في جنازة عسكرية مهيبة تم تشييع جنازة الشهيد النقيب محمد علي عبدالعزيز زين ضابط بمباحث سرقة السيارات بالقاهرة والذي اغتالته رصاصات الغدر اثناء أداء واجبه في مطاردة مع أحد المسجلين خطر بمنطقة الكيت كات بامبابة ليلقي ربه شهيداً ويترك طفله "علي" الذي يبلغ من العمر 7 أشهر بلا أب يواجه عواصف الحياة بالإضافة إلي مولوده الثاني الذي كان ينتظر قدومه بعد 3 أشهر. أم الشهيد أصيبت بحالة انهيار عصبي وظلت تردد "حسبي الله ونعم الوكيل".. "حرموني من ابني" وانطلقت بالزغاريد اثناء الجنازة وكأنها تزفه إلي جنة الحلد. وكانت تحمل نجله الصغير وتقول له "شوف زفة أبوك يا علي" بينما انهمر الأب وشقيقا الشهيد بالبكاء الشديد. أما الزوجة فأخذت تتلو آيات من القرآن الكريم وهي تردد "حرموني من أعز انسان في حياتي وفرحة عمري".. تقدم الجنازة مندوب عن وزير الداخلية وشارك فيها حشد كبير من أسرة وزملاء وقيادات الضابط يتقدمهم اللواءات أحمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام. ومحسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة وفاروق لاشين مساعد الوزير لقطاع التدريب. ادي الجميع صلاة الجنازة علي الضابط الشاب عقب صلاة العصر في مسجد الشرطة بالدراسة بعدها بدأت مراسم الجنازة العسكرية وما أصعبها تلك اللحظات بعد أن أقيمت صلاة الجنازة ليتم وضع جثمان الشهيد ملفوفاً بعلم مصر علي سيارة الحماية المدنية وسارت الجنازة العسكرية بالخطوة البطيئة علي دقات الدفوف لمسافة 200 متر. واثناء سير السيارة بالجثمان انطلق الوالدان نحوها يحاولان لمس الصندوق إلا أنهما اصيبا بحالة انهيار عصبي. وظلت الأم تطلق الزغاريد وهي تحمل طفله الرضيع وكأنها تزف نجلها إلي جنة الخلد بعدها ظلت صامتة لا تنطق وتتساقط منها الدموع بغزارة. بينما ظل شقيقاه اللذان يعملان ضابطين يبكيان بشدة ويصرخان وسط زملائهما وأقاربهما الذين حاولوا مواساتهما واحتضانهما. بعدها اصطفت أسرة الضابط الشهيد يتقدمهم والده وشقيقاه وأقاربه لتلقي العزاء من الحاضرين حيث ظهر التأثر علي وجوه الجميع وسالت دموعهم حزناً علي فراقه. قال والده: احتسب نجلي عند الله شهيداً مع الصديقين بعدما استشهد اثناء أدائه لواجبه في الدفاع عن وطنه والحفاظ علي الأمن والأمان بالشارع بعدما انطلق البلطجية عقب الأحداث الأخيرة يهددون أمن البلد.. طلب والد الشهيد والدموع تذرف من عينيه من المواطنين مساعدة رجال الشرطة والوقوف بجانبهم وإعطاءهم الثقة في أنفسهم بعدما قلت كثيراً عقب الأحداث الأخيرة مطالباً بالقصاص من الجاني. أما والدة الشهيد التي لم تتوقف عيناها عن البكاء فقد أكدت أن نجلها كان يمثل لها كل شيء وظلت تردد "حسبي الله ونعم الوكيل فوضت أمري إلي الله".. "منهم لله حرموني من فرحتي". أضافت الأم أنها تلقت خبر استشهاد نجلها كالصاعقة علي رأسها وكأنها تعيش في كابوس مشيرة إلي أن نجلها الشهيد كان يعمل بمديرية أمن السويس وظل يسعي للانتقال إلي مديرية أمن القاهرة وكأنه كان يرغب في ذلك لينال الشهادة. فقد كان دائم الحديث عنها وأجرها عند الله عز وجل ولكنه ترك لنا الحزن والأسي. وتساءلت الأم: كيف أعيش بدون روح قلبي؟. أما الزوجة فقد ظهرت عليها علامات الذهول اثناء رؤيتها لجثمان زوجها الشهيد. وقالت: "حرموا ابني "علي" من كلمة بابا وحرموني من أعز الناس وفرحة عمري" وظلت تتلو آيات القرآن الكريم. قال شقيقه أشرف "ملازم أول": عوضنا الله في أخي "محمد" لقد عاش حياته مثالاً للضابط الخلوق المثالي.. أضاف أنه سيكمل مسيرة شقيقه الشهيد مطالباً بالقصاص من المجرم ليكون عبرة للآخرين.. أكد اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة أنه حزين وآسف جداً لهذا الحادث الذي راح ضحيته الشهيد وتقدم بخالص العزاء لأسرة الشرطة وأسرته. أضاف العقيد أحمد خيري رئيس قسم "مكافحة السيارات بالقاهرة" أن الضابط كان مثالاً للشجاعة والبسالة والأخلاق الكريمة وكان محبوباً من الجميع مشيراً إلي أنه ضحي بحياته فداء للوطن بعدما أنتشر البلطجية في الشوارع في ظل الأحداث الأخيرة.. كان ضباط مباحث سرقة السيارات بالقاهرة قد تلقوا بلاغاً من موظف بشركة "ليموزين" أفاد بأنه اكتشف سرقة سيارته الخاصة وأنه تلقي اتصالا هاتفياً من أحد الأشخاص ويدعي "حسن" طلب منه مبلغاً مالياً لإعادة السيارة. فطلب منه الضابط الشهيد مسايرته واستدراجه للقبض عليه وبعد الاتفاق بين المبلغ والمتهم قام الشهيد بإعداد كمين أمام مركز شباب الجزيرة لضبط المتهم فور وصوله واثناء تواجده شاهد السيارة تمر بالمنطقة فشك المتهم في أمر الكمين. فأسرع بالهرب بالسيارة علي الفور أسرع الضابط الشهيد في مطاردته حيث سلك المتهم اتجاه الجيزة وظل الضابط يطارده حتي وصل إلي منطقة الكيت كات في إمبابة وتمكن من إيقاف السيارة والمتهم وفور خروج الضابط من سيارته لضبط المتهم. فوجئ به يطلق عياراً نارياً نحوه اصابه في الجانب الأيسر من البطن فتم نقله إلي مستشفي الشرطة لإسعافه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي متأثراً بإصابته وجار ضبط المتهم الذي فر هارباً.. تحرر محضر بالواقعة وتولت نيابة جنوبالجيزة التحقيق.