فجرت لجنة الصحة بمجلس الشعب خلال الأيام الماضية كارثة جديدة تسببت فيها وزارة الصحة بسبب استخدامها لأجهزة وفلاتر خاصة بالغسيل الكلوي غير مطابقة للمواصفات الفنية والطبية داخل المستشفيات التابعة لها الأمر الذي أكده المتخصصون مشيرين إلي وجود 6 آلاف ماكينة غسيل كلوي في أنحاء مصر تعالج أكثر من 42 ألف مريض سنويا. وأوضح عدد من الأطباء أن وحدات الغسيل الكلوي ليست علي المستوي المطلوب خاصة وأن الصحة تعتمد علي الفلاتر والمحاليل الأرخص سعرا مما أدي إلي تدني مستوي وحدات الغسيل الكلوي وعدم جديتها في علاج الفشل الكلوي. في البداية يقول د. محمد غنيم جراح الكلي العالمي أنه لا توجد مواصفات فنية موحدة للفلاتر الخاصة بعمليات الغسيل الكلوي في المستشفيات والوحدات الخاصة بها مؤكدا علي ضرورة تدوين شرط عند استيردا أو استخدام زي جهة حكومية لهذه الفلاتر أن تكون بمواصفات موحدة واستخدام الفلتر مرة واحدة فقط لا يتسبب في إلحاق الضرر بأي مريض آخر، بالإضافة إلي ضرورة وجود مواصفات قياسية لهذه الفلاتر وأشار غنيم إلي أن وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات الحكومية أو حتي الخاصة ليست علي المستوي المطلوب ولابد من تطويرها حتي تستطيع تخفيف آلام المرضي الذين يعانون مرض الفشل الكلوي لأن أي مصاب بهذا المرض أمامه حل من اثنين أولهما إجراء عملية جراحية باستئصال الكلي أو الغسيل الكلوي بواقع مرتين كل أسبوع. وأضاف غنيم أن مستشفي المنصورة يعالج ما يزيد علي 100 مريض يوميا ويستورد الكثير من المرشحات المتسخدمة في عمليات الغسيل الكلوي، موضحاً أن وزارة الصحة لم تفتش علي مراكز الكلي الخاصة أو الحكومية ولم تتأكد من سلامة الفلاتر والمرشحات الخاصة بالغسيل الكلوي وقال إن الإصابة بالفشل الكلوي تعود إلي أسباب وراثية أو نقص المناعة بالإضافة إلي التلوث البيئي الذي انتشر بشكل كبير الفترة الأخيرة مشيرا إلي أن أمراض الكلي تزداد بشكل كبير سنويا وتؤثر علي صحة العديد من المواطنين. ويقول د. أحمد عادل أمين عام الجمعية العربية لأمراض الكلي أنه يوجد حوالي 35 ألف مريض مصاب بالفشل الكلوي في مصر بالإضافة إلي حالات تعاني من أمراض في الكلي ولم يتم اكتشافها بعد فهناك 10 آلاف شخص مصابون بمشاكل في الكلي ولم تصل للفشل الكلوي، مضيفاً أن قلة الامكانيات تتسبب في تأخير غسيل الكلي للمريض علي الرغم من أنه في الخارج يبدأ المريض الغسيل الكلوي بمجرد اصابته لكننا في مصر نبدأ الغسيل بعد وصول حالة المريض لمرحلة معينة تكون فيها الاصابة أصبحت بالغة بسبب قصور الكلي عن أداء وظيفتها في تخليص الجسم من السموم فهذا بدوره يضر القلب والمعدة والعظام ويصيب المريض بالانيميا. وأوضح عادل أن هناك فوارق في الجودة بين مراكز غسيل الكلي تتوقف علي الميزانية وهناك محاليل أرخص تستخدم في كثير من وحدات الكلي مثل السرنجات والفلاتر والمحاليل والخراطيم والأخطر من ذلك إصابة 52% من مرضي الغسيل الكلوي بفيروس "سي" عن طريق العدوي التي تتعدي 80% في بعض وحدات الغسيل الكلوي وفقا لاحصائيات جمعيات الكلي المختلفة في العالم. وقال د. أسامة جميل مدير الاقتصاد العلاجي ووحدات الفشل الكلوي بوزارة الصحة إن عدد ماكينات الغسيل الكلوي يقرب من 6 آلاف ماكينة في ربوع مصر تعالج أكثر من 24 ألف مريضا سنويا ومنها أكثر من ألف ماكينة في القاهرة يتردد عليها 4189 مريضا سنويا ويوجد أقل عدد حالات غسيل كلوي في محافظة الوادي الجديد وعددهم 29 مريضا وعدد الماكينات بالمحافظة 26 ماكينة أما أقل عدد ماكينات 17.5 في محافظة مطروح وتعالج 40 مريضا يعالجون في المستشفيات الحكومية كما يوجد في كل المحافظات وحدات غسيل كلوي بالمستشفيات الجامعية والتأمين الصحي التي توفر للمرضي الجلسات مجانا دون أن ينتقل إلي القاهرة للغسيل خاصة أنه يحتاج للذهاب 3 مرات اسبوعيا. وأشار أسامة جميل إلي أن وزارة الصحة تستورد أفضل المرشحات والفلاتر من أفضل أماكن في العالم ويراعي مطابقتها لمواصفات وزارة الصحة كما تنفق وزارة الصحة 300 مليونجنيه سنويا علي علاج الفشل الكلوي. ومن جانبه يقول النائب محمد الجزار عضو مجلس الشعب إن الحكومة تتجاهل صحة المواطن ولا تسعي لرعاية الحالة الصحية له مؤكدا أن وزارة الصحة تستخدم العديد من الفلاتر داخل المستشفيات التابعة لها غير مطابقة للمواصفات الفنية والطبية. وأكد الجزار أن العديد من المرضي الذين يقومون بالغسيل الكلوي يتعرضون للكثير من عمليات النصب مشيرا إلي أن جلوسهم علي ماكينات الغسيل الكلوي غير مجدية نهائيا لأن الماكينات غير صالحة ولا تفيد المرضي في شيء لأن الفلاتر الموجودة بها لا تساعد علي تنقية الماكينات من شوائب الهواء التي تتخللها الأمر الذي يجعل الغسيل علي هذه الماكينات غير مجد وكأنه لا يحدث اطلاقا، مؤكداً أن الحكومة تتعامل مع المواطن البسيط دون أدني شفقة ولا تسعي للإنفاق علي الصحة من دخلها القومي مما جعل المستوي الصحي في مصر متدنيا للغاية.