5 عمليات زرع كلي مجانا بمستشفي الساحل

في بادرة طبية تحمل معاني الإنسانية بمستشفي الساحل بروض الفرج وضع الأطباء علي كاهلهم تخفيف آلام مرضي الفشل الكلوي وأعلنوا عن إجراء خمس عمليات زرع كلي مجانا لمحدودي الدخل والفقراء وبالفعل نجح الاطباء في إجراء عملية زرع لحالتين ويتبقي 3 حالات أخري.
كما أعلن المستشفي عن إجراء عمليات الزرع بتكلفة بسيطة تبلغ 25 ألف جنيه فقط تيسيرا علي المرضي حيث تبلغ تكلفتها بالمستشفيات الخاصة 120 ألف جنيه.
كما يعالج ما يقرب من 170 مريض كلي داخل المستشفي تحت رعاية طبية فائقة.
يطالب الأطباء بمساهمة رجال الأعمال والمؤسسات الكبري في شراء وحدات الغسيل نظراً لزيادة أعداد المرضي وأيضا بضرورة نقل الأعضاء وتيسير شروطها كما يحدث في معظم دول العالم وذلك لتخفيف آلام المرضي وعلاجهم.
أكد المرضي أنهم يعيشون علي أمل تخفيف آلامهم ومعاناة أسرهم باجراء عملية الزرع لهم رغم اعترافهم بصعوبة ذلك لعدم مقدرتهم علي تكاليف العملية وأدوية المناعة التي يأخذونها مدي الحياة.
** يقول د. عبدالناصر عبدالمنعم نائب مدير مستشفي الساحل ورئيس قسم الكلي: 2006 بدأ برنامج زراعة الكبد بمستشفي الساحل.. ونظراً لوجود الامكانيات الطبية العالية من تجهيزات وغرف عمليات قررنا الاستفادة منها في عمليات زراعة الكلي أيضا وحصلنا علي ترخيص لزراعة الكلي من اللجنة العليا لزراعة الأعضاء وبعد فحص التجهيزات المتاحة لدي المستشفي من اللجان الطبية المختصة تمت الموافقة علي إجراء عمليات زرع الكلي.
يضيف: تم التعاقد مع أساتذة واستشاريين في التخصصات المطلوبة في عملية الزرع علي أن يتربعوا بأجورهم في أول خمس حالات مجاناً وبالفعل أجرينا زرع لحالتين وهما الآن تحت المتابعة ويتبقي 3 حالات أخري مجانية.
** يشير د. عبدالناصر إلي كيفية اختيار الحالات وفق أسس طبية صارمة ويقول: تقدم لنا 11 حالة تستدعي الزرع وأجرينا الفحوصات لهم وفحص الأقارب "المتبرعين" ودرجة القرابة ومدي مطابقة حالتهم لحالة المريض.
** أكد أن المستشفي يهدف لزيادة حالات الزرع من خلال وسائل الإعلام المختلفة بتوعية المواطنين وعدم استغلالهم من قبل المستشفيات الخاصة والتي تصل تكلفة عملية الزرع بها لأكثر من 120 ألف جنيه بينما لا تتعدي تكلفتها بمستشفي الساحل 25 ألف جنيه فقط. ونسب نجاح عالية جداً ونحن كمستشفي لا نهدف للربح حيث تعتبر العملية مجانا لأن هذا المبلغ هو قيمة تكاليف العملية وأجر الجراحين وأيضا ثمن أدوية مضادات المناعة ومعظم من يتم إجراء العمليات لهم من محدودي الدخل والفقراء.
وتستغرق مدة إجراء العملية بين 4 5 ساعات متصلة داخل غرفة العمليات.
** يقول د. سامح شوقي أخصائي الكلي: المريض دائما يحضر للمستشفي وحالته متأخرة نظراً لعدم علمه بإصابته بالمرض ولابد عند الاشتباه في إصابته أن يقوم الطبيب المعالج بتحويله لإخصائي الكلي مبكراً.
يطالب مرضي السكر والضغط بالمتابعة المستمرة لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بقصور في وظائف الكلي وعليهم إجراء التحاليل كل عام علي الأكثر.
** يضيف د. شوقي أنه مع الزيادة في أعداد مرضي الفشل الكلوي في مصر لمختلف الأعمار السنية لابد أن يكون داخل كل مستشفي حكومي وحدة لغسيل الكلي بمختلف المراكز والمحافظات حتي نخفف مشقة التنقل علي المرضي.
** أوضح أن علي رجال الأعمال والبنوك والشركات الكبري المساهمة في إنشاء وحدات الغسيل الكلوي للتخفيف علي الدولة لأن تكلفة ماكينة الغسيل الواحدة تصل إلي 80 ألف جنيه وتحتاج إنشاء الوحدة إلي 6 ماكينات بالإضافة لإقامة محطة مياه خاصة لتغذية الوحدة بالمياه المعقمة تكلفتها 100 ألف جنيه ومن المعروف أن مستشفي الساحل به 36 ماكينة غسيل معظمها من تبرعات أهل الخير ورجال الأعمال وأحد البنوك المصرية.
