تعهد طرفا المشكلة فى أحداث أسوان، التى وقعت بين عائلات الدابودية والهلالية وأسفرت عن مقتل 26 شخصا وإصابة 32 آخرين، وحرق 10 منازل ومحال، بإنهاء المشكلة بصورة نهائية واجتياز الموقف المتأزم نتيجة الخسائر فى الأرواح والممتلكات، حتى يعود الهدوء بين جميع الأطراف التى تعيش متجاورة منذ عشرات السنين، وليعود الهدوء الطبيعى لمحافظة أسوان التى لم تشهد مثل تلك الأحداث على مر تاريخها، بما هو معروف عن أهلها من طيبة أخلاق وتسامح. وقال السيد الإدريسى رئيس الرابطة العالمية للسادة الأشراف، إنه سيتم اليوم بحضور وفد المجلس الأعلى للقبائل العربية، الذى يضم قبائل أبناء سيناء ومطروح والعبابدة والبشارية بأسوان والبحر الأحمر وحضور نائب المجلس السيد سليم عزوز، وبإشراف محافظ أسوان مصطفى يسري، ومنسق عام اللجنة وأطراف من عائلات الدابودية والهلالية، والدكتور مصطفى كباش رئيس جامعة أسوان، عقد اجتماع موسع تمهيدا لجلسة الصلح النهائية بين الطرفين والتى ستعقد خلال أيام قليلة، حيث سيتم اختيار أشخاص من الطرفين يكونون مقبولين لدى الجميع ومتوافقا عليهم من الطرفين. وأشار إلى أن جلسة اليوم ستكون على ملأ معلن، موضحا أنه سيتم خلالها تحديد الأشخاص المشاركين فى لجنة المصالحة تمهيدا لعقدها خلال أيام. وأضاف : إن أصحاب الدم من الطرفين أقروا بإنهم ملتزمون بحقوقهم كما تراها لجنة الصلح، حيث يرغب كل طرف فى إبراز حقه وتوضيح الأمور المتعلقة به، والتفاوض فى الصلح، موضحا أن لجنة الصلح بدأت بالفعل فى معرفة وتحديد حقوق وواجبات كل قبيلة تجاه الأخرى عن طريق تقصى الحقائق، ومعرفة أسباب الفتنة وبيان الأحداث بواقعها وليس بصداها الإعلامي. وقال مصدر إن بنود الهدنة بين الطرفين تتضمن ما يلي: 1 عدم قيام أى من الطرفين بالاعتداء على أفراد الآخر. 2 تسليم الأسلحة التى بحوزة أى طرف خلال أيام للداخلية. 3 وقف الحملات الإعلامية التى يشنها كل من أبناء القبيلتين ضد الأخري. 4 الإفراج الفورى عن المقبوض عليهم من الطرفين ويستثنى من ذلك المتهمون فى جنايات. 5 يمتنع أفراد القبيلتين عن عمل أكمنة أو نقاط تفتيش لأبناء القبيلة الأخري. 6 ابتعاد كل طرف عن الآخر تجنبا للمشكلات. 7 تقوم كل قبيلة بتسليم أفرادها الذين شاركوا فى عمليات قتل أبناء القبيلة الأخري. 8 تشكيل لجنة من المجلس لتقصى الحقائق. من ناحيته، قال السيد محمد صالح عدلان رئيس نادى النوبة العام بالقاهرة والموجود حاليا ضمن وفد القبائل العربية فى أسوان، إن هناك التزاما كاملا من الطرفين بما تم الاتفاق عليه من قبل اللجنة المختصة حتى تتم المصالحة، مشيرا الى أنه على يقين وفقا لما شهده على أرض الواقع ومن خلال سماع أطراف النزاع من إنهاء الأزمة الحالية فى أقرب وقت. وفى سياق متصل، عقد محافظ أسوان مصطفى يسرى اجتماعا أمس الأول، مع مجلس شيوخ وكبار القبائل العربية على مستوى مصر، الذى يترأسه سالم أبوغزالة الخويلدى نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل العربية، لمناقشة الأزمة ومحاولة وضع حلول لها، وقد انتهى اللقاء باقتراح هدنة مفتوحة لحل الأزمة وارضاء الطرفين.
