عندما تسلم المرأة نفسها للشيطان.. فإنه يسيطر علي رأسها ويعزف علي أوتار أنوثتها ويدغدغ مشاعر الرغبة في أعماقها.. فتفقد عقلها وتنسي دينها.. وتتجه إلي عالم الحرام.. تعرض مفاتنها علي الذئاب لتنهش جسدها سواء لإشباع رغباتها.. أو سعيا وراء المال.. وكل منهما يقودها إلي الزنزانة!!! نشأت "حنان" في عائلة مفككة ينقصها الترابط بين أفرادها والتوافق بين أفكارها.. لم تعرف عطف "الأب" الذي شغلته الحياة ومتطلبات الأسرة عن الالتفاف لأبنائه ورعايتهم.. ولم يعد تعرف عنهم سوي مصاريف الدراسة والطعام.. أما "الأم" فهي مهمومة بشغل البيت ورعاية الصغار. هكذا كانت بدايات "حنان" في هذه الحياة لم تجد الاهتمام من أسرتها أو الرعاية من والديها ولم تنصفها الدنيا في دراستها التي تركتها بعد المرحلة الاعدادية ويكتفي والدها بما أنفقه عليها.. لتجلس في البيت تساعد والدتها في رعاية الصغار وأعمال البيت. بدأت ملامح الأنوثة تظهر علي جسد الصغيرة فالتف عودها واستدار جسدها مع الأيام ومرور السنين.. وراحت تحلم بفتي الأحلام الذي يخطفها علي حصانه الأبيض كأفلام السينما لتعيش معه لحظات السعادة والحب.. وينتشلها من الفقر الذي عاشت فيه وذاقت مرارته مع أسرتها البسيطة التي تقطن في أحد الأحياء الفقيرة بمنطقة الخليفة. إعجاب بدأ شباب الحي يسعون اليها ويطلبون ودها.. لكنها لم تقدم لأي منهم ما يريد فلم تجد بينهم فتي الأحلام الذي تنتظره ورغم ان بعضهم تقدم لخطبتها الا أنها رفضت لان غالبيتهم في مثل حالتها لا يستطيع ان يوفر لها ما تحلم به. مرت الأيام وتقدم لها "سباك" يعمل في احدي دول الخليج.. وفي اجازته الأخيرة شاهدها بالصدفة عندما كان في زيارة لأحد معارفه من جيران "حنان" وأعجب بجمالها ورشاقة جسدها ووقع في سحر عيونها وجدها "الأب"" فرصة لابنته لن تستطيع رفضها.. خاصة ان عمله بالخارج سيدفعه لتلبية كافة طلباتها واحتياجاتها من شقة فاخرة وأثاث كامل وأجهزة كهربائية وخلافه من متطلبات عش الزوجية.. أيضاً فهو لن يكلفه شيئاً وزواجه منها لن يكون عبئاً عليه أو يؤثر علي حيات أولاده. بعد تفكير طويل واغراءات من "العريس" وضغوط من الأسرة وافقت "حنان" بعد تلبية كل طلباتها التي توفر لها حياة مستقرة ومستقلة بعيداً عن "بيت العيلة" الذي عرضه عليها في البداية ليتم تجهيز الشقة بعد اعلان الخطبة التي لم تستمر طويلا حيث إن "العريس" فلوسه جاهزة... لترتدي الثوب الأبيض ويتم زفافها الي عريسها لتبدأ حياة جديدة. بعد أيام لم تستمر طويلاً عاشت فيها لحظات الحب وذاقت طعم المتعة والنشوة.. وجدت نفسها وحيدة بين جدران شقتها الباردة وحياتها المملة التي لم تعتدها.. ورغم أنها تعيش الحياة التي كانت تحلم بها من شقة مستقلة لديها كافة الكماليات لا ينقصها شيء زوج يوفر لها كل احتياجاتها ويلبي كافة طلباتها الا ان هذه الحياة لم تعجبها وتكتشف ان السعادة ليست في المال أو رخاء العيش والغني.. لكن هناك أشياء أهم. وحدة راحت تشكو لصديقاتها الوحدة التي تعيشها والملل الذي تجده بين جدران شقتها.. وكانت تدعوهن ليقضوا معها السهرات لتشغل وقتها.. وتقدم لهن الهدايا ليستمررن في زيارتها أو الخروج معهن لتشغل أوقات فراغها كما تعرفت علي بعض جاراتها وراحت تتبادل معهن الزيارات. وخلال جولاتها بين صديقاتها تعرفت علي "رجل أعمال" من ضيوف احدي صديقاتها ودار بينهما حوار أبدي فيه اعجابه بها وبجمالها.. وراح