أفهم تخوف الليبراليين وغيرهم من إصرار المجلس العسكري علي تسليم السلطة لأول رئيس مدني منتخب خلال الموعد المحدد. خشية تنظيم الإخوان لصفوفهم وإدراكهم لفنون اللعبة الانتخابية. ونتيجة لتشتت المتخوفين أنفسهم إضافة لحداثة عهدهم بالانتخابات وهو ما يستدعي مسابقتهم للزمن للانتشار بكافة المحافظات للتعريف بأنفسهم. فإن جاءت الانتخابات في موعدها أضافت لرصيدهم لدي الشعب وإن تأجلت عمت الفائدة علي الجميع. ولكن ما لا أفهمه هو مطالبة السيد البدوي للمصريين بأن يفيقوا من نشوة الثورة وأن يتوقفوا عن التلذذ بالحرية. وقد زاد من عدم فهمي تأكيده بأن امتداد فترة الحركة الثورية تهدد الثورة نفسها!! وذلك في أعقاب إعلانه رفض المجلس لطلبه الاستمرار في السلطة عامين!! وزايد البدوي في تأكيده بأن الثورة لو امتدت إلي ستة أشهر من الآن فسوف يترحم الناس علي العهد البائد لأننا نعيش حالة فوضي وتسيب!! ولقد أثارت أقوال البدوي أسئلة متلاحقة بداخلي.. وأولها: هل طريقتكم السياسية لفهم الثورات هي الكف عن الإحساس بنشوة انتصاراتها وهو إحساس بدوره يحث النفس علي الاستمرار في الثورة والفوران والغليان ضد كل السلبيات والأخطاء تماماً مثلما يحدث للمعدن النفيس في حالة انصهاره وغليانه ليطرد ما به من خبث وشوائب؟؟ وإذا كانت تلك هي طريقتكم في التكامل مع الثورات بالكف عنها فكيف يتفق ذلك مع ادعائكم مشاركة الوفد في الثورة منذ اليوم الأول وهي مشاركة لاشك لمسها بنفسي ولكن شتان ما بين مشاركة للحث علي الثورة وأخري للكف عنها. ثانياً: هل عرضكم علي المجلس العسكري الاستمرار في السلطة عامين نابع من قناعة ذاتية أم أنه مجرد مناورة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم.. كيف يتفق ذلك مع تأكيدكم بأن امتداد فترة الحركة الثورية يهدد الثورة. برغم أن هذا الامتداد أمر وارد بل وحتمي في حالة استمرار المجلس في السلطة. وأخيراً: هل حالة الفوضي والتسيب التي نعيشها من صنع الحركة الثورية التي هي نتاج طبيعي للثورة أم أنها من صنع "الثورة المضادة" د.بدوي.. نرجو الإجابة.