مصر كانت وستظل قبلة العرب.. تفتح لهم قلبها وذراعيها قبل منافذها ومعابرها بشرط أن يدخلوا البيوت من أبوابها ويحافظوا علي أمنها القومي فهذا أمر لا يقبل المساومة أو حلول الوسط. من هذا المنطلق يجب أن نتوقف طويلا بالقراءة المتأنية والتحليل الموضوعي أمام التصريحات الخطيرة التي نشرتها "المساء" في عددي الثلاثاء والأربعاء الماضيين نقلا عن أبناء قبائل سيناء بوجود عناصر أجنبية تعبث بالأمن وتشيع الفوضي في منطقتي رفح والشيخ زويد تنتمي إلي حركة حماس وحزب الله بل وبعضها من الموساد الاسرائيلي وأجهزة أخري لا يعرفون هويتها أو أهدافها. ما يحدث في أرض الفيروز من تصعيد متواصل من أطراف مجهولة أو معلومة يستدعي إلي الذاكرة مخطط تقسيم سيناء الذي وضعه مركز بيجين الاسرائيلي منذ سنوات بدعوي ان الأرض المحتلة لم تعد تكفي سكان اسرائيل وفلسطين في ظل الزيادة السكانية.. ثم تحول الأمر إلي صفقة دولية يتم التمهيد لها عبر إثارة الانفلات الأمني والفوضي المتواصلة بالمنطقة. يجب أن نتخذ كافة الاجراءات لإعادة الاستقرار للبلاد وبالذات تلك البقعة الغالية ذات الخصوصية الأمنية والسياسية دون أن يؤثر ذلك علي علاقتنا بالأشقاء في فلسطين ولبنان وكل الأقطار العربية فإذا كانت بيوتنا جميعا بلا استثناء مفتوحة أمامهم فإن ذلك مشروط بلا شك باتباع الطرق الشرعية حتي لا يتحولوا بقصد أو بحسن نية إلي غطاء تختبيء فيه عناصر مخابراتية أجنبية تريد الإضرار بمصر وتشيع الفوضي بسيناء. تصريحات أهالي شمال سيناء لا يجب أن تمر مرور الكرام ولابد من بحثها ودراستها من قبل الأجهزة المختصة بعيدا عن اسلوب التعتيم وتسطيح الأمور الذي يبرع فيه البعض ممن يعملون بقاعدة كل شيء تمام وليس في الإمكان أفضل مما كان. فالشعب قادر علي حماية أرضه حتي لو تطلب الأمر تنظيم مليونية لإنقاذ سيناء من مخطط شيطاني يدبر في الخفاء منذ سنوات وينتظر الفرصة المناسبة للتنفيذ. الانتخابات الرئاسية انتهت وعلي الشعب كله الالتفاف حول الرئيس المنتخب لوضع السبل الكفيلة لحماية تلك البقعة الغالية التي تحتضن ثري أبنائنا ممن قدموا أرواحهم لاستعادتها وقمة الخيانة أن نقدمها لأعدائنا علي طبق من ذهب.