منذ زمن بعيد وعبر سنوات طويلة التقي فيها فريقا الأهلي والزمالك قطبا الكرة المصرية كنا كثيرا ما نصف هذا اللقاء بقمة غير عادية خاصة إذا توافرت شروط مهمة ومؤثرة وتاريخية تمنحه هذا اللقب وتأتي نتائجه مؤثرة بالفعل علي الطرفين. ولكن في حقيقة الأمر فإن قمة الليلة التي تجمع الطرفين ضمن منافسات الجولة 27 من مسابقة الدوري الممتاز لموسم 2010/2011 هي قمة غير عادية بالفعل لاسيما وقد توافرت شروط حق هذا اللقب بسبب المنافسة الرهيبة بين طرفي الصراع سواء علي مستوي الادارة أو الجهازين الفنيين أو اللاعبين أو الجماهير أو الاعلام. هذا التنافس والذي سنشرحه تفصيلا اشعل حدة اللقاء قبل انطلاقة.. وجعل الانتقام رغبة حقيقية بين الطرفين.. سينطلق في الثامنة والنصف مساء باستاد القاهرة. انتقام من جانب الأهلي لأن الزمالك ومدربه طمعا في لقب يحاولان انتزاعه من فم الأسد وهو ما يرفضه مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي وثعلب الأهلي العجوز لذلك فهو يتطلع لفوز يكون بمثابة ضربة قاضية ينهي كل أحلام المعسكر الأبيض ويبقي علي الدرع في الجزيرة للعام السابع علي التوالي ويحقق مع الأهلي أول فوز علي الزمالك في عهد حسام حسن. وانتقام من جانب الزمالك لأن الأهلي سرق كل الأحلام البيضاء واستعاد القمة واقترب من لقب كان قاب قوسين أو أدني من القافلة البيضاء التي تعاني غيابا عن منصة التتويج منذ فترة طويلة وهذا اللقب كان كافيا بوضع حسام حسن في مقدمة عمالقة المدربين في مصر لذلك فهو يحلم باستعادة الثقة التي بدأت تنسحب منه في مباراة تلو الأخري ويحلم بالعودة للمنافسة علي اللقب ولو علي حساب العنيد مانويل جوزيه.. وإليكم الأنباء بالتفصيل. الصراع والصراع الأول هو صراع ادارتي الناديين.. الأهلي الذي حشد مسئولوه الملايين لدعم الفريق سواء بعودة جوزيه ومعه جيش من المدربين الفنيين والنفسيين ولاعبين علي أعلي مستوي وجماهير عريضة لا مثيل لها وتاريخ عريض ترفض ان يذهب اللقب لحسام حسن أحد أهم مطاريد النادي الأهلي. وادارة الزمالك تريد ان تقول للأهلي نحن بأقل الامكانات واصعب الظروف وبحسام حسن سنفوز بأهم الألقاب ليكون حسام قد هزم الأهلي لاعبا ومدربا. ثانيا صراع المدربين.. فجوزيه يأبي أن تضيع منه بطولة الدوري التي اقترب منها ويرفض ان يفوز بها حسام الذي هاجمه كثيرا وتوعده اكثر من مرة بهزيمة قاسية وانتزاع اللقب. أما حسام فيري انه أفضل من جوزيه بمراحل ولو توافرت له هذه الامكانات لحقق ما لم يحققه جوزيه وانه بإمكاناته القليلة سيقهر العجوز البرتغالي. الصراع الثالث هو صراع اللاعبين.. نجوم الأهلي الكبار بتاريخهم العظيم يرون التفريط في اللقب أو الهزيمة من الزمالك عارا كبيرا.. ونجوم الأهلي يحلمون بالمجد وكتابة اسمائهم بحروف من ذهب. الصراع الرابع هو صراع جماهيري وهو الصراع المنطقي الوحيد والتاريخي والذي لا يحتاج لشرح أو تفصيل لأننا نراه في كل مباراة من مباريات الدوري. أما الصراع الأخير فهو صراع الاعلام والذي بدأ يطل برأسه وبقوة من خلال ما نقرؤه ونسمعه ونشاهده من انتقادات حادة واتهام بمجاملات ودفاع عن هذا أو هذا سواء كان علي حق أو باطل وسنري التشفي الحقيقي عقب نهاية اللقاء لنتأكد من هذا الصراع الاعلامي. وبعيدا عن الصراع وقبل الدخول في التفاصيل الفنية فهناك ثلاث نقاط يجب التعرض لها.. الأولي ان ظروف الأهلي تجعله يلعب اكثر ارتياحا لأن الدوري يجب