هوالقطب الغوث الفرد الجامع السيد أبي الحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي. تمتد الأسماء إلي إدريس بن عبدالله بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب. ولد في قرية "غمارة" القريبة من سبتة بالمغرب. عرف بالشاذلي. نسبة إلي قرية شاذلة بالمغرب. مع أنها لم تكن مسقط رأسه طلب العلم بالارتحال إلي مصادره في تونس ومصر والشام والعراق. التقي في عاصمة الرشيد أبوالفتح الواسطي. الشيخ الرفاعي الكبير. قال أبوالحسن: لما دخلت العراق. اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي. فما رأيت بالعراق مثله. وكان بالعراق شيوخ كثيرة. وكنت أطلب القطب. فقال لي الشيخ أبوالفتح: تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك. ارجع إلي بلادك تجده. فرجعت إلي بلاد المغرب. إلي أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصديق القطب الغوث أبي عبد محمد عبدالسلام بن مشيش. الشريف الحسني. فلما قدمت عليه. وهو ساكن مغارة برباطه في رأس الجبل. اغتسلت في عين أسفل الجبل. وخرجت من علمي وعملي. وطلعت إليه فقيرا. وإذا به هابط علي. فلما رآني قال: مرحبا بعلي بن عبدالله بن عبدالجبار. وذكر لي نسبي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قالي لي: يا علي. طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك. فأخذت منا غني الدنيا والآخرة.. فأخذني منه الدهش. وأقمت عنده أياما. إلي أن فتح الله علي بصيرتي. الشيخ عبدالسلام بن مشيش أستاذ أبوالحسن الشاذلي في تأكيدات أقطاب الشاذلية مقامه بالمغرب كمقام سيدي الإمام الشافعي بمصر المحروسة. سلك الشاذلي طريق ابن مشيش في جمعه بين الشريعة والحقيقة: "الزم الطهارة من الشرك. كلما أحدثت. تطهرت من دنس حب الدنيا. وكلما ملت إلي الشهوة. أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوي. وعليك بمحبة الله علي التوقير والنزهة. وأدمن الشرب بكأسها مع السكر والصحو. كلما أفقت أو تيقظت. شربت. حتي يكون سكرك وصحوك بالله. وحتي تغيب بجماله عن المحبة. وعن الشراب والشرب والكأس. بما يبدو لك من نور جماله. وقدس كمال جلاله. بعد أن تعلم علي يد ابن مشيش. ووصل إلي مرتبة المشيخة جلس فيها وحمل الراية البيضاء. راية أولياء الله الصالحين. قال بن مشيش لتلميذه الشاذلي: يا علي. ارتحل إلي أفريقية واسكن بلدا بها تسمي شاذلة. فإن الله عز وجل يسميك الشاذلي. وبعد ذلك تنتقل إلي تونس. ويؤتي عليك به من قبل السلطنة وبعد ذلك تنتقل إلي أرض المشرق. بها ترث القطبية. قال أبوالحسن بعد أن تهيأ للرحيل لأستاذه ابن مشيش: أوصني. قال الشيخ: يا علي. الله الله. والناس الناس. نزه لسانك عن ذكرهم. وقلبك عن التمايل من قلبهم وعليك بحفظ الجوارح وأداء الفرائض وقد تمت ولاية الله عندك ولا تذكرهم إلا بواجب حق الله عليك. وقال: اللهم ارحمني من ذكرهم. ومن العوارض من قبلهم. ونجني من شرهم. وأغنني بخيرك عن خيرهم. وتولني بالخصوصية من بينهم. إنك علي كل شيء قدير. مضي أبوالحسن بنصائح أستاذه إلي تونس. ومنها إلي الاسكندرية. عرف أن بالمدينة ولي الله أبا الفتح الواسطي. وقف الشاذلي بظاهر المدينة. واستأذن في دخولها. قال أبوالفتح: طاقية لا تسع رأسين! ومات أبوالفتوح في الليلة نفسها.