يطاردها بنظراته الشيطانية حتي أنها فوجئت بصديقتها تحدثها عنه وكيف أنه مغرم بجمالها ومعجب بشخصيتها وأنه يريدها صديقة له. وظلت صديقتها تطاردها بالمكالمات التليفونية تارة وبالزيارات واللقاءات تارة أخري حتي أنها دعتها لزيارتها.. وهناك فوجئت برجل الأعمال يستقبلها بلهفة ويغدق عليها بكلمات الغزل والاعجاب ويقدم لها الهدايا القيمة وأنه يعرف عنها كل شيء وتفاصيل حياتها ويدعوها للغداء في مزرعته الخاصة مع صديقتها. صديقة السوء كانت استجابة صديقتها سريعة وبعدها بيومين فقط وجدت "حنان" صديقتها علي باب الشقة تطلب منها ارتداء أفخر ثيابها للذهاب لتناول الغداء.. وفي الطريق عرفت انهما متجيهن الي مزرعة "رجل الأعمال" ورغم ترددها في الذهاب الي هناك الا ان شيئاً كان في داخلها يدعوها لاكمال الرحلة الي المجهول الذي ينتظرها وفور وصولهما استقبلهما "رجل الأعمال" بالترحاب والشوق. لم تستطع "حنان" ان تقاوم نظرات الرغبة في عيون "رجل الأعمال" وأيضاً لم تستطع مقاومة الرغبة في أعماقها وذابت علي كلمات الحب التي عزف بها علي أوتار قلبها واستسلمت لهمسات الرغبة في عباراته الساخنة وسلمت جسدها لأصابعه التي راحت تتحسس مفاتنه وغرقت معه في بحر الهوي ورويت رغبتها المحرومة من المتعة. تعددت لقاءاتها معه سواء في شقة صديقتها أو في المزرعة الخاصة به ليروي كل منهما ظمأه للآخر ويقضيان معاً لحظات الحب والمتعة.. ويطفيء شوق الرغبة المتأججة في أعماقها.. وفوجئت "حنان" بان صديقتها تعرفها علي شخص آخر من ضيوفها وانه معجب بها أيضاً ويريد ان يقدم لها هدية قيمة ثم تركتها معه.. وتجد "حنان" الرغبة في نظراته ولمساته لها وأنه يريد قضاء وقت المتعة معها. سلمت له نفسها تحت اغراءات صديقتها والرغبة التي راحت تتحرك بقوة في أعماقها وقضت معه ليلة حمراء في شقة صديقتها. بائعات هوي تكتشف "حنان" أو تتأكد ان صديقتها ما هي سوي قوادة وأنها فتحت شقتها لتسهيل أعمال ممارسة الرذيلة وان زبائنها من رجال الأعمال وكبار التجار وان جميع المترددين عليها من راغبي المتعة فقط وأنها تحصل منهم علي أموال لتوفيرمقابل استقطاب المطلقات أو السيدات ممن سافر أزواجهن للخارج أو الايقاع بصديقاتها باغراء المال أو الهدايا وان كل من تعرفت عليهن ما هن سوي بائعات للهوي. وجدت نفسها ضحية لصديقتها التي باعتها للذئاب وأنها أصبحت احدي بائعات الهوي في شبكتها.. وأنها لا تستطيع الابتعاد عن هذه الحياة التي اعتادتها.. وحاجتها الي اشباغ الرغبة المتأججة في أعماقها واطفاء نار أنوثتها وأنها لا تستطيع العودة الي حياة الملل التي تعيشها علي سريرها البارد أو الوحدة التي تجدها بين جدران شقتها. أصبحت "حنان" زبونة دائمة علي شقة صديقتها تقدم نفسها لمن يدفع الثمن ويستطيع ان يشبع رغباتها ويجمح نزواتها المجنونة وكل ما يهمها هو قضاء سهرات المتعة بين أحضان الرجال في أي مكان وبأي ثمن.. وراحت تتردد علي وكر الهوي تنتظر كل ليلة زبوناً جديداً. وفي احدي الليالي فوجئت "حنان" برجال مباحث الاداب يداهمون وكر الهوي ويلقون القبض عليها شبه عارية في أحضان تاجر من المنصورة.. كما تم ضبط صديقتها بتهمة تسهيل أعمال الرذيلة وفتح مسكنها للأعمال المنافية للاداب .. ويقتادها العقيد محمد الشربيني رئيس قسم المعلومات بمباحث اداب القاهرة الي قسم أول مدينة نصر لتحرير محضر بالواقعة وعرضها علي النيابة للتحقيق مع باقي المتهمين.