إن الفاجعة أوجعتنا في قلوبنا وأرقت مضاجعنا ونكأت جراحنا وقد كدنا ننساها أو نتناساها في مجالات الحياة المختلفة في وطننا الحبيب ، أننا نقف جميعا أمام حادث مروع وفاجعة ألمت بمصر كلها ، إن حادث قطار الصعيد يمثل عرضا لمرض خطير ينخر عظامنا اسمه الإهمال واللامبالاة هذه الكلمات المؤثرة والحزينة جاءت عقب حادث قطار الموت الشهير المحترق بركابه أثناء عيد الأضحى المبارك عام 2002 وقائلها كان النائب المعارض الذي أحس بالمأساة التي عاشتها مصر ووقف داخل قبة البرلمان المصري يقول إن الدول المحترمة التي يحدث فيها مثل هذا النوع من الحوادث يستقيل فيها المسئولون فورا بداية من الوزير المسئول ورئيس مجلس الوزراء انتهاء برئيس الدولة المسئول سياسيا عما حدث ويحدث ، النائب صاحب الاستجواب الشهير الذي صفق له الجميع بمجلس الشعب حكومة ومعارضة هو محمد مرسى ويشاء العلى القدير أن تحدث مأساة أكبر يحصد فيها قطار الموت 52 طفلا من أبناء محافظة أسيوط وهم في طريقهم لتلقى العلم . فماذا قال محمد مرسى الرئيس بعد الحادث ؟ وماذا فعل هو رئيس للدولة؟ الإجابة لا شيء كأن ما قاله فى مقدمة مقالي وهو نائب كان من أجل المعارضة فقط واثبات وجوده داخل قبة البرلمان ليس إلا وشتان الفارق بين الموقفين موقفه وهو معارض وموقفه وهو على رأس السلطة في البلاد . فأين ذهبت كلمات النائب محمد مرسى وغضبه على القائمين بالحكم لما لم يقل رئيس الدولة رئيس حكومته ولما لم يقدم هو الاستقالة للشعب بعد هذه الفاجعة المؤلمة التي ألمت بنا جميعاً وخطفت أبرياء لا ذنب لهم سوى مسارعتهم لتحصيل العلم وحفظ القرآن الكريم ما ذنب أمهاتهم وأبائهم المكلومين في فقد فلذات أكبادهم وزهور حياتهم بعد أن قطعت أجسادهم النحيلة إلى قطع وأشلاء صغيره أدمعت القلوب وذرفت معها العيون . مزلقانات الموت سيادة الرئيس تحولت إلى عزرائيل تخطف أرواح البشر بعد أن أصبحت متهالكة وتعمل بطريقة بدائية تماما تهدد معها أرواح الكثير من أبناء الشعب المصري وهناك أكثر من 400 مزلقان تحتاج إلى جراحة عاجلة لوقف نزيف الدم المراق على قضبان السكك الحديدية التى أصبحت فى حالة يرثى لها والعالم من حولنا استغنى تماما عن العنصر البشرى وكل السكك الحديدية فى العالم تعمل الكترونيا في دول حديثة العهد في هذا المجال حيث تعد سكك حديد مصر من أقدم ثلاثة في العالم. يا ساده حدثوا الجرارات المتهالكة وميكنوا السيمافورات والبلوكات وضعوا أجراس التنبيه على المزلقانات بدلا من البنى آدمين أصحاب الضمائر الخربة واربطوها آليا بالقطارات ، يا سادة هناك مئات المزلقانات دون إشارات ضوئية أو صوتية وبلا عمال وبعضها فى القاهرة الكبرى وبين القاهرة والجيزة . يا أصحاب الحكم الباحثين عن تفصيل الدستور لصالحكم ويا ساسة ممن تلهثون وراء المناصب والكراسي السياسية راعوا حق بلدكم وحق شعب مصر وراعوا الملايين التي لا تجد كوب ماء أو رغيف خبز وهما أدنى مقومات الحياة ، انظروا إلى البنية التحتية وأعيدوا بناءها وحدثوا مرافق الدولة بأموال الجباية التي تفرضوها على البسطاء الكادحين الذين تزهق أرواحهم كل يوم ليس بقطارات وحوادث الطرق فقط بل بشربة ماء مختلطة بماء الصرف الصحي وبمرض لم يستطع المريض شراء دواء له لقلة ذات اليد بل يحصد الجوع أرواح الكثيرين الذين لم يجدوا ما يتقوتون به فالإهمال أصبح سيد الموقف والعنصر البشرى أصبح فى ذيل القائمة . الملايين ايها الساسة القائمون على الحكم فى فقر مدقع ينهش أجسادهم ويزهق أرواحهم ويصفى دماءهم فالموت يحاصرهم من كل اتجاه ويتربص بهم من كل ناحية ومن لم يمت بالقطار مات بغيره يا سادة أرحموا شعب مصر حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ويا شعب مصر الصابر المحتسب أصبر فلله الأمر من قبل ومن بعد فالدنيا لا محالة زائلة وكلنا أمام الخالق سنقف وسيعوضنا ويعوضكم الله خيرا فتعددت الأسباب والإهمال والموت واحد وإنا لله وإنا إليه راجعون . المزيد من مقالات فهمى السيد