* أطفال غزة تحصدهم الحروب.. * وأطفال سوريا يقطف رءوسهم حاكم فاشي.. * أما أطفال مصر فحوادث الطرق كفيلة بهم..!! ما حدث في ذلك السبت الدامي أن خرجت مصر عن بكرة أبيها ترتدي ثياب الحداد. تفيض دموعها أنهاراً تبكي وتنعي فلذات الأكباد وهم ذاهبون إلي مدارسهم.. لا يعلمون ماذا تخبيء الأقدار لهم.. ولكنهم لم يذهبوا إلي مدارسهم ولم يعودوا إلي منازلهم فقد حولهم قطار أعمي إلي أشلاء حملها ذووهم "أكفان وتوابيت" ليبيتوا ليلتهم الأخيرة في منازل أخري.. لقد سالت دماؤهم ترسم خريطة للوطن. ذلك الوطن المحزون الذي إما يبيت علي كارثة أو يصحو علي مصيبة. كما لو كانت مياه النيل ما عادت تكفيه لتروي أرضه.. فطالبت بالدماء والمزيد منها..!! ندعو لهم بالرحمات ونعيم الروضات.. لكن ماذا بعد تلك الفاجعة التي آلمتنا كلنا.. ماذا سنفعل وكل قرارات مسئولينا هي حبر علي ورق..؟! يتباري المسئولون في اتخاذ الكثير من القرارات الوردية بعد كل حادث ويوهموننا أن كل الأشياء ستكون علي ما يرام. ونصدق نحن تلك القرارات. وننام علي وعودهم بالإصلاح إلي أن نصحو علي كارثة لنجد أن الوضع السييء مازال قائماً إن لم يكن أسوأ.. فكل الوعود بالإصلاح ذهبت مع الريح ولم تكن إلا تخدير للأعصاب الثائرة وقت الكارثة..!! لقد اعتدنا علي تلك القرارات الحماسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. وبعدها تبدأ التحقيقات التي تنتهي عادة بأن يتنصل كل أطرافها من المسئولية. حتي وان استقال وزير النقل مؤخراً من منصبه فإن ذلك لن يشفع للحكومة إهمالها في إصلاح المرافق.. واهمال المواطن ليس حال حكومة قنديل فقط بل سبقها إلي ذلك حكومات سابقة.. وأيضاً فإن استقالة الوزير أو حتي الوزارة كلها لن تعيد الأطفال إلي الحياة.. ولا مبالغ التعويض التي قررت لكل المتوفين ستعوض ذويهم عنهم..!! صدرت بعض صحف الأمس وبها صورة من مذكرة أرسلها عدد من "خفراء المزلقانات" بمحطة سكك حديد قرية المندرة وتحمل مفاجأة. بقولهم إن سيد عبده رضوان. خفير المزلقان المتورط في الحادث. و2 من زملائه هم: رفعت عدلي مهني. وعبدالرحمن أحمد محمد. أرسلوا مذكرات في 11 سبتمبر الماضي. إلي وزير النقل. ورئيس الهيئة القومية للسكك الحديدية. ومدير المنطقة الوسطي بأسيوط. حذر من وقوع الحادث المروع الذي شهده مزلقان القرية. صباح السبت. وطالبوا بسرعة ربط المزلقانات الهندسية بالبلوك. أو توفير وسيلة تسجيل لتحديد المكالمات. فلذلك يطالب الخفراء بضرورة التحقيق في أسباب عدم تلبية مطالبهم. مؤكدين عدم مسئولية الخفير عن الحادث. وحملوا عامل البلوك المسئولية.. فما رأي المسئولين في ذلك..؟ إن الذي دهس الأطفال ويدهس مصر كل يوم هو قطار العشوائية التي نعيش فيها منذ سنوات طويلة. حتي وصلنا إلي تلك الحال المتردية من الحياة. فهل لم يحن الوقت بعد لكي نتخلص من العشوائية في تفكيرنا و سلوكنا نتخلص من الإهمال واللامبالاة.. وألم يحن الوقت الذي نعتمد فيه علي التخطيط العلمي ونتنبأ بالكوارث قبل حدوثها.. وألم يحن الوقت بعد لأن يقيض الله لمصر رجالاً يعرفون قدرها وقدر شعبها..؟! نتمني أن يكون هذا الحادث بداية لتفكير وتخطيط سليم لحقن دماء هذا الشعب.. فهو شعب يحق له أن يعيش كريماً..!!