لم تكن تدري بأن عطفها وحنانها علي جارتها الأرملة بعد وفاة زوجها سيسبب شرخا في علاقتها الزوجية وانهيار زواج دام 12 عاما وأثمر ثلاثة أبناء وذلك بعد اكتشافها علاقة زوجها مع جارتها وتحول عاطفته نحوها من الشفقة إلي الحب. لم تحتمل تلك الصدمة وبعد عذاب دام عامين في محاولة يائسة لاسترداد زوجها الذي فقدته خانتها أعصابها ولم تستطع التحمل وتوجهت إلي مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة لتقيم دعوي خلع من زوجها "رجل الأعمال" الذي رفض طلاقها من أجل أبنائهما. أمام يسرية السيد وعواطف محمد "خبراء المكتب" قالت الزوجة منذ صغري وقد تعاهدت أسرتي وأسرة أقارب والدي علي زواجنا كعادة أهل الريف ومرت السنوات سريعا وحبي يكبر في قلبي ويملأ حياتي وهو يبادلني نفس الشعور والأحاسيس ولأننا من عائلة ثرية فلم نجد صعوبة في تجهيز مسكن الزوجية بأفخم وأحدث الأثاث والأجهزة في فترة زمنية قصيرة عقب تخرجنا. في حفل فخم في أحد الفنادق الكبري بالقاهرة تم زواجنا ونحن نشعر بأننا علي أعتاب السعادة فأخيرا تحقق الحلم الذي طالما راودنا ونحن مازلنا في مرحلة الطفولة وكبر معنا حتي تمكنا من تحقيقه ورفض زوجي عملي ولم أجادله كثيرا فقد كانت أحوالنا المادية ميسورة وكنت أريد التفرغ له خاصة وانه بدأ مشروعاته الخاصة في مجال صناعة النسيج وخلال فترة قصيرة كانت أسعد أيام حياتي رزقنا بثلاثة أبناء وتوسع زوجي في عمله وكان لابد أن ينقل اقامتنا للإسكندرية حيث مقر عمله الجديد ولم أمانع طالما أنعم بحبه وحنانه وأسرتي الصغيرة تملأ حياتي. لكن للأسف في مسكنا الجديد تعرفت باحدي الجارات كان زوجها مريضا مرضا مزمنا وكانت تحتاج لمساعدتنا ولم أبخل عليها بالمساعدة ونقله إلي المستشفي في غياب زوجي وكان في أغلب الأحيان يرافقنا معتبرا ما يفعله ثوابا وخيرا إلي أن توفي زوجها ولم أشأ أن أقطع علاقتي بها بالرغم من تحذير والدتي بأنها أصبحت أرملة وأن الرجال لا أمان لهم ولكنني كنت متأكد من عاطفة زوجي نحوي وحبه لي إلي أن استدعت الظروف انشغالي بدراسة أبنائي وتركت مهمة الوقوف بجوار جارتي لزوجي فقد كنت أثق به ثقة عمياء إلي أن بدأت أحواله تتغير معي ومع أولادي ويتغيب عن المنزل كثيرا وبدأت هي في المقابل الابتعاد عني تدريجيا حتي لا أطلع علي أحوالها وباحساس الأنثي الذي لا يخطئ تأكدت من وجود علاقة بينهما وصارحت زوجي بمخاوفي وللأسف لم ينكر. قررت هجره وعدت إلي منزل أسرتي ونتيجة تلك الصدمة أصبت بحالة نفسية وتعثر أبنائي في مدارسهم وأحس زوجي بخطئه وعاد إليّ نادما علي فعلته ليؤكد لي بأنها نزوة وقد مرت ويعلن توبته وحبه لي وصدقته واشترطت عليه الانتقال إلي مسكن آخر حتي ابتعد عن تلك الذكريات المؤلمة وأدهشني بأنه وافقني علي الفور وأكد لي أنه باع مسكنا واشتري شقة أخري في منطقة بعيدة وصدقته مرة أخري بأنه قد قطع علاقته بها وانه لا يستطيع التضحية بحياته الزوجية وأبنائه وبالفعل أحسست منه الالتزام وانه يبذل جهدا كبيرا في اسعادي كي تعود ثقتي به ولكن كان بيننا احساس متبادل يعكر علينا سعادتنا وحياتنا فهو يحاول الظهور بالسعادة والارتياح ومن جانبي أحاول أن أنسي تلك الفترة. لم يمر عام حتي اكتشفت بأنه خدعني وانه تزوج عرفيا من جارتي الأرملة ولم يقم ببيع الشقة بل حرر عقدها باسمها ليكون عش الزوجية وصدمت بخيانة زوجي وكذبه وادعاءاته وفي نفس الوقت في جارتي التي سرقت مني سعادتي وتسبب في هدم منزلي ولم يستطع الدفاع عن نفسه عندما واجهته ولكنه رفض طلاقي من أجل أبنائنا وهو متخيل أنني لا يمكن ان أطلب الطلاق خلعا نظرا لعاداتنا الريفية ولكني لم استطع تحمل الغدر والخيانة فقررت اقامة الدعوي. تم استدعاء الزوج إلي مكتب تسوية المنازعات حيث رفض الحضور ليتم إحالة أوراق الدعوي لمحكمة الأسرة بعد إصرار الزوجة علي الطلاق.