** يؤكد د. تامر شهاب أخصائي الكلي بمستشفي الساحل: أن عمليات زرع الكلي أوفر مادياً وأفضل صحياً للمريض لأن عمليات الغسيل للمريض مكلفة جدا وقيمتها 180 جنيهاً للمرة الواحدة بالمستشفيات التابعة للدولة وأكثر من 500 جنيه بالخاصة ويحتاج المريض 3 مرات غسيل أسبوعياً أي 12 مرة في الشهر ومع زيادة أعداد المرضي ومع تحسين طرق الغسيل والأدوية في السنوات الأخيرة وزيادة عدد سنوات الغسيل فإن هذا يشكل عبئا رهيباً علي ميزانية الدولة.
** يشير الدكتور تامر ل "المساء" إلي أنه علي الدولة والمؤسسات الدينية تفعيل قانون زراعة الأعضاء لأنه أهم الحلول وأفضلها علي الإطلاق لهؤلاء المرضي فمشكلة مصر تكمن في المتبرع والشروط اللازمة لقبول تبرعه.. فهناك دول مثل السعودية والأردن وإيران تبيح قوانينها نقل الأعضاء من قتلي الحوادث وجذع المخ أو المتوفين حديثاً وهذا مطبق في معظم دول العالم وتطبيق القانون علي المتبرعين وتعديله من قبل مجلس الشعب القادم أصبح أمراً ضرورياً للقضاء علي مشكلة نقص الأعضاء سواء الكلي أو الكبد والقضاء علي قوائم الانتظار للمرضي الذين قد يفارقون الحياة بسبب طول فترة الانتظار.. كما أن عدد مرضي الفشل الكلوي يفوق بكثير عدد الأماكن الخاصة بالغسيل وهذا لا يتيح للكثير منهم العلاج خصوصاً الفقراء وغير القادرين.
* داليا مسعد حسن.. من فريق التمريض والمشرفة علي قسم الكلي: تؤكد أهمية أن يكون فريق التمريض الذي يشارك في إجراء عملية زرع الكلي مدربا تدريبا جيداً وعلي دراية تامة بطرق مكافحة العدوي لأن مريض الكلي تكون مناعته ضعيفة جدا حتي لا يتم رفض الكلي من جسم المريض ولذلك نأخذ دورات تدريبية مكثفة علي مكافحة العدوي وكيفية التعامل مع مرضي الكلي بعد إجراء العملية.
** هيام سعد وسامية محمد "ممرضتان": كل مريض له ملف خاص به لمتابعة حالته بشكل منتظم ذيلة فترة الغسيل حتي يتمكن من إجراء العملية إذا أتيح له ذلك.
* هدي أحمد "ممرضة": مرض الكلي ليس مقصوراً علي سن معينة فهو يصيب كافة الأعمار من الأطفال والشباب وكبار السن والحالة النفسية لمريض الكلي تكون صعبة ولكن علينا نحن كتمريض التخفيف عنهم فنحن نتعامل مع 170 مريضا يترددون للغسيل بمستشفي الساحل وهذا عدد كبير جداً.
مع المرضي
** صباح سعد محمد "ربة منزل" ضمن الحالات الخمس المجانية تقول: عمري 28 عاما مكثت منها 8 سنوات مريضة وكانت أياما صعبة عانيت منها من آلام المرض حتي تمكنت من إجراء عملية زرع كلي بمستشفي الساحل مجاناً بمساعدة الأطباء داخل قسم الكلي منذ عام وتحسنت حالتي بشكل كبير بعد أن أنهكني الغسيل المتكرر وأنا الآن بالمنزل وكل ما أعانيه عدم القدرة علي شراء أدوية المناعة التي لا غني عنها مدي الحياة لأن الدولة توفر لي 10 آلاف جنيه كل 6 أشهر في حين أحتاج إلي 15 ألف جنيه مما يعني أنني مطالبة كل 6 أشهر بتوفير خمسة آلاف جنيه وهذا يفوق قدرتي بكثير ولولا مساعدة أهل الخير والأطباء داخل المستشفي لما تمكنت من شرائها طوال الفترة الماضية.
** راوية أحمد آدم "مريضة كلي 60 سنة" منذ 10 سنوات وأنا أجري عمليات الغسيل بمعدل 2 جلسة شهريا ورغم آلامي ومعاناتي أرفض إجراء عملية الزرع لخوفي منها بعد وفاة شقيقي الذي كان يعاني من فشل في كليته أيضا وباع كل ما يملك لإجراء العملية بمستشفي خاص ولذلك لا أفكر في عملية الزرع مطلقاً وأعيش ما تبقي من حياتي هكذا.
** سماح أمين مريضة من المنوفية: كنت أعالج في مستشفي شبين الكوم منذ فترة وتوقف المستشفي عن علاجي وتم تحويلي لمستشفي الساحل منذ ثلاثة أشهر ومن يومها أتردد عليه 3 مرات أسبوعيا وهذا أمر شاق صحياً ومادياً وأحلم بيوم إجراء عملية الزرع وان كان هذا أملاً بعيداً للتكلفة العالية وللحصول علي متبرع.
طالبت فايزة عبدالنعيم مريضة من القليوبية" بضرورة تحديث ماكينات الغسيل لأنها أصبحت قديمة وكثيرة الأعطال.