بدأت منطقة الصراع في أسوان تلملم جراحها بمساعدة لجنة المصالحة والتزم طرفا الصراع بالتهدئة. في حين عادت الدراسة أمس في ال 25 مدرسة التي سبق اغلاقها علي خلفية المصادمات بين قبيلتي الدابودية وبني هلال. ورغم حرص المحافظ مصطفي يسري علي طمأنة أولياء الأمور بزيارة عدد من المدارس وحضور طابور الصباح إلا أن الاقبال جاء ضعيفاً ولم يتجاوز 30% في أول يوم والذي شهد تكثيفاً أمنياً حول المدارس. تقرر ضغط المناهج الدراسية لتعويض التلاميذ عن فترة التوقف.. هذا ما أعلنه المحافظ الذي وعد بزيادة الحضور الطلابي من اليوم خاصة وأن الكثيرين لم يعلموا بالغاء اجازة السبت إلا من وسائل الإعلام. أكد المحافظ أنه تم التنسيق مع اللواء حسن السوهاجي مدير أمن أسوان لعمل دوريات ونقاط تمركز شرطية لتوفير التأمين الكامل للمدارس حماية لأرواح وسلامة الطلاب والعاملين بها. أوضح أنه أعطي تعليمات مشددة لمدير عام التربية والتعليم بنزول كافة المسئولين عن الإدارات والقطاعات التعليمية للمرور علي مدارس مدينة أسوان من أجل الاطمئنان علي استقرار العلمية التعليمية وعدم وجود أي معوقات مع سرعة التعامل مع أي أحداث طارئة. أضاف المحافظ أنه تم استئناف الدراسة في أسوان من السبت لتعويض الطلاب عن الدروس التي لم يحصلوا عليها اثناء فترة التوقف خاصة مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني والتي ستكون في بداية شهر مايو القادم مشيراً إلي أن نسبة الحضور ستكون في تزايد من الغد حيث إنه لم يتم التنبيه علي الطلاب بالحضور يوم السبت إلا من خلال وسائل الإعلام. أعطي المحافظ تعليمات فورية بدهان الأسوار الخارجية للمدرسة التي انطلقت منها الشرارة الأولي للأحداث لمحو العبارات المسيئة واستبدالها برسومات وعبارات تدعو للمودة والإخاء وترتقي للذوق العام. أدار المحافظ أثناء جولته نقاشات مع الطلاب والتلاميذ داخل المدارس للاطمئنان علي مدي استيعابهم للدروس. ومنح عدداً من التلاميذ مبالغ مالية لتفوقهم وتميزهم داخل الفصل المدرسي وذلك بهدف تحفيز الطلاب علي التحصيل الدراسي بالشكل المطلوب. يقول سامي عطية مدرس أن الحضور قليل جدا من طلاب غير منتمين إلي القبيلتين اصحاب الصراع الأخير. نفس الكلام يؤكده دياد عادل طالب بالمعهد الديني الأزهري أوضح أنه حضر الدراسة في أول يوم دون خوف لانه رأي رؤساء القبائل وعلماء الأزهر جاءوا إلي أسوان وجلسوا مع القبيلتين فاطمأن والدي تماما وكانت الحصة الأولي تتكلم عن حسن معاملة الجيران والمسلمين لبعضهم البعض. ويقول عبده العبادي مدرس: بالفعل الأطفال من القبيلتين كانوا بحاجة إلي اخصائي اجتماعي في أول يوم دراسي حتي يعود الاطمئنان إلي قلوب الاطفال ولا يتأثروا تأثيراً سلبياً خلال المراحل العمرية القادمة. وأكد اللواء أحمد صالح رئيس قطاع الأمن العام بأسوان أنه تم تأمين جميع المدارس التي تقع في محيط الأحداث وعددها 25 مدرسة وايضا المدارس والمعاهد خاصة بالنوبة أو بني هلال وذلك من ضمن الاجراءات الاحترازية لحماية ابنائنا الطلبة وغيرهم من المواطنين في ظل الاحداث التي مرت بها أسوان مؤخراً. أعربت القيادات الرسمية والشعبية في أسوان عن ارتياحهم الكبير لزيارة فضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي محافظة أسوان والتي أعطت دفعة قوية لجهود المصالحة بين ابناء قبيلتي بني هلال والدابودية بعد اشتباكات دامية بين القبيلتين اسفرت عن سقوط 26 قتيلا وعشرات المصابين. أكد الدكتور جابر عوض عضو لجنة الصلح أن وصول فضيلة الامام الاكبر لأسوان كان لها اثر طيب في نفوس الجميع خاصة بين طرفي الازمة من أبناء قبيلتي الدابودية وبني هلال مما يساهم في لم الشمل والوصول إلي الهدف النهائي وهو تحقيق المصالحة في أقرب وقت. أوضح أن ايجابية الاطراف بعد لقائهم مع شيخ الازهر سوف تساهم بالتأكيد في وضع حلول سريعة لنزع فتيل هذه الازمة التي لم تشهدها اسوان عبر تاريخها الطويل. أشار إلي أن اللجنة التي شكلها الدكتور أحمد الطيب سوف تبدأ عملها علي الفور مساء اليوم لاعداد تقرير مفصل بشأن الخسائر البشرية المادية من الطرفين حتي يحصل كل صاحب حق علي حقه تمهيداً للصلح. أضاف العمدة مجدي الحسيني عضو لجنة الصلح أن زيارة شيخ الأزهر إلي أسوان وبصحبته الدكتور مختار جمعة وزير الاوقاف ادي إلي حالة من الارتياح الشديد لدي الطرفين وابدوا استعدادهم التام للصلح بعدما شعروا أن كل صاحب حق سوف يحصل علي حقوقه بشكل كامل. أضاف أن لجنة الصلح سوف تسارع في إنهاء مهامها حتي يعود الاستقرار والأمن لأسوان في أقرب وقت مشيداً بالتزام طرفي النزاع بالتهدئة وعدم اللجوء إلي العنف منذ الاتفاق علي اقرار الهدنة بين الطرفين في منتصف الاسبوع الماضي. أكد السيد الادريسي المتحدث باسم لجنة الصلح انه متفائل للغاية بشأن اقرار المصالحة بين قبيلتي الدابودية وبني هلال في اقرب وقت ممكن بسبب رغبة الطرفين الصادقة في اتمام هذا الصلح.