يلتقي وزير الخارجية سامح شكري اليوم نظيره الأمريكي جون كيري بأحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة وذلك في اطار الجولة التي يقوم بها كيري لعدد من دول المنطقة. أكد مصدر دبلوماسي مسئول أن اللقاء سيتناول تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة وعلي رأسها تنظيم داعش ونتائج مؤتمر جدة الذي عقد مؤخراً بشأن مكافحة الإرهاب بالإضافة الي بحث تطورات القضية الفلسطينية وامكانية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. من المقرر أن يعقد الوزيران مؤتمراً صحفياً في ختام جلسة المباحثات. كما يلتقي وزير الخارجية الأمريكي الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لبحث التعاون الأمريكي بشأن الأوضاع في المنطقة. استبعد عدد من الخبراء والدبلوماسيين امكانية ارسال قوات مصرية الي العراقوسوريا بناء علي طلب أمريكا.. مطالبين بضرورة أن يكون التحالف الأمريكي العربي للحرب ضد الإرهاب في المنطقة. تحت مظلة الأممالمتحدة وأن يتم استصدار قرار واضح من مجلس الأمن بشأن مكافحة داعش فقط. محذرين في الوقت ذاته من أنه إذا جاء هذا التحالف بغير طريق الأممالمتحدة فسوف يكون سبباً رئيسياً في أن تزداد الدول العربية تفككاً. شددوا في تصريحات خاصة ل"المساء" علي ضرورة أن ننظر لخطواتنا وألا ننجر وراء أمريكا التي أنجبت تلك التنظيمات الإرهابية مثل داعش. استبعدوا امكانية ارسال قوات مصرية الي العراق أو سوريا.. موضحين أن الولاياتالمتحدة طلبت من الدول العربية ادخال قوات برية الي جانب تقديم دعم مادي مقتصر علي دول الخليج. وبالتالي هدف الولاياتالمتحدة من ذلك هو التمويل وهو الذي ستشارك فيه دول الخليج بالإضافة الي طلبها قوات برية من مصر والجزائر والسعودية. من جانبه أكد السفير طلعت حامد مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقاً أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعي الي ايجاد تحالف اقليمي ودولي لمحاربة داعش في المنطقة وفي نفس الوقت تنطلق طائراتها من أربيل شمال العراق لضرب التجمعات الإرهابية وكذلك عزمها محاربة داعش في سوريا.. محذرا من امكانية تشكل هذا التحالف بعيداً عن الأممالمتحدة قائلاً: "إنه إذا جاء هذا التحالف بغير طريق الأممالمتحدة فسوف يكون سبباً رئيسياً في أن تزداد الدول العربية تفككاً. وشدد علي ضرورة أن تتم هذه الخطوة عن طريق الأممالمتحدة وأن تكون له صيغة عن طريق مجلس الأمن وأن يتم أخذ قرار واضح بشأن مكافحة داعش فقط. ولفت الي التصريحات الأمريكية المتناقضة والتخبط في الإدارة الأمريكية بشأن تسليح المعارضة السورية السلمية ومكافحة الإرهاب قائلاً: "إنه لا يوجد معارضة سلمية وغير سلمية". قال حامد لابد أن نأخذ العربة وأن نكون حذرين من المساعي الأمريكية متسائلاً أين الموقف الأمريكي من جماعة الإخوان الإرهابية وما ترتكبه من أعمال إرهابية ضد مصر والسعودية والبحرين ولماذا تعتبر داعش فقط هي التنظيمات الإرهابية وليس الإخوان المسلمين أيضاً. ولماذا لم يتطرق مؤتمر جدة الي تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي دولي مماثلاً لداعش. منوهاً بهجوم ديك تشيني علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعمه للإخوان المسلمين. لافتاً في الوقت ذاته الي أن تركيا والتي كانت تشارك في مؤتمر جدة امتنعت عن التصويت بالموافقة علي ما توصل اليه مؤتمر جدة. خاصة أن تركيا هي أكبر داعم لجماعة الإخوان الإرهابية. شدد علي ضرورة أن ننظر لخطواتنا وألا ننجر وراء أمريكا في فخ يكون منصوب للأمة العربية. قائلاً "إن هذا التحالف الدولي يهدف الي تفتيت سورياكالعراق وليبيا وفلسطين واليمن والصومال". أضاف أن الأوراق السياسية لأوباما "حرقت" تماماً في منطقة الشرق الأوسط نتيجة السياسات "الغبية" لأمريكا تجاه دول المنطقة علي حد قوله مما أدي الي فقدانها حلفائها وأصدقائها نتيجة أن سياساتها التآمرية التي أنجبت تلك التنظيمات الإرهابية مثل داعش. من جانبه قال د.طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية إن مؤتمر جدة كان لقاء استكشافياً للإدارة الأمريكية والدول العربية. فأمريكا لا تريد أن تكون في مواجهات تهديدات داعش بشكل مباشر وتريد جمع أكبر عدد من دول العالم وليس الدول العربية فقط. أضاف أن التحالف سيكون دولي شامل. موضحاً أن الولاياتالمتحدة طلبت من الدول العربية ادخال قوات برية الي جانب تقديم دعم مادي مقتصر علي دول الخليج وبالتالي هدف الولاياتالمتحدة من ذلك هو التمويل وهو الذي ستشارك فيه دول الخليج بالإضافة الي طلب قوات برية من مصر والجزائر والسعودية. قائلاً: إنه تم طلب ذلك بشكل مباشر في اجتماع جدة". أشار الي أن ما يجري الآن يشبه ما فعله جورج بوش الابن حينما أعلن عن تحالف وقال آنذاك من لم يكن مع أمريكا فهو عليها. استبعد فهمي امكانية ارسال قوات مصرية الي العراق أو سوريا إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن مصر ستكون مطالبة بأن يكون لها دور مباشرة ولكن في حينه. لافتاً الي أن مشاركة مصر في حرب الخليج سابقاً كانت تحت مظلة دولية وليس تحت القيادة المباشرة لأمريكا. أشار الي أن التناقض الغريب هو أن أوباما نجح في الانتخابات لأنه طالب بسحب القوات الأمريكية من العراق واليوم هو من يطالب بارسال قوات مرة أخري للعراق وسوريا.. موضحاً أنه حدد 36 شهرا للعملية العسكرية فيما تكون انتهت مدة الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة. لذلك فهو يرحل الأزمة للإدارة الأمريكية القادمة. لفت الي أن هذا القرار لن يؤثر علي شعبيته لأنه يتحدث باسم حماية المصالح الأمريكية كما أنه اختار توقيت مناسب لالقاء خطابه تزامناً مع أحداث 11 سبتمبر لاقناع الشعب الأمريكي ولكن الشعب الأمريكي له ذكريات مؤلمة من تجربته السابقة في العراق. أضاف أنه فيما يتعلق بمحاربة داعش في سوريا فإن النظام السوري يتمني الدخول في مواجهة لأنه سيحقق له اكتساب أرضية جديدة.. لافتاً في الوقت ذاته أنه إذا لم يبني التحالف الأمريكي فإنه سيتم تشكيل محور متناقض وهو تحالف روسي إيراني صيني وتنضم له سوريا وهو ما يهدد أمريكا. فيما أكد السفير ضياء الدباس سفير العراقبالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية أن موقف الجامعة العربية والموقف العربي واضح بشكل عام بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب وواضح كذلك موقفه أمام المجتمع الدولي مشدداً علي ضرورة التعاون والتعاضد من أجل التصدي لهذا الإرهاب الأعمي الذي سيأتي علي بلداننا جميعاً الواحدة تلو الأخري. قال إن ما تقوم به داعش الآن في العراق من جرائم وإعلانها ما يسمي دولة الخلافة "الزائفة" أصبح واضحاً أن هذا المشروع يستهدف القضاء علي دولنا بشكل كامل ومتتابع. وهذا الخطر سيمتد الي خارج اقليمنا أيضاً وبات والتصدي له بشكل جماعي أصبح ضرورة الآن. شدد علي أنه يجب السعي بشكل جاد لمكافحة الإرهاب عن طريق تجفيف منابعه الفكرية أولاً وهذا هو المهم. وكذلك منابعه المادية وكل أنواع الدعم الذي يقدم من قبل البعض للأسف.. كذلك يجب أن تكون الدول جميعاً علي مستوي عال من الوعي حتي الدول التي تدعم تلك التوجهات بأن الخطر سيصلها عاجلاً غير آجل.