يقول د. عبدالمسيح سمعان أستاذ التربية البييئة ووكيل معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس إنه قبل المطالبة بتدوير القمامة علينا التنبيه بضرورة العمل علي التقليل من المخلفات من المنبع ونقصد بها من المنازل. أضاف أنه عندنا سلوكيات سيئة منها إلقاء كل المخلفات في الشارع منها مخلفات الطعام فلابد من أهمية استخدام الطعام علي قدر الحاجة وعدم الإسراف فيه وأيضاً علينا أن نتعلم استخدام الطعام حتي نهايته.. منوهاً إلي أن 60% من مخلفاتنا من الطعام ولو تعلمنا ترشيد الطعام سنحل مشكلة القمامة بنسبة 50%. أشار د. سمعان إلي أن ترشيد الطعام في حد ذاته هو محافظة علي البيئة من الأمراض التي تنقلها الفئران والحشرات والقطط والكلاب لأننا نعلم أن هذه الحيوانات تعيش علي مخلفات الطعام ولو اختفت بقايا الطعام من البيئة المحيطة بالتالي تختفي الحيوانات والقوارض التي تنقل الأمراض. طالب د. سمعان المواطنين بإعادة استخدام الأشياء قدر الإمكان بدلاً من إلقائها في سلة القمامة بعد أول استخدام لأن ذلك سيعمل علي تقليل المخلفات. أضاف أن التدوير يأتي في المرحلة الأخيرة لأنه يحتاج إلي مؤسسات وجمعيات وأدوار كبيرة للمحليات ووزارة البيئة.. منوهاً إلي أهمية تطبيق منظومة العمل من المنبع لأن قيمة المخلفات تقل عند اختلاطها فمثلاً الورق لا يصلح لإعادة التدوير لو كان عليه بقايا طعام.. وأيضاً لأن من وضع البقايا العضوية في سلة منفصلة خاصة أن بقايا الطعام يتم إعادة تدويرها لإنتاج أجود أنواع السماد. تقول د. بهيجة حافظ أستاذ طب المجتمع والصحة المهنية بجامعة الإسكندرية إن عملية الفرز تعد أهم مراحل تدوير المخلفات خاصة أن قمامة المصريين غنية وبها أنواع مختلفة يمكن الاستفادة منها. أضافت أن المخلفات الطبية لا يصلح تدويرها بالمرة لأنها مصدر تلوث في حين يمكن استخدام باقي المخلفات الأخري فمثلاً بقايا الطعام يمكن تدويرها إلي سماد يفيد في عمليات الزراعة.. منوهة إلي تدوير البلاستيك في غير الاستهلاك الآدمي للمأكولات لأن الطعام يتفاعل مع البلاستيك ولكن يمكن استخدام البلاستيك في تصنيع بعض الأجهزة والأدوات. طالبت د. بهيجة باستخدام أفران مغلقة أثناء تدوير البلاستيك لأنه ينبعث منه غازات سامة ولهذا فلابد من استخدام طرق صحية وعدم وضع مواد كيماوية خلال تدوير البلاستيك. أضافت أن عمليات التدوير لها فائدة بيئية لأنها تخلصنا من أطنان القمامة التي لا حصر لها وتتسبب في كثير من الأمراض كما أن لها تأثيراً اقتصادياً حيث إنها تدر دخلاً لا بأس به وبها عمالة كبيرة من خلال الفرازين والقوي البشرية الموجودة في مصانع التدوير مشيرة إلي أهمية القمامة كمصدر من مصادر الطاقة خاصة أننا نمر بأزمة طاقة طاحنة. يقول د. طارق عيد الخبير البيئي ورئيس المجموعة العربية لإدارة الكيماويات إنه لكي يتم الاستفادة القصوي من القمامة لابد من اتباع منظومة متكاملة تبدأ بالعزل ويقصد به الاستخدام الرشيد لما نستخدمه حتي لا تكثر مخلفاتنا بشكل به تبذير. طالب د. عيد أن يتم التعامل مع هذه المواد "المخلفات" بما يليق بالموارد ولا نتعامل معها علي أنها قمامة فقط.. منوهاً إلي أهمية استحداث صناعات صغيرة مرتبة بشكل سليم.. فمثلاً البلاستيك أنواع كبيرة لكل نوع استخداماته. طالب د. عيد بعمل معارض لتسويق منتجات هذه المصانع لكي نعطيها الفرصة لزيادة فرصتها في النجاح.. منوهاً إلي ضرورة منح المصانع التي تعمل في هذا المجال حوافز وتسهيلات كبيرة لأنها لا تستثمر في القمامة فقط ولكنها تحافظ علي البيئة.