أكد خبراء السياسة أن توقيع مصر اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين خطوة ايجابية وانها شريك استراتيجي هام في منطقة الشرق الأوسط. كما أن هذه الاتفاقية تفتح مجالات جديدة للاستثمار داخل القاهرة الافريقية وأيضاً تساعد مصر في دخول مجلس الأمن لأن الصين لها حق في الفيتو وممكن ان تساند مصر في الحصول علي عضوية مجلس الأمن. أضافوا أن الصين من الممكن أن تدعم مصر في القضايا العربية داخل الأممالمتحدة وتساهم في حل القضية الفلسطينية والضغط علي اسرائيل لوقف بناء المستوطنات بالاراضي المحتلة والقدس.. فالصين دولة عظمي وكبري ومرشحة في السنوات القادمة ان تقضي علي هيمنة أمريكا ودول الغرب بالمنطقة والعالم لما لها من توجهات توسعية واستثمارية ولما لها من مميزات أهمها احترام الشعوب. د.أميرة الشنواني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو مجلس إدارة وامين عام المجلس المصري للشئون الخارجية: تكتسب زيارة الرئيس السيسي للصين أهمية خاصة لأنها تأتي في اطار توجه السياسة الخارجية المصرية نحو الشرق وأيضاً الانفتاح علي جميع دول العالم.. وعندما قام وزير خارجية الصين بزيارة إلي مصر في شهر اغسطس الماضي. ونظراً لما رأه من خطوات ايجابية قد حققتها مصر علي طريق الاستقرار وتنفيذها لخارطة الطريق حيث كنا قد انتهينا من استحقاقين وهما الدستور وانتخابات الرئاسة ولم يتبق سوي الاستحقاق الثالث وهو انتخابات البرلمان فقد رأي الجانب الصيني ان ترتقع العلاقات المصرية الصينية إلي المستوي الذي يتناسب مع علاقات الدولتين التاريخية والتجارية. تضيف ان العلاقات المصرية الصينية قد ارتفعت بالفعل أثناء زيارة الرئيس السيسي الحالية إلي مستوي "الشراكة الكاملة" مما يعني ان العلاقات بين الدولتين سوف تشمل جميع المجالات سواء اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وعلمياً وتكنولوجياً وأيضا في مجال الطاقة والبترول والتعاون النووي للاغراض السلمية. تشير د.أميرة إلي أنه من الناحية السياسية من الممكن أن تدعم الصين مصر في القضايا العربية داخل الأممالمتحدة بوصفها احدي الدول الكبري دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل القضية الفلسطينية للضغط علي اسرائيل لوقف عملية بناء المستوطنات بالاراضي المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية.. بالاضافة إلي أن التعاون المصري الصيني سوف يفتح مجالات جديدة للاستثمار داخل القارة الافريقية نظراً للتواجد الكبير للصين داخل أفريقيا. تؤكد أن الصين رغم أنها دولة كبري مرشحة لان تكون قوة عظمي في السنوات القادمة إلا أنها ليس لها توجهات توسعية أو استعمارية مثل الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأمر الذي يتوافق مع السياسية المصرية وهي رفض أي تدخل اجنبي في شئوننا الداخلية وبالتالي فالعلاقات المصرية الصينية تقوم علي اساس الندية والاحترام المتبادل وهي من أهم ملامح السياسة الخارجية المصرية بعد الثورتين. الكاتبة سكينة فؤاد مستشارة الرئيس السابق للشئون السياسية: تؤكد أن الصين قوية عظمي وأهم ما فيها أنها ليست من قوي فرض الهيمنة وتحترم إرادة الشعوب حيث ان لديها نجاحات حققتها في عدة مجالات خاصة في المجال الاقتصادي فهي تعد "التنين" القادم من دول الشرق وسوف تسهم في استنهاض القوي الحضارية والسياسية حيث ان الصين لا تتسم بفرض هيمنة أو سلطة علي دول العالم أو تقوم باغتصاب أراض أو استحواذ علي بترول أو مساندة أو دعم الجماعات الارهابية فهي مكسب حقيقي لمصر وللاسف ما فعلته أمريكا دمر العالم لأن إدارتها تخريبية موضحا أن هذه الاتفاقية تؤدي إلي التوازن بالمنطقة لأن الصين من الدول التي تحترم إرادة الشعب المصري بعد خوضنا ثورتين ناجحتين. تري أن هذه الشراكة تؤكد انفتاح مصر القوي علي العالم وعودة إلي انهاء الهيمنة والسيطرة الذي كان من الممكن ان يسحب مصر إلي مخطط التدمير. د.