الإهمال والتراخي واللامبالاة أصبح السمة السائدة في العديد من وزارات ومؤسسات الدولة.. الفوضي والتسيب يضربان بقوة.. بل أصبحا عناوين هذه الأماكن ولا أحد يعفي أو يستثني نفسه.. المسئولية مشتركة بين الجميع سواء القيادات أو العاملين.. حتي معظم الشعب.. الكل سقط سقوطاً مدوياً في بئر الإهمال السحيق.. في ظل غياب تام للضمير والأمانة في أداء العمل والخوف علي البلد.. والمصيبة أن الكل يبحث عن زيادة مرتبات وحوافز وبدلات!! إن فئة قليلة هي التي تؤدي عملها بكفاءة واخلاص وحب للوطن.. وللأسف حقها مهضوم.. فكل الامتيازات تذهب ل"المطبلتية" و"الآكلين علي كل الموائد والمتقلبين والمتحولين.. ولو كنا جميعاً نؤدي عملنا بكفاءة وإخلاص.. ونصمت -ولو قليلاً - عن "الرغي واللت والعجن" علي الفاضي والمليان ويتحدث كل منا في تخصصه وما يفهمه فقط لا نصلح حالنا وأنطلقت مصرنا الغالية إلي آفاق رحبة واحتلت مكانتها التي تليق بها بين الأمم والشعوب.. إنني أشعر أن مصرنا الغالية تشكو ظلمنا واهمالنا جميعاً مسئولين وشعبا إلي الله.. تبكي دماء فلذات أكبادها التي سالت علي قضبان مزلقان الشروق في حادث مأساوي راح ضحيته 7 أطفال أبرياء كل ذنبهم أنهم حلموا برحلة ممتعة إلي مدينة الاسماعيلية تعيش في وجدانهم ويتذكرونها علي مدار أيام عمرهم.. ولكنهم لم يدركوا إنها رحلة إلي الموت.. خرج الأطفال تعلو وجوههم السعادة والسرور والفرح..عانقوا آباءهم وأمهاتهم وارتموا في أحضانهم ينطلق لسان كل طفل وطفلة بكلمات "متخفش يا بابا. متخفيش يا ماما" "هناخد بالنا من نفسنا" ولم يعلم هؤلاء الابناء أن هذه هي كلماتهم وأحضانهم الأخيرة لأمهاتهم وآبائهم.. فرم قطار الموت الأتوبيس الذي كانوا يستقلونه.. تناثرت أشلاؤهم علي قضبان السكة الحديد وروت دماءهم الذكية السندويتشات التي كانت معهم.. خرجوا صباحاً أزهاراً متفتحة مقبلة علي الحياة.. وعادوا مساءً إلي آبائهم وأمهاتهم في أكفان بيضاء محمولين علي الاعناق. الكارثة التي أدمت قلوب جميع المصريين الشرفاء وليس أسر الضحايا ليست الأولي وأظنها لن تكون الأخيرة في ظل هذه المعالجات السلبية للأزمات والكوارث التي تضرب البلاد منذ سنوات.. وإلقاء الكبار بالمسئولية علي صغار الموظفين المطحونين وعمال المزلقانات..وعدم وجود عقاب رادع وسريع للمقصرين. المستفز.. تصريحات وزير النقل والمواصلات التي فاقمت من أوجاعنا وأحزاننا علي فلذات أكبادنا بأن هناك 4500 مزلقان ومعبر غير قانوني علي مستوي الجمهورية وتم البدء في ازالتها بالتعاون مع المحافظات.. كلام غير مسئول من وزير يفترض فيه أنه مسئول.. يا سيادة الوزير إذا لم تكن قادراً والمحافظون علي غلق المزلقانات العشوائية التي أطاحت بأرواح مئات الأبرياء.. فأنتم غير أمناء علي الوطن واستقيلوا فوراً يرحمكم الله.. إن تصريحات الوزير تؤكد غياب الرؤية الاصلاحية عنده وعند معظم الوزراء والمحافظين وأنهم بدون شك أصبحوا عبئاً علي الرئيس ويجب ابعادهم فوراً.. لأن مصر في احتياج إلي مقاتلين. يا كل مسئول في موقعه يا شعب مصر.. البلاد تمر بمرحلة تحتاج منا جميعاً إلي بذل الجهد والعرق والوقوف صفاً واحداً مساندين وداعمين للرئيس.. نعمل بنفس روحه وإخلاصه وحبه وعشقه لمصرنا الحبيبة.. فهل نودع الفوضي واللامبالاة التي غرقنا فيها ونبدأ الأن العمل الجاد وقبل ساعات من انعقاد المؤتمر الاقتصادي الذي سوف يغير كثيراً من وجه الحياة في مصر إلي الأفضل. وأخيراً: يظل الجيش المصري مؤسسة رائدة ومتفردة في العمل باخلاص والاداء بكفاءة وقوة واقتدار.. يحمي تراب الوطن ويصون العرض والشرف وكرامة المواطن.. يبني ويعمر.. والسؤال: لماذا لا تقتدي الوزارات والهيئات والمؤسسات بقواتنا المسلحة..؟! لو فعلنا لساد المصريون العالم.