وسط مخاوف زملكاوية من تكرار مقالب نزيف النقاط من بداية الموسم وإهداء الدوري للأهلي بعد خسارة أول نقطتين أمام حرس الحدود، انطلقت أول أمس الخميس الماضي النسخة ال 54 من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، وتضاربت توقعات وآمال المراقبين بموسم قوي بعدما أنفقت الأندية ال 16 نحو 86 مليون جنيه لتدعيم صفوفها من أجل الفوز باللقب، في الوقت الذي برزت فيه الفرق الصاعدة مع مفاجأة وادي دجلة الذي اكتسح المقاولون 4 -1 وسموحة الذي أثبت أنه فريق قوي رغم هزيمته بهدف بنيران صديقة. وكان سموحة ليس إحدي مفاجآت الأسبوع الأول من الدوري بعرضه القوي وهزيمته المثيرة، بل لأنه الفريق الأول الذي استغني عن مديره الفني محسن صالح مضطرا بعدما استسلم لضغوط أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي رفض التنازل عن صالح أحد أبرز محللي استديو «نايل سبورت» ل«فرج عامر» - رئيس النادي - وأصبح بذلك محسن صالح مجرد مستشار فني، وحضر مباراة فريقه السابق مع الإنتاج الحربي بموافقة مشروطة من القناة المتعاقد معها والتي أصرت علي حضوره كل المباريات في الاستديو، في واقعة فريدة من نوعها لم يتعرض لها «فاروق جعفر» وتجاوزها «حسام حسن» محللا الاستديو. فيما حمل الأسبوع الأول للدوري أحزانا كثيرة كالمعتاد للزملكاوية، وصلت إلي بكاء حسام حسن في غرفة تغيير الملابس بعد تعادل الحرس في الدقائق الأخيرة بعدما قدم الزمالك عرضا في المجمل كان جيدا، وتعرض حسام لنوبة هبوط بسبب العصبية الكبيرة التي انتابته إثر التعادل. ومن فرط انفعاله، مزق قميصه الذي حضر به المباراة، وسارع اللاعبون بإحضار قميص آخر حتي يرتديه فيما اعترف محمود عبد الرازق «شيكابالا» بأن ملعب الحدود أصبح نذير شؤم علي الفريق، ورغم ذلك وعد لاعبو الزمالك جماهيره الخائفة أن يكونوا أقوياء وعلي قدر المسئولية أمام بتروجيت الأسبوع القادم لتصحيح الأوضاع، وكان ملحوظا تألق عبد الواحد السيد رغم الهدفين وترقب عصام الحضري علي دكة الاحتياطي، ووضحت غيرة الحضري عندما رفض بعد اللقاء الانتظار لمصافحة زملائه في الفريق، مفضلا الذهاب مباشرة إلي غرف خلع الملابس. وكان قد توقع الكثيرون أن يتخلص الزمالك من عقدة حرس الحدود بعد الصفقات الجديدة التي أبرمها بالتعاقد مع عمرو زكي وأبوكونيه وعاشور الأدهم، وامتلاء وسط ملعبه وهجومه بالنجوم القوية، إلا أن أبناء العشري ضربوا بجميع التوقعات عرض الحائط، وكرسوا عقدة الحدود عند لاعبي وجماهير الزمالك، فلم يحقق الزمالك الفوز علي الحرس بملعب الماكس منذ 12 مايو 2007 أي منذ ثلاث سنوات وثلاثة شهور وعشرة أيام بمجموع 1195يوما، وكان آخر فوز للزمالك علي منافسه باستاد القاهرة في يوم 21 أبريل 2008 أي منذ 864 يوما، وكانت المباراة في الجولة الخامسة والعشرين وفاز الزمالك وقتها بهدف جمال حمزة. من ناحية أخري رد أبوكونيه علي جميع من اتهمه بأنه صفقه فاشلة، حيث قدم مباراة جيدة واستطاع أن يحرز هدفا جيدا وظهر بمستوي متميز يدل علي أنه سيحجز مكانا أساسيا خلال الفترة المقبلة في هجوم الزمالك. وكان العديد من النقاد شككوا في صفقة أبوكونيه، معتبرين أن إمكانياته لا تناسب فريقا بحجم الزمالك .. ولكن النقاد والجماهير تساءلت لو استمرت عروض الزمالك علي هذه الشاكلة رغم كل نجومه والإمكانيات المرصودة له، فمتي يحصل علي الدوري الغائب عنه منذ سنوات ؟!.. ويبدو أن الحديث سيطول بعد مباراته مع بتروجيت، خاصة