الغضب والقلق الذي أصاب ويصيب الناس مع كل عملية إرهابية تستهدف جنودنا بسيناء طبيعي ومشروع.. لكن المبالغة فيه تعود في تصوري إلي أننا لا نفهم طبيعة العمليات العسكرية في أرض الفيروز. وحتي نفهم يجب أن نعلم أن الحرب علي الإرهاب تختلف تماماً في تكتيكاتها وخططها وأسلوب إدارتها عن الحروب التقليدية في مواجهة الجيوش النظامية. ف "الأولي" تستغرق وقتاً أطول لاستنزاف العناصر المسلحة وتسمي معارك النفس الطويل. بينما "الثانية" تعتمد علي الضربات السريعة والمكثفة لحسمها في زمن محدود جداً. من هنا يجب أن نتعرف علي حقيقة ما يجري في سيناء حتي لا نصاب بحالة من الفزع أو القلق المبالغ فيه وتنطلق سهام الجهلاء والشامتين للنيل من الروح المعنوية لجنودنا مع كل عملية انتقامية للرد علي النجاحات التي تحققها قواتنا طبقاً للخطة الموضوعة بلا تسرع أو تهور. مع الوضع في الاعتبار أنه لا توجد معركة بلا خسائر. إننا في حرب حقيقية مع جهات تنفق ببذخ وتتمتع بأعلي درجات الاحترافية وهدفها واضح وهو تحويل سيناء إلي ساحة حرب لإعاقة أي محاولات للتنمية لتظل صحراء جرداء تمهيداً لتنفيذ المخطط الصهيو أمريكي باقتطاع جزء من أرضها لإقامة الدولة الفلسطينية. هذا المخطط الذي وضعه مركز بيجين الإسرائيلي معروف ومعلن منذ سنوات وحجتهم أن الأرض المحتلة ضاقت بالإسرائيليين والفلسطينيين بسبب الزيادة المضطردة في أعداد السكان. وهو أمر يستدعي بطبيعة الحال إثارة الفوضي ليبقي الوضع علي ما هو عليه دون أي تغيير يجعل تنفيذ السيناريو مستحيلاً. لقد تعرضت أرض الفيروز لأسباب غير معلنة أو لحاجة في نفس يعقوب للإهمال والتجاهل التام من الحكومات المتعاقبة علي مدار العقود الماضية منذ تحريرها سواء بالحرب أو بالمفاوضات لتصبح أرضاً خصبة وبيئة جاذبة للتكفيريين والمتطرفين من كل مكان. وفي الوقت الذي غابت فيه الدولة تماماً عن المشهد كان الأعداء لا يهدأون ويعملون ليل نهار لتنفيذ مخططهم الشيطاني مستترين خلف دعاوي مضللة من نوعية إقامة إمارة إسلامية أو دولة الخلافة وغيرها من الشعارات التي تدغدغ مشاعر ووجدان البسطاء والمتحمسين. إذا أردنا مواجهة فاعلة وناجحة مع الإرهاب فلابد أن نعرف عدونا والأهداف التي يرمي إليها وطبيعة المعركة التي نخوضها حتي لا نصاب باليأس والإحباط أو تختلط علينا الأمور مع مرور الوقت وسقوط المزيد من الشهداء. وقبل هذا كله يجب أن نبدأ فوراً في تنمية سيناء علي طريقة حائط الصواريخ الذي أقمناه خلال حرب الاستنزاف تحت القصف الجوي الإسرائيلي ثم كان طريقنا إلي النصر في حرب أكتوبر. وللحديث بقية. تغريدة: هل هي مصادفة أن يتم الكشف عن محاولة لاستهداف قناة السويس بصاروخي جراد بعد يومين فقط من تصريح القاضي المفصول "وليد شرابي" بأن الرئيس المعزول "محمد مرسي" قال عن المصالحة: "أنا زي السوايسة الدنيا هايصة كدة كدة"؟! مجرد سؤال بري جداً!!!