شاء القدر أن يجمعهم في مدينة سرت الليبية وأن يكونوا معاً في خندق الموت ليواجهوا مصيرهم المحتوم. فأبناء قري "المسمون والعور والجبالي" بمحافظة المنيا خرجوا بحثاً عن الرزق في سرت. كل في مجاله. وفي توقيتات مختلفة إلا أن القدر أراد أن يجمعهم مرة أخري ولكن في يد تنظيم "داعش" الإرهابي. الواقعة الأولي كانت منذ 45 يوماً باختطاف 7 شباب ثم اختطاف 14 آخرين. وكلهم زملاء وجيران. جمعتهم قبضة الإرهاب في "الغربة" بعدما افترقوا في بلدهم. في قري المختطفين اختفت مظاهر الحياة وتحولت إلي جحيم بعد أن شاهدوا أبناءهم علي الفضائيات بزي الإعدام. فغابت الابتسامة عن وجوههم وظهرت علامات الخوف والحزن. "المساء" التقت مع أهالي المختطفين لتنقل مأساتهم عسي أن يخفف ذلك عنهم أو يسهم في عودة فلذات الأكباد. البعض لديه القدرة علي التحدث. والبعض الآخر رفض. واللافت أن نسبة كبيرة منهم لديهم اليقين بأن المولي عز وجل سيفك أسر ذويهم من يد الإرهابيين. قالت والدة المختطف تواضروس يوسف. "إننا نموت بالبطيء". منذ نشر تنظيم داعش الإرهابي صور أبنائنا. مضيفة "أنا عاوزة أشوف ابني". بينما قالت زوجة تواضروس. إن آخر اتصال بزوجها كان يوم عيد الميلاد وبعدها انقطع الاتصال بيننا. وأضافت أنه ترك 3 أطفال أحدهم طفل لم يره. وقال نسيم غالي شقيق أحد المختطفين إن لقاءهم بإبراهيم محلب رئيس الوزراء خفف عليهم كثيراً بعد تأكيده لنا علي أن الرئيس يتابع التطورات لحظة بلحظة. أشار مجدي مالك المتحدث باسم أسر المختطفين. إلي أن "محلب" شرح لهم الجهود التي تبذلها الحكومة وتواصلها مع القبائل والمنظمات الدولية هناك لاستعادة المصريين المختطفين. قال نجاتي أنيس عبده والد المختطف "لوقا": ابني كان يعمل نقاشاً وسافر إلي ليبيا منذ عام بعد زواجه مباشرة لتوفير حياة كريمة لزوجته الحامل إلا أننا سمعنا عبر وسائل الإعلام باختطافه هو ونجل عمه. مضيفا أنه خلال الاتصال بالسفير بدر عبدالعاطي أخبرنا أن كل ما يثار حول إعدام الشباب كلام مرسل ولا يوجد تأكيدات بذلك ونعمل جاهدين من أجلهم. أضاف نجاتي أطالب الرئيس السيسي بأن يتدخل لأن الوقت يمر علينا بصعوبة ودماءنا محروقة ولا نعرف مصيرهم. نحن مستعدون لبيع منازلنا وننام في الشارع معاهم بس ولادنا يرجعوا. قال سمير مجلي والد المختطف "جرجس" من قرية "السمسون" إن نجله لم يكن يحلم بأكثر من الزواج ومساعدتي علي صعاب الحياة. لكنه ذهب ولم يعد. مشيرا إلي أن نجله قضي الخدمة العسكرية وبعدها أصبح عاملا باليومية حتي يتمكن من مساعدتي وقمت باقتراض مبلغ مالي حتي يسافر إلي ليبيا وعاش هناك في منزل بمحافظة سيرت الليبية. وأضاف أن مصير نجله محفوف بالمخاطر إثر إعلان تنظيم "داعش" عن قتلهم ولكننا نثق في المولي عز وجل وبإنقاذهم علي يد الرئيس السيسي. قالت والدي المختطف "ماجد سليمان شحاتة" 42 سنة أنا عاوزة فلذة كبدي واستغيث بالرئيس السيسي لينقذه هو وزملاءه من بطش التنظيم الإرهابي وإعادته سالما إلي القرية مضيفة: ابني خرج لتوفير حياة كريمة لنا وليس من أجل الرفاهية. قالت ابنته فيفي إنهم تواصلوا مع السفير بدر عبدالعاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية وأخبرهم أن ثمة أسراراً لا يستطيع البوح بها أو التحدث فيها. أضافت إنه طلب منا أن نثق في الحكومة وقدرتها علي إعادة والدي وباقي المختطفين ولكني أخشي من الكارثة وأشاهد عملية ذبح والدي علي يد التنظيم الإرهابي ولكن نثق في ربنا أولا والرئيس ثانيا فهو قادر أن يخلص المختطفين من أيدي "داعش". قالت زوجته إن ماجد تركها وابنيها بحثا عن الرزق وأضافت أن حياتهم تحولت إلي كابوس بعد علمهم بالكارثة. مضيفة أن الرعب ملأ قلوبهم بعد سماع المهلة التي قام الإرهابيون بتحديدها وقالت "فوضنا أمرنا لله من قبل وبعد فهو المنقذ لنا". قالت والدة المختطف "أبانوب" 23 سنة والدموع تنهمر من عينيها إن نجلها سافر إلي ليبيا بحثا عن الرزق بعد أن أغلقت أبواب الرزق أمامه إلا أن الإرهابيين قاموا باختطافه ولا نعلم مصيره حتي الآن مشيرة إلي أنه كان راجل البيت ويقوم بتحمل نفقاتها وشقيقاته الأربع. أضافت: منهم لله أنا عاوزة ابني وأطالب الرئيس بسرعة تحريره من يد التنظيم الإرهابي فليس لنا معين غيره. أوضحت أن نجلها طوال فترة الخدمة العسكرية كان يوفر الراتب البسيط ليوفر لنا قوت يومنا لمواجهة صعاب الحياة وبعد إنهاء الخدمة فكر في السفر إلي ليبيا من أجل إطعامنا. فيما قال جد أحد المختطفين إن حفيدي ليس له علاقة بأي أحد ولا أعلم ما ذنبه حتي يختطفوه. ونطالب بإعادتهم إلينا سواء مقتولين أو أحياء. قالت ماجدة عيد. زوجة هاني عبدالمسيح أحد المختطفين إنها تعرفت علي زوجها من خلال الصور المنشورة بالصحف وسط تأكيدات من وزارة الخارجية بأنه لا يوجد دليل علي تنفيذ الإعدام في المختطفين. وطالب صبحي مكين وعدلي فؤاد وعدد من الأهالي بضرورة مصارحة الحكومة لهم سواء كان المختطفون أحياء أو أمواتا المهم ننقذهم من يد التنظيم الإرهابي لأن كل ثانية لها ثمن في حياتهم وأنهم تأكدوا من صور ذويهم عبر الفضائيات. والمختطفون هم ميلاد مكين زكي وأبانوب عياد عطية وماجد سليمان شحاتة ويوسف شكري يونان وكيرلس شكري فوزي وبيشوي اسط نفوس كامل وصمؤئيل اسطفانوس كامل وملاك إبراهيم تواضروس يوسف وجرجس ميلاد ومينا فايز وهاني عبدالمسيح وبيشوي عادل وصموئيل الهم ولسن وملاك فرج إبراهيم وسامح صلاح فاروق وجابر منير عادلي وعزت بشوي لطيف ولوقا نجاتي وعصام بدار سمير.