الصديقان رجب الدابودى وعبدالرءوف الهلالى جنازة واحدة وقبران متجاوران لم تستطع الأحداث الأخيرة أن تعكر صفو المحبة والود والصداقة التى تربط بين قبيلتى «الدابودية» و»بنى هلال» رغم أى شئ حدث أو سيحدث،ففى منطقة الشلال على طريق السد العالى جمع الموت ما لم تستطع أن تحققه جهود المصالحة حتى اللحظة فى جمع القبيلتين فى مكان واحد، ليجمعهم حزن واحد بعدما شاركت الدابودية والهلالية فى تشييع جنازة واحدة لهما ودفن صديقين حميمين من القبيلتين فى قبرين متجاورين فالحاج رجب خليل الدابودى (60 سنة) الذى كان يعمل بشركة المقاولون العرب قد وافته المنية مصاباً بسكتة قلبية بعد ساعتين فقط لحزنه الشديد على وفاة صديق عمره وجاره بمنطقة الشلال الحاج عبدالرءوف حمادة الهلالى (65 سنة) والذى كان يعمل بميناء السد العالى حيث توفى مصاباً بجلطة دموية مفاجئة. وأشار زكى أدريس من قبيلة الدابودية وأحد أهالى المنطقة إن المتوفيين كانا نموذجاً للصداقة والأخوة والجيرة الطيبة، وكذلك أهالى الشلال سواء من الدابودية أو الهلالية الذين يعيشون لأكثر من 150 سنة فى هذه المنطقة كأسرة واحدة سواء فى السراء أوالضراء ولم تعرف من قبل الفرق بين النوبى والهلالي، مؤكداً أن هناك قواعد للتعامل بين كل العائلات ومنها عند حدوث أى مشكلة يتدخل على الفور الكبير لردع الصغير منعاً لتجاوز أى حدود أو زعزعة العلاقات الودية بين أهل المنطقة. وفى السياق ذاته، رفض عبد المنعم حامد من قبيلة بنى هلال وأحد أهالى المنطقة التفرقة بين أهالى أسوان وتأجيج العصبية والقبلية، لأن الجميع مصريون، وليس بينهم ما يستدعى التناحر أو الوقوف فى وجه بعضهم بالسلاح، مشيراً إلى أن جمعية «جبل شيشة» بالشلال والتى يتلقون فيها العزاء للفقيدين هى دار مناسبات مشتركة لجميع أهل المنطقة التى تحتاج إلى المزيد من التنمية وإتاحة فرص عمل لشبابها حتى لا يتكرر ما حدث.وقدم محافظ أسوان مصطفى يسرى واجب العزاء بدار مناسبات «جبل شيشة» يرافقه وفد القبائل العربية . استئناف الدراسة.. الاختبار الحقيقى للهدنة تستأنف بعد غد الاحد الدراسة داخل 46 مدرسة تم إغلاقها علي خلفية اشتباكات الدابودية وبني هلال الاسبوع الماضي بمحافظة أسوان،وسط ترقب لحالة الاستقرار بالعملية التعليمية داخل مربع الاحداث الساخنة وفيما يعد اختبارا حقيقى للهدنة بين طرفي الاشتباكات والخلافات، ومدي نجاح جهود رموز القبائل ولجان المصالحات فى نزع فتيل الازمة بين الطرفين . من جانبه قال محمد عبده حواتي وكيل وزارة التعليم بأسوان ان هناك بروتوكولا مابين مديرية التعليم وأجهزة الشرطة والجيش لتأمين المدارس الواقعة داخل المنطقه وعددها 25 مدرسة مغلقة إغلاقا تاما منذ اندلاع الأحداث بقرار من اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان، بالإضافة الي 21 مدرسة أخري في محيط الأحداث امتنع الطلاب والتلاميذ فيها عن الدراسة بها طواعية . وأكد حواتي استئناف الدراسة بمدرسة محمد صالح حرب الميكانيكية التي كانت سببا في اندلاع الأحداث الاخيرة، بعد تأمينها بقوات من الشرطة والجيش. وحول امتحانات منتصف الفصل الدراسي (الميد تيرم) التي كان مقررا انعقادها الاسبوع الماضي، قال إن هناك توجيهات أن تكون تلك الامتحانات ذات طابع خاص حيث سيسمح للطالب في الامتحان في سؤال واحد أو سؤالين علي الأكثر، والطالب الذي سيتغيب من حقه أن يؤدي الامتحان في أي وقت تحريريا أو شفويا، وقال إنه للمرة الاولي ستضع كل مدرسة امتحانات الفصل الدراسي الثاني منفصلة من خلال واقع الدراسة بها.