مشهد جنائزي حزين شهدته مدينة برج العرب بوصول جثمان الشهيد النقيب "محمد درويش الحمزاوي" قائد نقطة حرس الحدود بالكيلو 100 منطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد علي متن طائرة عسكرية بالقاعدة الجوية قبل أذان المغرب ببضعه دقائق. بالرغم من غياب جميع القيادات التنفيذية عن التواجد بالمطار لاستقبال الجثمان إلا أن العشرات من زملاء الشهيد ووالدته وشقيقه الملازم أول "حامد درويش" الضابط بالقوات المسلحة بالمنطقة الشمالية بالإضافة إلي خالاته وأقاربه. "والدة الشهيد" كانت في حالة انهيار تام وأخذت تردد صراخات التكبير لوداع نجلها وردد جميع الحضور من الأقارب والضباط والجنود هتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و"حسبي الله ونعم الوكيل".. فيما أخذ والد الشهيد تردد "مع السلامة يا حبيبي هشوفك تاني يا غالي" وأخذ يتساءل طوال الوقت! هو "محمد مات خلاص". بكاء الأم أبكي جميع الحضور خاصة لحظة الدفن بعد أن قامت سيارة إسعاف مجهزة باصطحاب جثمان القتيل إلي مدافن الأسرة بالناصرية غرب الإسكندرية. ** علي الجانب الآخر كان شقيق الشهيد الملازم أول "حامد درويش" الأكثر تماسكاً وحضر علي متن الطائرة وزملاء شقيقه مصاحبين للجثمان بعد مشاركتهم في الجنازة العسكرية.. وقال إن شقيقه متزوج وأب لطفلين وكان يتمني الشهادة دائماً فقد عاش متحملاً للمسئولية وقدوة لي دائماً ومات كشهيد تفتخر به الأسرة دائماً موضحاً أن شقيقه كان علي علاقة طيبة بالجميع وكان خبر وفاته صدمة قاسية لنا ولكننا نحتسبه شهيداً عند الله وندعو له بالمغفرة.. ** الوضع كان مختلفاً تماماً في العزاء الليلي للشهيد بقاعة النصر التابعة للقوات المسلحة حيث تصدر سراداق العزاء للرجال اللواء أركان حرب "محمد زملوط" قائد المنطقة الشمالية واللواء "رضا فاضل" رئيس أركان المنطقة الشمالية وشقيق الشهيد وأفراد أسرته بالإضافة إلي السكرتير العام للمحافظة ومدير أمن الإسكندرية والقيادات الأمنية بالقوات المسلحة والشرطة. ** أما القاعة الأخري فكانت مخصصة للسيدات وتصدرتها زوجة الشهيد ووالدته وأفراد أسرته فيما قامت الشرطة العسكرية بتنظيم عملية دخول الرجال والنساء لسرادق العزاء. ** أصوات البكاء ارتفعت من قاعة السيدات لانهيارهن.. وحاولت "المساء" الحديث مع والده الشهيد فرفضت.. أما زوجته "هالة محمد" والتي رفضت التصوير فقالت وهي تبكي بحرارة "محمد" كان معنا في إجازة وعاد لكتيبته يوم "السبت" ليلقي ربه. أضافت: لقد كان خلال أجازته الأخيرة حريصاً علي الاتصال بكل أفراد الأسرة وكأنه يودعهم كما احتضن طفلينا "يحيي- 3 سنوات وفريدة- سنة ونصف" طوال الوقت. أضافت لقد طلبت منه أن يطلب نقله من كتيبته ليكون قريباً منا إلا أنه رفض وأكد أنه يحب الكتيبة ومرتاح بها وأن الوضع آمن بالمنطقة. قالت كأنه كان يشعر بقرب أجله.. فحرص علي الاتصال بي قبل استشهاده بساعتين تقريباً وطلب سماع صوت يحيي وفريدة وعلي الرغم من أن "فريدة" لا تتكلم إلا أنه طلب سماع صوت أنفاسها فقط وطالبني بأن ارعاهما وأوصاني عليهما وهو ما اقلقني. ** وقلت له: في إيه؟ فقال: "خدي بالك من نفسك وربنا معاكم".. وبعدها وعند أذان المغرب فوجئت باسمه علي الشريط الاخباري بالقنوات التليفزيونية ولم أكن أعلم بالحادث.. فاتصلت بشقيقه فسافر علي الفور إلي المستشفي "الفرافرة" حيث تأكد من وفاته. ** أضافت: لقد رحل الغالي.. ولن أسأل كيف مات؟ فيكفيني رحيله عنا.. وأضافت: لا أعلم كيف سأعيش بدونه فهو "حب حياتي" وكيف سأتحمل المسئولية وحدي. وقالت.. كل ما أطلبه من الرئيس "السيسي" هو القصاص للشهداء ويكفينا محاكمات طويلة لقتله دون القصاص العادل وأتمني ألا يذهب دم زوجي وزملائه دون ضبط الجناة.