تحدثنا عن النموذج الألماني في تفكيك جهاز أمن الدولة في الشطر الشرقي بعد انهيار سور برلين عام .1989 هذا النموذج الألماني يعتبر صورة طبق الأصل لما حدث في مصر. كان جهازهم الأمني يسمي "ستاشي" وبه مائة ألف موظف وضابط يسيطرون علي كافة مناحي الحياة في ألمانياالشرقية ويتجسسون علي المواطن والعابر والزائر وكل من يمر علي سماء وأرض ألمانيا.. وما حدث عندنا في مصر في الخامس من مارس 2011 حدث وبنفس التفاصيل في برلين عندما قامت الثورة هناك. حاصر الشباب الألمان مقر الجهاز واكتشفوا فجأة ان الأبواب تفتح لهم من الداخل واقتحموا المقر ووجدوا بعض الملفات مبعثرة علي الأرض والأخري مفرومة وملفات من نوع ثالث مطروحة علي المكاتب وكأنها في انتظار من يتسلمها. وهنا حدث نفس الشيء. تم محاصرة مقار أمن الدولة في القاهرة والإسكندرية وقنا ووجد المتظاهرون أنفسهم داخل المقر بعدما فتحت لهم الأبواب كما حدث تماما في برلين. كان هناك ثلاثة أنواع من الملفات جاهزة تماما. نوع متروك لمن يعثر عليه ونوع مفروم ونوع ثالث مبعثر والغريب في الأمر ان الشباب الألماني تحفظوا علي الملفات في برلين وكانت كالآتي: 31 ألف اسطوانة ونصف مليون صورة و1500 فيلم و15 ألف حقيبة مليئة بالأوراق والمستندات كانت في طريقها للتدمير. لم يترك الشباب الألمان المقر الا بعد ان جاء وتسلم هذه الوثائق. وفي مصر اندفع الشباب. حمل منهم من حمل بعض الملفات وجري الي الشارع وكانت أغلب الوثائق من الممكن ان تضيع لولا أن تصادف وجود المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق الذي نصح الشباب بضرورة تسليم ما لديهم من مستندات وملفات الي القوات المسلحة التي هرعت الي مدينة نصر بعد دخول الثوار إلي المقر الظروف واحدة والأحداث تكاد تكون متطابقة جهاز أذاق الشعب المر في ألمانيا وفي مصر ووضع اظافره وانيابه في خصوصيات كل أفراد الشعب. لا فرق بين وزير وخفير. كل منهما له ملف كامل متكامل عن علاقاته وتعاملاته. في ألمانيا تم تفكيك الجهاز وفي مصر تم إعادة تسميته جهاز الأمن الوطني وللحديث بقية.