إكرام بدر الدين- أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة: يري أن توقيع مصر اتفاقية شراكة استراتيجية مع الرئيس الصيني تعني توجه مصر الواضح في بداية التعاون المثمر نحو دول المنطقة الشرقية بما يستهدف جزءاً كبيراً من القارة الآسيوية فهذه الشراكة تؤدي إلي توسيع قاعدة العلاقات السياسية بين البلدين خاصة بعد ثورة 30 يونيه وبعد تأييد الصين لمصر فقبل الثورات الأخيرة وفي العهد السابق كانت القوي العظمي في العالم والهيمنة الأولي لامريكا ولكن بعد توقيع هذا التعاون الثنائي أصبحت السياسة الخارجية المصرية تضع استقلالية وتوازن بين دول العالم واعتقد أن تتعدد محاور التعاون حتي تصل إلي دول الجنوب والمنطقة الغربية وسوف يبدأ التعاون المثمر مع روسيا والهند ودول النمور الآسيوية وبالطبع الرئيس السيسي قام بالمبادرة والشراكة للتقارب مع الصين وان هذه الاتفاقية ليست اداة التعاون الأخيرة بين دول آسيا ولكن سوف تقوم مصر في أقرب وقت بالاتفاق مع دول النمور الآسيوية وعقد اتفاقيات تعاون معها. يؤكد ان مصر الآن تربطها علاقات وثيقة تعود إلي فترة زمنية بسيطة بعد أن كانت الصين لها دور مؤثر في كتلة عدم الانحياز فهذا معناه وجود علاقات استراتيجية وشراكة علي المستوي السياسي والدبلوماسي وعلي مستوي زيادة الاستثمارات وتدشين مشروعات مشتركة بين البلدين واعتقد ان الصين سوف تقوم بانشاء مشروعات في مجالات البحث العلمي ومكافحة الارهاب وكل هذا يعكس الدور الايجابي وانعكاسه علي السياسة الخارجية المصرية والصينية. يضيف أنه يتوقع ان تكون هناك فائدة كبيرة في عملية جذب استثمارات جديدة تقوم بدفع عجلة الانتاج واقامة مشروعات للقضاء علي البطالة في مصر. يوضح ان الصين لديها طاقة بشرية هي السبب الرئيسي في النجاح الكبير الذي حققته ويمكن أن تستفيد منها مصر في المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تهدف إلي تشغيل الشباب.. مشيراً إلي أن هذه الشراكة سوف تعطي نوعا من المرونة للسياسة المصرية الخارجية لأنها لا تركز علي طرف واحد بين اتجاهات متعددة نحو الشرق والجنوب ولكن تهدف إلي التعاون مع الغرب وهذا يعطي نوعا من الاستقلالية والمرونة والوقوف علي مستقبل مصر بين دول العالم أجمع. د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس: يقول ان هذه الاتفاقية خطوة ايجابية توضح أن مصر أصبحت شريكا استراتيجيا هاما في منطقة الشرق الأوسط لأنها سوف تلعب دوراً أساسيا لتوطيد العلاقات السياسية الخارجية المصرية نحو الشرق لأن مصر في العهد السابق خسرت هيمتها بعد بناء سد النهضة دون اللجوء إلي مشورتنا وبالتحديد خلال ثورة يناير وانشغالنا في الأحداث. يشير جمال أن الصين في تصريحاتها تؤكد دائماً أن الرئيس السيسي امتداد للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وانها سعيدة بتعاون البلدين حيث اننا نجد ان أكبر واعظم سفارة مصرية في العالم هي السفارة المصرية بالصين والتي كانت هوية الشعب الصيني لمصر وان الصين قامت بانشاء قاعة المؤتمرات بمصر هدية من الشعب الصيني لمصر بعد دور مصر البارز في حرب أكتوبر ونصرها علي اسرائيل وهذا يؤكد حب الشعب الصيني لمصر وفي النهاية يوضح ان هذه الشراكة تفتح الباب علي مصراعيه لمستقبل افضل لمصر بعد تعاوننا مع الصين فعلينا استغلاله جيدا. د.محمد كمال أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة: يقول ان الصين تعد الآن أكبر اقتصاد في العالم وبامكانياتهاالهائلة يمكن ان تتعاون مع مصر في انعاش اقتصادها من حيث تقديم الخبرة الفنية في مجالات متعددة وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية تؤكد ان الصين تعد الشريك الاستراتيجي الأول لمصر في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة لافتا إلي أن علاقة مصر والصين تعتبر فريدة من نوعها خطوه ايجابية. يوضح ان الصين تملك حق الفيتو في مجلس الأمن فيمكن ان تساند مصر في الحصول علي عضوية المجلس فهذا الاتفاق الايجابي يصب في مصلحة مصر امنيا واقتصاديا وسياسيا وتزيد من القلق الامريكي لاتخاذ الصين مكانة عريقة بين دول الشرق والغرب.