أحب كل جماهير الكرة في مصر جداً جداً.. وأكره قلة الأدب جدا جدا جدا.. وما شاهدته في استاد القاهرة ليلة الأربعاء قبل واثناء وبعد قمة الزمالك والأهلي هو قمة قلة الأدب. شاهدت لافتات وسمعت هتافات لا يقبلها أي انسان مهما كانت ديانته ومهما كان انتماؤه.. انها تجاوزات تكشف مدي ما وصلنا له من انفلات أخلاقي. لقد حاربنا الفساد وطردنا الفاسدين ونتصدي لفلوله ونعجز عن تربية انفسنا.. نعجز عن محاربة الفساد الذي تمكن منا بحجة الدفاع عن هذا النادي أو هذا اللاعب.. نخوض في اعراض الناس ونسب بعضنا ونقتل انفسنا ونجرح مشاعر أهالينا في البيوت بدواع واهية. نتكلم في السياسة ونهاجم النظام السابق ونلعن الرئيس السابق وعصابته وننتقد المناخ السيئ الذي كنا تعيش فيه ثم نبدع نحن في خلق مناخ اكثر فساداً. لا أعرف كيف نأتي مثل هذا الأبداع في السب.. وما كل هذه الأموال التي يتم صرفها علي لافتات ستكون علينا حسرة يوم القيامة.. يوم الحساب.. سنسأل عن مالنا مما اكتسبناه.. وفيما انفقناه.. هل كنا ننفق في سبيل الله أم للصد عن سبيل الله. كنت موجودا في الاستاد وأعلم أن الزمالك هو الذي بدأ بالفتنة من خلال اللافتة المهينة التي هاجم فيها عماد متعب وزوجته والنادي الأهلي بشكل مقزز.. ولكن جاء رد الأهلي أكثر عنفاً.. ولو سألت جماهير الزمالك لماذا كانت البداية من جانبكم.. سيأتي الرد منطقياً بانه رد فعل لهجوم سابق ومن جانب الأهلي وسيؤكد الأهلي أن سلوكه أيضاً رد فعل لنجد أنفسنا في فلك لا نهاية له. والله حرام عليكم.. ان ما تعرض له عماد متعب وشيكابالا وحسام وإبراهيم حسن ومسئولو الأهلي والزمالك لشيء مؤلم ومحزن ولأول مرة سوف التمس العذر للاعبين.. منهم بشر وما يتعرضون له شئ مبالغ فيه.. وليس من حقي أن اطالب لاعباً بان يسمع كل هذه الهتافات ضده وضد أهل بيته ويتعامل معها بهدوء وبرود إلا إذا كان رجلا بلا رجولة.. وقبل أن تأتي ردود الفلاسفة فليسأل كل فليسوف نفسه.. هل يقبل علي نفسه هذه الاساءات أم لا ؟!!