ان يكون هدفه الوحيد فحتي لو خسر فإن اللقب سيعوض كل شيء.. أما هزيمة الزمالك فستكون لها عواقب وخيمة ومؤلمة. الأهلي يملك أوراقا تجعل جوزيه في حيرة من كثرة نجومه كبارا وصغارا.. أما الزمالك فأوراقه معدودة ولن يستطيع التبديل أو التعديل. أخيرا ولأول مرة لن يكون اللقاء اختبارا للجماهير ولكنه اختبار لنجوم الفريقين والمدربين والمسئولين فهم الشرارة التي إذا انطلقت فستندلع النار في الملعب وغير ذلك فسيمر اللقاء هادئا. رؤية تاريخية منذ عام 2004 لم يحقق الزمالك فوزا علي الأهلي إلا مرة واحدة موسم 2006/2007 في مباراة كان الأهلي قد حسم الدوري خلالها وباستثناء ذلك كان الأهلي هو الفائز دائما خاصة في المباريات الحاسمة دوري وكأس وسوبر وافريقيا.. ففي الدوري فاز 7 مرات وتعادل 5 وخسر مرة وفي الكأس فاز في الثلاث مواجهات وافريقيا فاز في 3 وتعادل مرة وفاز بالسوبر الوحيد ومع حسام حسن تعادل الأهلي ثلاث مرات في الدوري وفاز في مواجهة الكأس. والتقي جوزيه بحسام حسن حينما كان لاعبا في المباراة الشهيرة والتي انتهت بفوز الأهلي 6/1 واليوم يلتقيان كل في موقع القيادة. التحول الرهيب والموقف الحالي الموقف الحالي: الأهلي علي القمة برصيد 55 نقطة ثم الزمالك 50 نقطة.. الأهلي أعلي نسبة فوز 15 وخسارة واحدة وثاني أفضل خط دفاع فاهتزت شباكه 20 مرة والزمالك اقوي خط هجوم 42 هدفا ودفاعه دون المستوي فاهتز 27 مرة وخسر 4 مرات. وقد شهد الدور الثاني تحولا رهيبا في الموقف ففي الدور الأول حصد الزمالك 32 نقطة من 9 انتصارات وخمسة تعادلات وخسارة وفي الدور الثاني خسر ثلاث مرات حتي الآن وتعادل 3 وفاز خمس مرات فقط ليحصد 18 نقطة فقط حتي الآن. أما الأهلي ففي الدور الأول حصد 26 نقطة فقط من 15 مباراة حيث فاز 6 مرات وخسر مرة وتعادل 8 مرات وفي الدور الثاني وفي 11 مباراة فاز 9 مرات ولم يخسر وتعادل مرتين ليحصد 29 نقطة. وأحرز الأهلي في الدور الأول 18 هدفا ودخل مرماه 14 هدفا وفي الدور الثاني احرز نفس الرصيد واهتزت شباكه 6 مرات. أما الزمالك ففي الدور الأول احرز 28 هدفا واهتزت شباكه 17 مرة وفي الدور الثاني احرز 14 هدفا واهتزت شباكه 10 مرات. هذا التحول الرقمي يؤكد تراجع الزمالك بشكل كبير فلم يقلص الأهلي الفارق الذي كان لصالح الزمالك بأكثر من سبع نقاط وهذا هو السر وراء حالة الانتعاش التي يعيشها الأهلي في مقابل احباط يسيطر علي ابناء الزمالك في كل المواقع. نجوم الفريقين ولا اعتقد ان في نجوم الفريقين ما يدفعنا للحيرة فأوراق الفريقين محفوظة.. وطريقة اللعب لن تتغير في نطاق واسع.. الزمالك يلعب علي ورقتيه الرابحتين المحمدي وشيكابالا ومهاجم واحد هو احمد جعفر وثنائي الوسط ابراهيم صلاح وعاشور الادهم ثم خماسي الدفاع عبدالشافي وفتح الله وهاني سعيد والصفتي وعمر جابر والحارس عبدالواحد السيد. والأهلي يلعب بحارسه أحمد عادل عبدالمنعم وأمامه احمد فتحي ووائل جمعة وشريف عبدالفضيل وسيد معوض واحمد السيد والوسط حسام عاشور وحسام غالي وربما يضاف إليهما إينو أو احمد حسن وفي الهجوم متعب وجدو وبركات. إذا التحفيز الوحيد ان الزمالك يؤمن دفاعه بشكل أكبر.. والأهلي يؤمن خط الوسط لتصبح له السيطرة خاصة إذا نجح في السيطرة علي شيكابالا. آخر الكلام بقي أن ننتظر من جماهير الناديين ملحمة شعبية لا نقل عن التي عشناها في ميدان التحرير ليصبح الشعب والجيش والشرطة والأهلي والزمالك ايد واحدة.