ما شاهدناه بالامس اثناء افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لعدد من المشروعات القومية التي نفذتها القوات المسلحة يجب ان يكون درساً لكل وزير في الحكومة. يتعلم كيف يكون صادقاً في تصريحاته. كيف يكون حريصاً علي مصلحة الوطن ويتابع كل جنيه وجهة صرفه ولماذا. يتابع تنفيذ المهام التي تم تكليفه بها بنفسه ولايرتكن إلي نائب له او مساعد او وكيل وزارة. يدرس بنفسه كل البدائل المتاحة لتنفيذ التكليف ويختار افضلها واسرعها وارخصها. كيف يختار مساعديه بمنتهي النزاهة والامانة والكفاءة والاخلاص. لايسكت علي فساد. ولا يترك فرصة للمفسدين ليفسدوا. وكما قال الرئيس السيسي فإنه يجب ترسيخ ثقافة مواجهة الفساد ومنع وقوعه من الاساس. ومن هذا المنطلق اتساءل: لماذا لاننشيء وزارة لمواجهة الفساد. ليس فقط لضبط وقائع الفساد ولكن لمنع وقوعها. والقيام بالدور التثقيفي المنشود للاجيال الحالية والقادمة للقضاء علي اي شبهة فساد ومنع المفسدين من تقلد المناصب -وما اكثرهم حالياً- وفرض سلطانهم معتمدين علي قرابتهم لهذا الوزير او ذاك المحافظ. واذا تعذر انشاء وزارة لمواجهة الفساد فلتكن البداية بتكليف حكومة المهندس ابراهيم محلب بالتحقيق في كل ما ينشر بالصحف من وقائع فساد. علي ان يكون ذلك تكليفاً وليس تفضلاً من الحكومة. والرد علي الصحف التي تنشر هذه الوقائع بنتائج التحقيق فيها لعرضها علي الرأي العام حتي لانكون كمن يحرث في الماء.. باختصار مطلوب تغيير فكر وثقافة الوزارء التنفيذيين قبل تغيير فكر المواطن الغلبان الذي يشقي ويتعب للبحث قوت يومه ليسد به رمق ابنائه. ونحن في "المساء" افردنا صفحة بعنوان "المفسدون في الارض" كل يوم سبت تتضمن وقائع فساد بالمستندات. وهناك صحف كثيرة تنشر وقائع فساد اخري ولكن لان السادة الوزراء والمحافظين لايهتمون بما تنشره الصحف اعتماداً علي المقولة القديمة "كلام جرايد" فلا حياة لمن تنادي. واذا كانت الحكومة جادة في تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي فلتبدأ بالاتصال بالصحف وفتح خط ساخن معها لمواجهة الفساد بجد وليس بمجرد التصريحات.