المتابع للعملية التعليمية داخل المدارس الحكومية يشعر بالحزن والألم.. فالفصول تكاد تكود خاوية من الطلاب خاصة طلاب الشهادات العامة كالإعدادية والثانوية.. فلا أحد يذهب إلي المدرسة والكل يفضل حسب وجهة نظر طلاب هذا الزمن تحصيل العلم داخل مراكز الدروس الخصوصية التي أصبحت منتشرة في ربوع البلاد لدرجة أن أحد هذه المراكز يطل علي مبني وزارة التربية والتعليم "عيني عينك" وكأنه يخرج لسانه للمسئولين في ديوان عام الوزارة!! نعم.. لقد أفسدت الدروس الخصوصية العملية التعليمية برمتها.. وضاعت هيبة المدرس منذ أن اعتاد علي أن يمد يده ليتقاضي ثمن الحصة.. وصار التعليم بالنسبة له مجرد "سبوبة" وليس رسالة يؤديها علي أكمل وجه.. والطريف أن كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر الوزارة المعنية بالعملية التعليمية التي تكتفي في الغالب بإصدار تصريحات في الصحف وكافة وسائل الإعلام تؤكد من خلالها محاربة الدروس الخصوصية إلا أنها في الحقيقة عاجزة عن القيام بهذا الدور وشن هذه الحرب!! أرجو من الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم أن يطلب من المديريات التعليمية تقريرا عن نسبة الحضور والغياب في المدارس خاصة بالنسبة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية حتي يعرف بنفسه خطورة هذا الأمر قبل أن تغلق المدارس الحكومية أبوابها بحجة عدم وجود طلاب ويكفي أن هناك فصولا يتم غلقها بالفعل طوال اليوم الدراسي في العديد من المدارس بعد أن هجرها طلابها!! للأسف لقد أصبح التعليم "دليفري" مثله مثل الوجبات الجاهزة السريعة التي تعتمد علي توصيل الطلبات إلي المنازل أو تناول الدروس داخل المراكز المنتشرة في أرجاء المحروسة لدرجة أن طلبة هذه الأيام أصبح لديهم قناعة أن الذهاب إلي المدرسة مجرد "مضيعة للوقت" تلك هي حجتهم التي يضغطون بها علي أولياء أمورهم الذين ينفقون مليارات الجنيهات سنويا في الدروس الخصوصية وهم في النهاية ضحايا تدهور التعليم في مصر!! التعليم في خطر يا وزير التعليم.. وهناك حل عملي للقضاء علي ظاهرة عزوف الطلاب عن الذهاب إلي مدارسهم وهو إضافة نسبة 10% علي المجموع الكلي يتم تخصيصها لنسبة حضور كل طالب كحافز له علي التزامه ومواظبته علي الحضور تماما مثل الدرجات الإضافية التي تمنحها الوزارة للمتفوقين رياضيا والمعاقين طالما أن العملية التعليمية تعاني بالفعل من الإعاقة!!