في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يبكون شهداءهم ال "45" الذين سقطوا ضحايا الغارات الاسرائيلية المتكررة علي القطاع علي مدي أربعة أيام ودعت مصر في يوم واحد 64 شهيدا سقطوا ضحايا الإهمال والتسيب واللامبالاة التي تعاني منها مؤسسات الدولة ومرافقها منذ عقود.. ولا تزال!! 52 شهيدا بينهم 50 تلميذا وتلميذة في عمر الزهور في منفلوط راحوا ضحية إهمال قائم منذ عقود إسمه "مزلقانات الموت".. وبعد هذا الحادث المؤلم بساعات لقي 12 شخصا مصرعهم في حادث تصادم بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر في مسلسل يومي اعتاد المصريون علي متابعة إسمه "دماء علي الطريق"! مهما كتبت.. ومهما كتب غيري.. فالكلمات كل الكلمات لن تعيد أطفال منفلوط إلي أحضان أمهاتهم.. وضحايا الواحات إلي أهاليهم.. بل ولا استقالة وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية ستخفف عليهم آلامهم.. ولا حتي سجن عامل المزلقان أو سائق القطار يشفي غليلهم علي فلذات أكبادهم! حادث مزلقان المندرة بمنفلوط يجب عدم تصنيفه بالإهمال والتقصير فقط بل هو قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.. لأنه ليس هو الحادث الأول من نوعه.. فكثيراً ما استيقظت مصر علي حوادث مزلقانات السكك الحديدية.. وكثيراً ما تناول الإعلام خطورة ما أسماه مزلقانات الموت ونبهت وسائل الاعلام وحذرت المسئولين من تدهور أوضاع السكك الحديدية في مصر التي كانت تعد الثانية علي مستوي العالم بعد إنجلترا!! ولكن.. كالعادة نبكي ونصرخ ونهاجم وننتقد ونحذر بعد كل حادث أليم.. ليبقي الوضع علي ما هو عليه حتي نستيقظ ذات يوم علي كارثة جديدة ودماء تسيل علي القضبان.. لنعاود الكرة من جديد.. نبكي ونصرخ في انتظار حادث جديد..ورغم ذلك لم نفكر ذات مرة في وضع خطة عاجلة لتطوير المزلقانات الخطرة للحد من الكوارث! القضية ليست قضية استقالة وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد.. القضية مسئولون عنها جميعا قيادة وحكومة وشعبا.. نحن جميعا شاركنا في قتل أطفال منفلوط ودم هؤلاء الصغار في رقابنا جميعا لأننا اخترنا الإهمال والسكوت عنه طريقاً.. علينا أن نغير ما بأنفسنا أولاً.. علينا أن نتغير.. فيما عدا ذلك فنحن شعب لا يستحق الحياة!! * كلام وبس: * هية دي مصر.. وهؤلاء هم المصريون.. يبكون في الصباح علي ضحايا اتوبيس مدارس منفلوط.. ويحتفلون في المساء بفوز الأهلي ببطولة أفريقيا.. وفي كلتا الحالتين مشاعرهم صادقة!! * المعلق الرياضي التونسي الشهير عصام الشوالي في بداية مباراة الترجي والأهلي "أشاد" بفريق الترجي ومدحه كثيراً.. ومع استمرار الأداء السيئ للفريق التونسي "أشاد" في النهاية بجهود الأمن!!