* يسأل جميل محمد أحمد عمران مدير مدرسة المهندسين الاعدادية: نظراً لاختلاف ظروف الحياة ومرور تربية الأبناء بمعترك صعب. اختلف دور المرأة في الحاضر عن دورها في الماضي. فنريد معرفة رأي الدين في بيان دور المرأة في تربية أولادها في ظل هذه الظروف الهيجاء والمعترك الصعب. ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار بالأزهر: إذا نظرنا إلي دور المرأة في تحمل المسئولية أو تأملنا الدور المميز لهن بوعي حقيقي في هذا الشأن لتحقيق النهوض والتقدم المنشود لدي أبناء الأمة عامة. وتربية أولادها خاصة. فيجب علينا إحياء الذات الإسلامية والحضارية التي كانت عليها المرأة المسلمة من قبل لخلق رجال أشداء يتواصلون مع الحياة ويحفظون للأمة استقلالها وحضارتها وعقيدتها.. فالمرأة مشاركة للرجل في حماية الأسرة وتحمل المسئولية في بناء حياة الأبناء ورفع ذكراهم وبقاء أثرهم. تأكيداً لهذا الدور. روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إنما النساء شقائق الرجال". والوصف بكلمة "شقائق" يوضح لنا درجة المساواة والندية. وأن الرجال والنساء أمام الله تعالي في المسئولية سواء. لا فرق بينهما إلا في العمل الصالح الذي يقدمه كل منهما في الحياة الدنيا. يقول الله تعالي: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" "سورة النحل: الآية 97". وروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عن رعيته. والمرأة راعية علي أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم". ورعاية المرأة في بيت زوجها تدبير أمر منزلها لتجعل من بيتها جنة ومن أولادها أبناء صالحين نافعين لأسرهم وأوطانهم. فلقد نظر الإسلام للمرأة نظرة تقدمية حين جعلها عنصراً فعالاً في حياة الأمة. فكلفها بما كلف به الرجال في رعاية الأبناء وصقلهم. وكان من أثر هذا التكليف ونتاجه أن برزت شخصية المرأة في المجتمع الإسلامي معبرة عن طبيعة دورها والمهام التي خلقها الله للقيام بها. بل إن دور المرأة لم يقف عند رعاية أبناء الأسرة. وإنما امتد هذا الدور لتربية أبناء الأمة. فأسهمت مع الرجل في تحفيظ القرآن. وتدريس العلوم المختلفة. ونبغ منهن الأديبات والشاعرات. والمؤلفات في العلوم. والفنون. ولاسيما زوجات النبي صلي الله عليه وسلم كن يعلمن النساء ويفتين لهن. ويرشدهن إلي ما ينبغي فعله وما يلزم تركه. حتي ان الخلفاء أنفسهم كانوا يرجعون إليهن. ويسألونهن فيما يرونه مشكلاً عليهم من الأحكام الدينية ولاسيما عائشة رضي الله عنها . فلا يستطيع أحد أن يتنكر لفضل الأمهات في تربية الأبناء وتكوينهم أخلاقياً وعلمياً وفكرياً. وانهن بمكانتهن قد نهضن بكثير منهم حتي أصبحوا عظماء. * يسأل أحمد حسان منجد مفروشات وستائر: مات قريب لي. ونظراً لظروف خاصة قمنا بأداء صلاة الجنازة في مكان وفاته. فصلي الرجل بجوار المرأة وصلت المرأة بجوار الرجل أو بمحاذاته. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب: اتفق فقهاء الإسلام علي أن المرأة إذا صلت بجانب الرجل أو بمحاذاته فإن صلاتها صحيحة. كما لا تبطل صلاة المحاذين لها من الرجال. سواء كان ذلك في صلاة الجنازة أو في غيرها من الفرائض ما عدا الأحناف فقالوا: إن صلاة المرأة بمحاذاة الرجل في الفرائض تبطل بشروط: * أن تكون المرأة مشتهاة. * أن تحاذي المرأة الرجل بساقها وكعبها ويجمعهما مكان واحد. * أن تحاذيه في أداء ركن أو قدره. * أن تكون مقتدية به أو تكون محاذية لرجل مقتد معهما بإمام واحد. * ألا يكون بينهما حائل أو فرجة تسع رجل. * ألا يشير إليها بالتأخير. فإن أشار إليها ولم تتأخر لا تبطل صلاته. * أن ينوي الرجل إمامتها. أما إذا لم ينو الرجل إمامتها فصلاته صحيحة وتبطل صلاتها لمحاذاتها له.