أمر رئيس نيابة شرق الكلية بإخلاء العقار رقم 5 و6 بشارع السوق الفرنساوي الذي احترق من السكان دون المنقولات وعرضه علي لجنة المنشآت الآيلة للسقوط. وذلك بعد احتراق بعض شققه بالكامل. كما أمرت النيابة بالاستعلام من حي الجمرك عن المحال المرخص لها بالسوق من عدمه والمستوفية أوراقها من حيث عدادات الكهرباء والمياه. وبالاستعلام من حي الجمرك أيضا عما إذا كان المحل ملك السيد شعراوي المتسبب في الحريق مرخص له من عدمه واستعجال تقرير الأدلة الجنائية حول الحريق ونقطة بدايته. كانت تحقيقات ومعاينة النيابة العامة قد كشفت العديد من المفاجآت.. حيث تبين أن الغالبية العظمي من المحال التجارية بشارع السوق الفرنساوي تقوم بتوصيل التيارالكهربائي من أعمدة الإنارة الحكومية. بالإضافة إلي الاستيلاء علي التيار الكهربائي لتوصيله إلي الباكيات العلوية. إلي جانب التخزين بطريقة عشوائية. تبين أن المحال بالشارع الفرنساوي تقوم ببيع السلع الصينية والأواني البلاستيكية والمفروشات وهو ما ساعد علي انتشار النيران بسرعة كبيرة لتقضي علي الشارع بأكمله. وأوضحت المعاينة أن الخسائر المبدئية تقدر ب 4 ملايين جنيه قيمة البضائع. تبين أن الحصر المبدئي للحريق وآثار احتراق 6 محال تجارية و40 باكية و4 مخازن. وذلك لشدة النيران وفشل قوات الاطفاء في دخول الشارع بعد أن قام الباعة بفرش بضائعهم أعلي وأسفل الأرصفة. مما أعاق دخول سيارات الاطفاء. كانت منطقة المنشية قد نجت من التدمير الكامل إثر حريق مروع ظهرت آثار دخانه حتي منطقتي محطة الرمل وكرموز بعد أن نشب الحريق في محل المدعو السيد شعراوي نتيجة لماس كهربائي ليتصاعد ويمتد لباقي المحال التجارية المجاورة. علي الجانب الآخر انتقل اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية لموقع الحريق.. حيث أمر بتشكيل لجنة من حي الجمرك لحصر المحال التجارية وبيان ما إذا كان مرخصاً لها من عدمه وإزالة جميع المخالفات من الشارع التي أدت إلي وقوع الكارثة. التقت "المساء" تجار وأهالي الشارع الفرنساوي الذين كانوا في حالة انهيار كامل مع الصراخ المستمر والبكاء.. حيث أخذ السيد شعراوي مالك المحل المتسبب في الحريق في الصراخ. مؤكداً أن البضاعة المحترقة ليست من أمواله ولكنها أموال أشخاص آخرون. وأخذ يصرخ "أنا مديون وشقي عمري راح". يقول نبيل عيسي "صاحب محل": هذا ليست المرة الأولي التي يتعرض فيها السوق للحريق.. حيث سبق أن تعرضنا لحريق مروع أيضا منذ بضع سنوات. موضحاً أن التندات المخالفة والمفروشات أمام المحال التجارية أدت لسرعة انتشار الحريق ومنع قوات الأمن من السيطرة المبكرة علي الحريق. وأكد أن لو كل صاحب محل التزم بمكانه لم يكن الحريق قد انتشر بهذه السرعة الجنونية. أما أحمد عبده "عامل" فقال: الشارع كله وصلات كهربائية عشوائية والكارثة أن المخازن والباكيات العلوية بها أسلاك كهرباء وسط البضاعة المخزنة. وبالتالي أي شرارة كهربائية كانت كفيلة بكارثة كبري. أما هشام محمد "صاحب محل" فقال: في الساعة التاسعة صباحاً تلقيت اتصالاً تليفونياً باشتعال النيران في الشارع وسارعنا بالحضور قبل قوات الاطفاء وألقينا كميات كبيرة من المياه ولكن ارتفاع ألسنة اللهب إلي حوال 4 أمتار أعاق محاولاتنا. وساعدت اللعب والأواني البلاستيكية علي انتشار النيران فلم نتمكن من السيطرة عليها. أما الحاج علي السيد عبدالرحمن "61 سنة" بالمعاش فقد أبكي جميع الموجودين بالمنطقة فهو مصاب بالشلل النصفي وتم إنقاذه بأعجوبة.. فقال: أعيش في منزل رقم "5" أعلي محل سيد شعراوي مع زوجتي وابني وأنا مصاب بشلل نصفي وسمعت أصوات الصراخ فاعتقدت أنها مشاجرة حتي فوجئت بالأهالي تكسر باب الشقة لتنقذني وحملوني وزوجتي بعد أن غطي الدخان الشقة بأكملها والنيران في كل مكان وصعدنا لأعلي السطح حتي ننتقل للسطوح المجاور ونستطيع النزول للشارع. مؤكداً أنه لا يملك من حطام الدنيا شيئاً وكل أدويته وأمواله راحوا في الحريق. موضحاً أن هذه شقة حماته وكان يقطن فيها بعد انهيار منزله منذ عشر سنوات. وأصبح الآن بلا مأوي وأخذ في البكاء. أما عباس السيد "عامل" فقال: وصلات الكهرباء العشوائية بطول الشارع أدت إلي كارثة واستيلاء الباعة علي الأرصفة بالبضائع أدي لانتشار النيران. ولولا تدخل الشرطة بكثافة لكنا جميعاً في عداد الأموات.. والحمد لله أن المحال التجارية تفتح متأخراً في رمضان وإلا كان هناك خسائر في الأرواح لكثافة الحركة بالشارع. كانت 12 سيارة إطفاء قد قامت بمحاولة السيطرة علي الحريق علي مدار ساعتين متواصلتين. فيما قامت قوات التبريد بالعمل علي مدار ثلاث ساعات متواصلة نتيجة لعودة النيران للاشتعال مرة أخري بعد إطفائها. فيما تم وضع حواجز أمنية خوفاً من انهيار العقارات أو الباكيات علي المواطنين بالشارع.