية.. كانت لها بصمات واضحة داخل المستطيل الأخضر داخل مصر وخارجها.. نجوم أثروا الرياضة بصفة عامة وكرة القدم خاصة.. ومن هؤلاء النجوم الجيل الذهبي لنادي الترسانة في الستينيات والسبعينيات ضم مجموعة من أمهر نجوم اللعبة.. أسماء رنانة مازالت حتي الآن عالقة بأذهان عشاق اللعبة الشعبية الأولي بل فاقت شهرتهم أنديتهم.. بل امتدت لأندية أخري وجماهير في كل المحافظات من بين هؤلاء الثنائي الخطير مصطفي رياض والشاذلي وهما علامتان بارزتان في سماء الكرة المصرية إبراهيم محمد رياض الشهير بمصطفي رياض.. ابن حي بولاق الشعبي انضم لصفوف الترسانة في أوائل الخمسينيات لان معظم اللاعبين في هذا الزمن كانوا يعشقون نادي الترسانة باعتباره يضم فئة العمال الكادحة وكان معظم النجوم يتم تعيينهم بالورشة الأميرية التابعة للنادي.. مصطفي رياض كان مهاجما فذا كون مع الشاذلي ومحمود حسن وحرب الدهشوري وبدوي عبدالفتاح أقوي خط هجوم في تاريخ الكرة المصرية.. كان بعبع جميع حراس المرمي.. ابن بلد أصيل.. انضم لصفوف المنتخب مبكرا ولعب أولمبياد في دورة طوكيو الأولمبية عام 1964 بل كان هداف هذه الدورة سجل في مباراة واحدة ستة أهداف أمام كوريا.. كان محبوبا من جميع الأندية والآن أبودرش يقود أجيال الناشئين بعناية وأهم ما يميز مصطفي رياض انه لم يغادر ناديه اطلاقا ولم يعمل خارجه إلا لفترة قليلة بالامارات. ويأتي أيضا المدفعجي حسن جمعة الشاذلي أو مدفع بعد الظهر وهو اللقب الذي اطلقه عليه الصحفي الضرير الراحل جليل البنداري والشاذلي علامة مميزة من علامات الكرة المصرية كان صاحب أقوي تسديدات في الملاعب والكرات الثابتة هي محور أداء هذا اللاعب العملاق. والشاذلي تعرض لظلم عام 1964 حيث تم استبعاده من السفر مع بعثة الفريق القومي المسافرة إلي طوكيو بعفل فاعل ومجاملة لأحد اللاعبين.. ولم ييأس الشاذلي بل كان الاستبعاد نقطة تحول لكي يحصل علي لقب أحسن لاعب في مصر عام 1965 في استفتاء المساء الرياضي في هذا الوقت. والشاذلي صاحب تاريخ كبير في عالم التدريب أيضا وله مواقف مع رفيق عمره مصطفي رياض عندما تعرض نادي الترسانة لأزمة مالية حادة توجه الاثنان إلي الراحل العظيم المهندس عبدالله وهبي سكرتير عام نادي الترسانة وقدما اليه مبلغ 500 جنيه من حصيلة بيع سيارته حتي يخرج النادي من أزمته. مواقف لا تنسي ولعب مابتكالو المدرب اليوغسلافي الذي تولي تدريب الترسانة دورا كبيرا في تنمية مهارات الشاذلي.. حيث وضع له خارج الملعب حبلا طويلا به كرات لتنمية مهارات ضربات الرأس. وعندما اعتزل مصطفي رياض والشاذلي في يوم واحد عادا للملاعب مرة أخري وانقاذاً الترسانة من شبح الهبوط.. ويوم مباراة تكريمهما كانت أمام الأهلي سجل الشاذلي 3 أهداف.. فكان المانشيت الرئيسي للمساء بقلم الراحل العظيم الأستاذ حمدي النحاس معلم الأجيال.. الشاذلي طلقها بالثلاثة. وهكذا كان أفضل ثنائي في تاريخ الكرة المصرية.. حصدا مع ناديهما علي بطولة الدوري العام موسم ..62 وكانت المكافأة هي 15 جنيها فقط.. تم خصم جنيه بسبب تناول كل لاعب لوجبة الغذاء ورصيد البطولة أصبح 14 جنيها لكل لاعب وهذا القرار جاء من المرحوم عويس عبدالمجيد أمين صندوق الترسانة في ذلك الوقت وهكذا كان أمناء الصندوق يحافظون علي المال العام.. أما الآن نشاهد المعسكرات بالجملة والصرف علي المكشوف وتسوية الفواتير مستمرة.. الله يرحم أيام زمان.