تستكمل جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي بجلسة 28 يونيو الجاري الاستماع إلي أقوال شهود الاثبات ومناقشتهم في قضية اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير والمعروفة اعلاميا بقضية اقتحام سجن وادي النطرون أو الهروب الكبير والمتهم فيها 131 متهما يتقدمهم الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان والتنظيم الدولي للجماعة وعناصر بحركة حماس الفلسطينية وتنظيم حزب الله اللبناني والجماعات الإرهابية المنظمة. بدأت المحكمة جلستها وسط اجراءات أمنية مشددة وتم ايداع المتهمين داخل قفص الاتهام وبمجرد ظهورهم قاموا بالتلويح لهيئة الدفاع عنهم وظلوا يشيرون بعلامة رابعة ويرددون الهتافات المعادية لأجهزة الدولة وجلس مرسي طوال الجلسة علي المقعد الخاص به مرتديا تي شيرت أبيض وكان يشير إلي باقي المتهمين وبدا مرسي شاحب الوجه مكتئبا وفي حالة ذهول. اثبتت المحكمة في مستهل الجلسة عدم حضور المتهم عصام العريان من محبسه وذلك لاجرائه جراحة في الغضروف بالعمود الفقري بعد موافقة المحكمة علي علاجه وقد تقدم أسامة الحلو محامي الدفاع عن القيادي الإخوان بطلب للقاضي يفيد باعتذار العريان عن الحضور بسبب إجراء العملية الجراحية. قال المحامي خالد بدوي عضو هيئة الدفاع عن المتهمين في مستهل الجلسة ان العريان مازال تحت تأثير الجراحة.. فعقب رئيس المحكمة قائلا إن المحكمة تتابع عن كثب حالته الصحية وأن العريان كان في وضع صحي خطير للغاية حيث أنه أصيب بانفجار في الغضروف وأن حالته الصحية بدأت في التحسن عقب التدخل الجراحي العاجل بمستشفي المنيل الجامعي مشيرا إلي أنه لولا القرار السريع للمحكمة لكان العريان قد أصيب بالشلل فوجه الدفاع الشكر للمحكمة علي التدخل السريع فرد رئيس المحكمة قائلا "ما يهمنا العدالة الانسانية أولا". من ناحية أخري قدم ممثل النيابة العامة المستشار عماد شعراوي رئيس نيابة أمن الدولة العليا إلي المحكمة تقرير مصلحة الطب الشرعي بتوقيع الكشف الطبي علي المتهم مصطفي الغنيمي وحالته الصحية من ناحية القلب والاوعية الدموية.. كما أشار ممثل النيابة إلي اعتذار أحد الشهود عن عدم الحضور نظرا لادائه امتحانات دراسية. استمعت المحكمة إلي شاهد الاثبات أيمن كمال فتوح "ضابط بمصلحة التدريب وسابقا بقطاع السجون" والذي قال انه كان يتولي قيادة كتيبة منطقة سجون وادي النطرون أثناء أحداث ثورة يناير وأن معلوماته حول واقعة اقتحام السجون تتمثل في أنه مساء يوم 29 يناير قامت مجموعات منظمة ومسلحة باسلحة نارية ثقيلة ورشاشات وقوات ذات تدريب عال باقتحام المنطقة بواسطة 50 سيارة مجهزة وأطلقوا الأعيرة النارية لاحداث الفوضي وتمكنوا من اقتحام السجون وتهريب المساجين. أضاف الشاهد أن منطقة سجون وادي النطرون تحتوي علي 4 سجون ثلاثة منها في منطقة واحدة والأخير يبعد عنهم بمسافة 12 كيلو مترا.. لافتحا إلي أن السجون شهدت من الداخل حالة هياج ومحاولات اشعال النيران بالعنابر من قبل المساجين. أستطرد الشاهد قائلا إنه تولي مهمة الدفاع عن المنطقة التي توجد بها السجون الثلاثة حتي يوم اقتحامها.. مؤكدا أن "تلك الميليشيات" التي قامت باقتحام السجون كانت مدربة تدريبا عاليا وأن عملية اقتحام السجون جاءت بصورة ممنهجة بعد دراسة المقتحمين للمكان ورفع مساحته وأبعاده وحدوده وذلك من خلال البرامج الالكترونية لرفع المساحات الجغراقية مثل برنامج "جوجل إيرث". أشار إلي أنه رصد العديد من المقتحمين وهم يتحدثون بلهجة غير مصرية "عربية بدوية" وأوضح أن ميليشيات المقتحمين كانت مقسمة لخمس مجموعات الأولي دمرت مخزن السلاح والثانية اقتحمت السجون والثالثة تعاملت مع رجال الشرطة والرابعة للتأمين والأخيرة للدعم والقطع والعزل.. ودلل علي صحة أقواله بأنه عقب نفاد ذخيرة قوات التأمين ولدي عودة القوات للمعسكر لجلب الذخيرة اكتشفنا بانه تم اقتحامه مشيرا إلي أنه أبلغ قياداته بما يحدث وأيضا ابلاغ النيابة العامة بالواقعة وتسليمها فوارغ الأعيرة النارية التي أطلقها المهاجمون صوب القوات والسجون. أوضح الشاهد أن المقتحمين استخدموا عربات "لودر" كبيرة الحجم باغتوا بها القوات وأبراج الحراسة مشيرا إلي أنه شاهد اللوادر وهي تقتحم أسوار السجون وأن المقتحمين استخدموا اللوادر ك"سواتر" ضد قوات الشرطة في حين استخدمت الشرطة السواتر الطبيعية والصناعية المتواجدة أمامهم وأن المساحة التي تفصل بين القوات والمقتحمين كانت 100 متر تقريبا وأن المقتحمين لم يتركوا أي أثر لهم حتي المصابين حملوهم معهم خلال مغادرتهم. قال انه لم تصدر إلي القوات ثمة تعليمات بالانسحاب أثناء الهجوم عليهم وأن الضباط والجنود حينما تركوا مواقعهم التأمينية كانوا قد ذهبوا إلي مخزن السلاح للتزود بالأسلحة والذخيرة ومعاودة الاشتباك مع تلك العناصر. كما استمعت المحكمة لشاهد الاثبات مجدي سعيد أبو مسلم "صاحب مطعم" مدينة السادات والذي قال انه كان يقوم بتوريد ما يقرب من 120 وجبة مأكولات للمتهم ابراهيم حجاج قبل اجتياح السجن ولمدة يومين سابقين علي واقعة الاقتحام. أضاف بأنه انتقل للسجن رقم 1 عقب اقتحامه وشاهد المساجين يخرجون حاملين أسلحة نارية ويقومون بعرضها علي المارة مقابل نقود فتحصل منهم علي عدد 12 بندقية آلية وقام بتسليمها لقسم الشرطة.. وطلب المستشار شعبان الشامي رئيس المحكمة من الشاهد أن يوضح نوعية الوجبات التي طلبها القيادي الإخواني إبراهيم حجاج منه فرد الشاهد: "الوجبة بها أرز معمر وفراخ مشوية وكباب وكفتة وقيمة الوجبة كانت 50 جنيها والحاج إبراهيم طلب أول يوم 100 وجبة واليوم الثاني 120 وجبة.. ورد القاضي: "يا بلاش.. كانوا بياكلوا كباب وكفتة مش طعمية وفول".