"الدعارة الشعبية" هي أغرب أنواع الدعارة التي انتشرت في ميادين الإسكندرية بلا حسيب أو رقيب.. ولعل "ميدان محطة مصر" هو الأشهر. حيث يتمتع بساحة كبيرة ملحقة بها حديقة تطل علي محطة القطار وتستقبل الهاربات من أسرهن بمحافظات وسط الدلتا.. إضافة إلي مواقف الميكروباص المنتشرة في أرجاء الميدان التي تستقبل العشرات يومياً. الدعارة الشعبية بالميدان بأي ثمن.. البداية 15 جنيهاًَ.. ترتفع إلي مائة جنيه في حالة اصطحاب الفتاة إلي شقة حيث إن المعتاد ممارسة الرذيلة مع الفتيات المتواجدات بصورة دائمة طوال اليوم إما في دورة المياه بالساحة الملحقة بالحديقة أو في الحديقة ذاتها حيث إنها تحت حماية البلطجية ومظلمة ليلاً.. وبها تجمعات شجرية تكاد بمثابة غرف نوم مغلقة. وشيكات الدعارة الشعبية بميدان "محطة مصر" تنقسم إلي قسمين: الأول وهو المستوي المتدني حيث تجلس فيه السيدة أو تنام في انتظار أي زبون بجوار دورة المياه وعند حضوره يتم التفاوض معه علي السعر الذي يتراوح بين 15 إلي 35 جنيها حسب شطارة الزبون علي "الفصال". وما إن تدخل السيدة مع الرجل لدورة المياه يتم غلق أبوابها من الداخل لحين انتهاء اللقاء لتخرج بعد ذلك وتتم المحاسبة وتعود الفتاة لتجلس بموقعها في انتظار زبون جديد وغالباً أن زبائن هذه النوعية من السيدات هم من الباعة الجائلين والحرفيين والمتسولين. ونفس هذه النوعية من الفتيات ينام بالحديقة في انتظار مرور من يتفق معها للممارسة في أي وقت طوال اليوم. أما القسم الثاني من الدعارة الشعبية بميدان محطة مصر يكون تحت إشراف مجموعة من البلطجية الذين يقومون بتسويق النساء وحمايتهن. هؤلاء النساء يجلسن فوق "ملاية" كبيرة بجوار سور "محطة مصر" أو بالحديقة المطلة عليه بحجة التسول.. ويعرضن أنفسهن علي المارة وعند الاتفاق يظهر المشرف علي الشبكة ليتقاضي الأموال ولو حاول الهرب يكون من نصيبة علقة ساخنة. الغريب أن هذه النوعية من النساء تلقي إقبالاً من أصحاب السيارات الفارهة حيث يتم التعاقد مقابل مائة جنيه في الساعة وعند الاتفاق واستقلال الفتاة السيارة.. يتابعها "المشرف" بواسطة ميكروباص للاطمئنان علي عودتها مرة أخري وعدم هروبها. أما في حالة التعاقد علي اللقاء الجنسي بالحديقة أو المقر القديم لقسم شرطة العطارين الذي تركت أبوابه مفتوحة ليكون وكراً لممارسة الرذيلة وتعاطي المخدرات بعد نقل "القسم" للمقر الجديد.. لا يتجاوز المقابل المادي 50 جنيهاً خاصة أن جميع الأعمار متوافرة من الأطفال حتي سن الأربعين وهناك العذاري وكله بثمنه. ظاهرة شيكات "الدعارة الشعبية" هي الأخطر لخضوعها لإشراف البلطجية كما يؤكد الخبير الأمني اللواء رفعت عبدالحميد.. موضحاً أن هذه الظاهرة ترجع للفقر والتفكك الأسري خاصة بمنطقة "محطة مصر" لكونها مركز "عصب" المدينة وتستقبل القادمين من الوجهين البحري والقبلي.. والخطورة تكمن أن هناك فتيات بين هؤلاء الساقطات يشاركن معهن فور بلوغهن سن الرشد كما أن هناك شبكات منظمة من المنحرفين والعاطلين والبلطجية تستقبل الهاربات من أسرهن إما بسبب التفكك الأسري المزمن وبعضهم "مولود سفاحا". يقوم القواد أو القوادة باحتواء "الفتاة" وإطعامها وتوفير المسكن أو الملجأ الامن لتبدأ بعدها عملية خضوعها للسيطرة والعمل في الدعارة ولكون الإسكندرية جاذبة للوافدين خاصة محافظات وجه بحري مع الزيادة السكانية أصبحت هذه الشبكات متواجدة بالميادين والمناطق الشعبية وأغلب أعضائها يدمنون الأقراص المخدرة لكونها الأرخص وتجعلهم مغيبين طوال الوقت. المؤسف أنه في حالة حدوث حمل "سفاح" لأي فتاة فإنه يتم التخلص من الجنين بإلقائه في أي سلة مهملات. قال إن "القوادين" أو السماسرة يتبادلون الفتيات وكأنهن سلعة ونظراً لكون الفتاة في حالة ضياع من الأساس فإنها تقبل علي أي أسلوب حياة حتي لا تعود لأسرتها. أضاف أننا قد نفاجأ بأن القواد أو سمسار الفتيات الممارسات للدعارة الشعبية يعاشرهن وينجب منهن دون شهادة ميلاد للطفل أو عقد زواج ليخرج الطفلة أو الطفل للنور يمارس نفس مهنة الأب والأم. أكد أنه لابد من تدخل وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للطفولة والأمومة لحماية الفتيات الصغيرات العاملات في هذا المجال.. خاصة أن هناك صعوبة في القبض علي هذه النوعية من شبكات الدعارة لقدرتهن علي سرعة الهروب كما الفئران فور استشعارهم بالخطر. قالت سوسن الشيخ رئيس جمعية مكافحة الإيدز بالإسكندرية: نحن أمام ظاهرة خطيرة فهؤلاء الساقطات لا يخضعن لأي كشف طبي أو نظافة عامة وممارسة الجنس بصورة عامة في غير إطار الزواج الشرعي يهدد بانتقال عدوي فيروس التهاب الكبدي "ب" والإيدز بخلاف الأمراض الجنسية المتعارف عليها التي يتم نقلها عن طريق الممارسة.. والخطير أن الممارس للجنس مع فتيات الشوارع من المتزوجين يعود لمنزله لينقله بدوره إلي زوجته وهو ما يؤدي إلي سرعة انتشار المرض.