لو لم يتعثر الأهلي في مباراته الثانية، فيما أكد إبراهيم حسن - مدير الكرة بالزمالك - أن الدوري هذا الموسم سيكون بلا حسابات وسيكون قويا جداً وسيشهد منافسة شرسة. وأوضح أن «الزمالك كان الطرف الأفضل في المباراة وأدي بشكل جيد ولم يقصر أحد في الدور المطلوب منه». وأضاف حسن: «أتمني أن يكون هناك عدل في الدوري هذا الموسم حتي يكون بالفعل قويا وشرسا، وأن يوجد احترام ونظام وأن يسير جدول الدوري بشكل منتظم». وعلي جانب آخر أكد مدير الكرة بالزمالك أن اللاعب «حازم إمام» سيعود لتشكيل الفريق من المباراة القادمة بعد انتهاء إيقافه 8 مباريات من الموسم الماضي، مما سيضيف قوة للفريق، وكذلك عودة لاعبي المنتخب الأوليمبي. قلق الزمالك ليس هو المفاجأة الوحيدة بين مفاجآت الدوري المشتعل من المبارة الأولي، فكان لوادي دجلة صوته الأعلي من الدقيقة الأولي له في الدوري، وكشف البلجيكي والتر ميوس مديره الفني عن مدي سهولة تحقيق فريقه الفوز علي المقاولون العرب بأربعة أهداف مقابل هدف في أول ظهور له في الدوري، وقال ميوس: «حصلت علي شرائط لمباريات المقاولون في الموسم الماضي، وشاهدت طريقة لعبهم وتأكدت أنهم لم يغيروها لأنهم تحت قيادة نفس الجهاز الفني». وأضاف: «طالبت لاعبي فريقي بعدم استعجال الحصول علي الكرة لأن المقاولون ينقلها كثيرا علي الأرض، وأخبرتهم أن تضييق المساحات والاعتماد علي الهجمات المرتدة سيقودنا للفوز»، وتابع ميوس: «إنه فوز تاريخي، فالفريق صعد للدوري الممتاز بعد أربعة أعوام فقط من تأسيسه، والآن حقق الفوز برباعية في أول مبارياته في المسابقة، وهو أمر يستحق الإشادة ويدفعنا للمزيد من العمل». وبعيدا عن هذه المفاجآت في الأسبوع الأول بخلاف ما حدث للأهلي والإسماعيلي ونتائج مباريات أمس الجمعة المثيرة، فالأرقام والإحصائيات كلها في صالح هذه النسخة من الدوري بصورة كبيرة، فرغم رحيل بعض اللاعبين البارزين سواء للاحتراف أو الاعتزال، دعمت الفرق المختلفة صفوفها بعدد من اللاعبين المؤثرين سعيا وراء منصة التتويج بما ينبئ بدوري قوي وساخن تتنافس عليه جميع الفرق.. وحملت المرحلة الأولي في طياتها العديد من المفارقات التي تستحق الرصد، حيث شهدت هذه النسخة للمرة الأولي في التاريخ أن يبدأ قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك الموسم الجديد بمدربين وطنيين علي عكس الأعوام السابقة، خاصة الموسم الماضي الذي بدأ فيه الأهلي بحسام البدري مديراً فنياً، أما الزمالك فكان معه السويسري ميشيل دي كاستال. كما تساوي عدد المدربين من أبناء الأهلي والزمالك بوجود 5 مدربين من كل طرف مع أندية الدوري الممتاز للمرة الأولي منذ سنوات طويلة. كذلك من أبرز ملامح الموسم الجديد عودة الطيور المهاجرة، أبرزها محمد شوقي وحسام غالي وعبد الظاهر السقا وعمرو الحلواني وعمرو زكي وحسني عبد ربه، فيما عاد إبراهيم سعيد مجدداً للمشاركة في الدوري المصري، وخرج للاحتراف أحمد المحمدي لاعب إنبي ويظل موقف عماد متعب معلقاً حتي الآن. ووصل عدد اللاعبين الأجانب في الدوري المصري إلي 40 لاعبا، 5 منهم ينتمون لدول عربية، و35 لاعباً أفريقيًا ينتمون ل11 دولة أفريقية. فيما أصبح أبو تريكة علي بعد ستة أهداف فقط للدخول في نادي المائة، وهو النادي الذي سبقه إليه سبعة لاعبين هم: حسن الشاذلي (176 هدفا)، حسام حسن (168 هدفا)، مصطفي رياض (123)، السيد الضظوي (112)، محمود الخطيب (108)، أحمد الكأس (107).